سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإغاثة السعودية سجل مضيء ومشرِّف في الدعم السخي للشعوب العربية والإسلامية أرقام وحقائق توضِّح الالتزام الإنساني للمملكة في مجتمع دولي تسوده البراجماتية السياسية
* إعداد: بندر الحربي- القسم السياسي : تصنَّف المساعدات الخارجية في علم السياسة كإحدى أهم أدوات السياسة الخارجية لوحدات المجتمع الدولي، وغالباً ما تستخدمها الدول وسيلة لجلب المصالح ودرء المضار عن أمنها القومي، منتهجة بذلك أسلوباً نفعياً يقوم على مبدأ المصالح المتبادلة. بل إن بعض الدول المتطرفة في استخدام مبدأ البراجماتية والنفعية في علاقاتها الدولية قد تلجأ أحياناً إلى استغلال ما يقع في الدول الأخرى من كوارث، فتبدأ في عرض بعض المطالب قبل تقديم أية مساعدات أو إعانات خارجية. والمتابع للتاريخ المشرف للمملكة العربية السعودية في مجال الإغاثة الخارجية لا يستعصي عليه أن يصل إلى حقيقة جلية مفادها أن المملكة العربية السعودية تشعر بمدى أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقها نظراً إلى مكانتها البارزة في الفضائين العربي والإسلامي، ولذلك دأبت المملكة على مر السنين على مد يد العون إلى شعوب الدول العربية والإسلامية والوقوف معها في ما تتعرض له من أزمات، منطلقة في ذلك من مبدأ الالتزام الإسلامي والعربي الإنساني المجرد من أي دوافع نفعية. ******* نُفِّذت في المملكة العربية السعودية في شهر ربيع الأول من عام 1416ه حملة لمناصرة مسلمي البوسنة والهرسك خلال معاناتهم ومأساتهم أُطلق عليها (حملة خادم الحرمين الشريفين للتضامن مع مسلمي البوسنة والهرسك)، وقد عرفتها بعض أجهزة الإعلام ووسائلها المختلفة ب(حملة الخير في بلاد الحرمين). وهذه الحملة تعدُّ الأولى من نوعها التي تُنفَّذ على مستوى العالم الإسلامي، وقد كان الدعم الذي قُدِّم من خلالها لمسلمي البوسنة ليس دعماً مادياً وإغاثياً فحسب، بل دعماً معنوياً قوياً أيضاً لهم، ساعدهم بفضل الله سبحانه وتعالى على الصمود والدفاع والبقاء في أرضهم والحفاظ على هويتهم المسلمة، وقد تزامن ذلك مع حالة الكرب والاجتياح التي تعرَّضت لها مدينتا جيبا وسربرنتسا، فكانت هذه الحملة أكبر مواساة لمسلمي البوسنة بخاصة وللمسلمين في العالم بعامة. وفيما يلي تفصيل لفعاليات تلك الحملة: افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - هذه الحملة المباركة عقب صلاة الجمعة الموافق 15-3-1416ه بكلمة تم بثُّها عبر التلفزيون على الهواء مباشرة، جاء فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وبعد: إخواني وأبنائي المواطنين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن ما يبعث على الأسى العميق وتنفطر له أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ما يحدث لأشقائنا المسلمين في البوسنة والهرسك من عدوان وحشي صارخ وتقتيل وتشريد وتدمير يقوم به الصرب المعتدون طال جميع مناحي الحياة تحت سمع وأنظار العالم الذي يقف متفرجاً أمام أبشع المجازر البشرية التي سيدوِّنها التاريخ في صفحاته القاتمة. أيها الإخوة: إن الاعتداء الصربي على المسلمين في البوسنة والهرسك من أطفال ونساء وشيوخ يعبِّر تعبيراً عملياً ويقدم صورة مخزية لما ستؤول إليه الأمور في حال سيادة شريعة الغاب ووجود أطراف امتهنت التنصُّل من قواعد وأسس الشرائع السماوية والأعراف الدولية التي كَفَلَتْ للإنسان العيش بكرامة وأمان واستقرار بين جدران بيته وتحت سماء وطنه. الإخوة الكرام: إن المملكة العربية السعودية انطلاقاً من نهجها الثابت بالالتزام بما أمر به رب العزة والجلال وبما جاء به رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام تعمل بصورة لا تعرف الكلل على دعم الأشقاء المسلمين ونصرة قضاياهم؛ حيث سعت منذ الوهلة الأولى من وقوع العدوان على شعب البوسنة والهرسك إلى حشد جميع الوسائل في مختلف المحافل وعبر العديد من القنوات من أجل مناصرة قضية هذا الشعب المسلم المسالم الذي وقع ضحيةً للمعتدين الصرب الذين شنُّوا حرب إبادة على المسلمين هناك. إخواني وأبنائي المواطنين: لا أريد أن أخوض فيما قدَّمته وتقدِّمه المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً لإخواننا المسلمين في جمهورية البوسنة والهرسك من شتى أنواع العون المادي والمعنوي والدعم السياسي، فذلك أمر معروف لدى القاصي والداني. إن واجب الأخوة الإسلامي يحتم علينا أن نهبَّ جميعاً لنجدة هذا الشعب المسلم بما تجود به أنفسنا نحو إخوان لنا في العقيدة يرزحون تحت نير العدوان الآثم، لا سيما ونحن نتابع هذه الأيام التطورات البالغة الخطورة في مجريات الأحداث في البوسنة والهرسك. أيها الإخوة: إن أشقاءكم يناشدونكم العون والمدد، فلبُّوا النداء؛ إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته). إجمالي التبرُّعات بلغت جملة التبرعات التي قُدِّمت لمسلمي البوسنة والهرسك عن طريق الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك مبلغاً قدره (1671128042) مليار وستمائة وواحد وسبعون مليوناً ومائة وثمانية وعشرون ألفاً واثنان وأربعون ريالاً. كانت التبرعات النقدية منها مبلغاً قدره (1425342396) مليار وأربعمائة وخمسة وعشرون مليوناً وثلاثمائة واثنان وأربعون ألفاً وثلاثمائة وستة وتسعون ريالاً. بينما بلغت القيمة النقدية للتبرعات العينية مبلغاً قدره (245785646) مائتان وخمسة وأربعون مليوناً وسبعمائة وخمسة وثمانون ألفاً وستمائة وستة وأربعون ريالاً. الجدير بالذكر أن هذه ليست مجمل المساعدات المقدَّمة من المملكة؛ فقد وردت للهيئة بيانات توضِّح حجم التبرعات النقدية التي قُدِّمت من حكومة المملكة عن طريق وزارة المالية، والمساعدات التي قُدِّمت من الأجهزة الأخرى في المملكة، وكذلك الهيئات والمؤسسات الخيرية العامة والخاصة، وقد بلغت جملة المساعدات تلك (428565294) أربعمائة وثمانية وعشرين مليوناً وخمسمائة وخمسة وستين ألفاً ومائتين وأربعة وتسعين ريالاً. وبهذا يكون إجمالي المساعدات التي قُدِّمت لجمهورية البوسنة والهرسك من المملكة العربية السعودية حسب ما ورد للهيئة من معلومات مبلغاً قدره (2099693336) مليار وتسعة وتسعون مليوناً وستمائة وثلاثة وتسعون ألفاً وثلاثمائة وستة وثلاثون ريالاً. وفيما يلي نتناول الحديث عن تفصيلات التبرعات النقدية والعينية التي قُدِّمت لمسلمي البوسنة والهرسك عن طريق الهيئة العليا لجمع التبرعات. نذكر أولاً أن هذه الحملة تعدُّ أكبر حملة للتبرعات عرفها العالم العربي والإسلامي، وهي الحملة التي جسَّدت وحدة الهدف ووحَّدت بين القيادة والشعب في مجتمع المملكة العربية السعودية، وهذه لها دور كبير في ارتفاع حجم التبرعات خلال يوم واحد فقط؛ حيث وقائع الحملة التي استمرت أربع عشرة ساعة من خلال التلفزيون. -*-*-*-*-*-*-* تفصيلات التبرعات النقدية -*-*-*-*-*-*-* بلغت جملة التبرعات النقدية مبلغاً قدره (1425342396) مليار وأربعمائة وخمسة وعشرون مليوناً وثلاثمائة واثنان وأربعون ألفاً وثلاثمائة وستة وتسعون ريالاً. وقد تم تحصيلها خلال أكثر من ثماني سنوات، وفيما يلي بيان لإجمالي التبرعات النقدية التي تم تحصيلها في كل سنة على حدة: م - بيان - المبلغ 1412- 1413ه 304.272.513 ريالاً 2 1414ه 338.519.200 ريال 3 1415ه 150.958.635 ريالاً 4 1416ه 459.683.168 ريالاً 5 1417ه 28.557.240 ريالاً 6 1418ه 38.159.734 ريالاً 7 1419ه 69.495.717 ريالاً 8 1420ه 5.946.189 ريالاً 9 1421ه 29.750.000 ريال -*-*-*-*-*-*-* تفصيلات التبرعات العينية -*-*-*-*-*-*-* منذ تأسيس الهيئة العليا وهي تستقبل تبرعات عينية لصالح مسلمي البوسنة والهرسك، وقد وفرت الهيئة العليا للتبرعات العينية مستودعين: الأول في الرياض، والثاني مستودع كبير في ميناء جدة الإسلامي الذي أصبح مركز تجميعٍ للتبرعات العينية المرسلة من مستودع الهيئة في الرياض والتبرعات الواردة من جميع أنحاء المملكة. وقد بلغت جملة التبرعات العينية التي قدمتها الهيئة العليا لمسلمي البوسنة والهرسك 73.812 طناً، بلغت قيمتها النقدية مبلغاً قدره (245.785.646) مائتان وخمسة وأربعون مليوناً وسبعمائة وخمسة وثمانون ألفاً وستمائة وستة وأربعون ريالاً، منها التبرعات المقدَّمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومنها غير ذلك حسب ما هو موضح في الجدول التالي. وفيما يلي بيان تفصيل تلك التبرعات: ******** التبرعات العينية - حجم التبرعات بالطن - القيمة النقدية للتبرعات التبرعات الحكومية 61948 206279862 ريالاً تبرعات المواطنين 11864 39505784 ريالاً الإجمالي 73812 245785646 ريالاً