شرف مركز دراسة الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض صباح يوم الاثنين 18 صفر 1426ه بزيارة الوفد النسائي المغربي المكون من عضوات البرلمان المغربي: د.سميا بنخلدون (رئيسة الوفد)، ود. رجاء ناجي مكاوي، ود. زهور أربوح، ود. أمينة المريني (شاعرة)، ود. غزلان دروس، ود. فاطمة الليلي، ود. نادية البكيلي (إعلامية)، وكان في استقبالهن سعادة وكيلة المركز: د. وفاء بنت إبراهيم العساف، ووكيلة شؤون الطالبات: د. الجوهرة بنت محمد العمراني، وعدد من وكيلات المركز والأقسام الدراسية، ولجنة العلاقات العامة، وعضوات هيئة التدريس، ومنسوبات المركز. وبدأ البرنامج الذي قدمته الأستاذة: وفاء بنت إبراهيم السبيل، المحاضرة بقسم الأدب في كلية اللغة العربية، بالترحيب بالضيفات، ثم قُرئ القرآن الكريم بصوت الطالبة، جوزاء السعدون (كلية الشريعة- المستوى الرابع)، وأعقب ذلك كلمة وكيلة المركز: د. وفاء العساف التي رحبت بالوفد، وشكرت لهن هذه الزيارة، آملة أن يتحقق الهدف منها، راجية الله أن يستمتعن بالبرنامج المُعدّ والجولة في رحاب الجامعة، ثم كانت كلمة الوفد التي ألقتها الدكتور: سميا بنخلدون، وقامت بالتعبير عن سعادتها لهذه الزيارة، وقدّمت عضوات الوفد بالتتالي، وعرفن بأنفسهن وطبيعة أعمالهن الأكاديمية والسياسية؛ حيث معظمهن عضوات في البرلمان المغربي، وبعد ذلك بدأت الأصبوحة الشعرية التي أعدت احتفاء بالوفد، وغلب عليها الطابع الوطني الإسلامي الذي يرفض العنف والإرهاب والسخرية من العلماء والأوطان، وكانت البداية بقصيدة (أبغي إماما) عن تجربة إنسانية تكشف الاحتواء الأكاديمي المميز في جامعة الإمام ألقتها: الجوهرة آل جهجاه: لا يسهر الليل عندي غير أقلامي ولا مع الصبح غاد غير أذكاري أغدو خماصا كما الطير التي رامت نصيد علم يروي خير زواري إن الرياح لتجري بالذي فيها هذي الإمام، وهذي كف أقداري أسكنت فيها بلا ريب ولا جور أسعى وتسعى معي، يارب، يا باري أسقيت فيها حنانا يُبرئ الجرحى وكسوتي نسج إحسان لأطهار ثم قصيدة (وليسقط الإرهاب) للطالبة: ندى بنت عبدالله العلولا (قسم اللغة العربية- المستوى الرابع) وهي الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة الشعر التي كانت ضمن فعاليات الجامعة للحملة الوطنية التضامنية ضد الإرهاب على مستوى الطلاب والطالبات: بالله أسألكم وقلبي مطرق عل الكسير إذا استكان يجاب ما ذنبنا حتى يزعزع أمننا؟! ماذا جنينا كي يصب عذاب؟! ما الدين يرضى أن يكون صنيعكم بالأبرياء تعنّت وعقاب قالوا لعل الكفر يترك أرضنا فمضوا قتالا ليس فيه حساب ثم قصيدة (روح تزلزلنا) للطالبة: نورة بنت جايز الشريف (قسم اللغة العربية- المستوى السابع)، وهي الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الشعر الكبرى للطالبات والحب يا صاحبي روح تزلزلنا وتجعل اللب في ريب وفي سكر وعتمة تشمل الأفراد كلهم وحبه دونهم ضوء من القمر لا غيرها صورة المحبوب ينظرها قلب المحب وفيها مهبط النظر فإن رأيت لسان المرء يحرجه فاعلم بأن فؤاد الحر في خطر بعدها قصية (ابن تيمية عاتبا على صفحات التاريخ) للطالبة: إكرام بنت عبدالعليم الزيد (قسم أصول الدين- المستوى السابع) وهي الفائزة بالمركز الثاني في المسابقة نفسها: يا أيها التاريخ إني عاتب ومع العتاب سأضرب الأمثالا أتشبهون الوبل سحّا مغدقا بأديم صب على الأنام وبالا؟ أتشبهون جذور كلم ضارب في الأرض ثم إلى السماء تعالى وظلاله للعابرين مرافئ يؤتي الثمار المجتنين بلالا تلاها قصيدة (كسوف شمس الإسلام) للطالبة: رشا بنت عبدالله الزيد (قسم اللغة العربية- المستوى الثامن) وهي الفائزة بالمركز الثالث: ظلم الأعادي يا أصيحابي غدا شوكا يعلق بالأسى ثكلانا كم طالبونا بالسلام وإنهم ظلم السلام ولا سلام سوانا ساروا بنشر فضيحة في ديننا قاموا بدعوة علمنا رهبانا عار عليهم قد تبسم منهم ثغر الجماد وقهقهت أركانا ووسط احتفاء الوفد ببراعة الإنشاد الشعري، ووجود عضوات في رابطة الأدب الإسلامي العالمية من الجامعة..شاركت الدكتورة الشاعرة: أمينة المريني ببعض من القصائد التي منها (عاشقة)، و(كمال)، و(المكابدات)؛ ومن ديوان (ورود من زنزانة) مقطعها الرائع: (هو ذا الله معك أين ما كنت معك يعلم الجهر وما قد يناجي أضلعك وخفاياك التي لم تبارح مخدعك إن تكن ذا قوة هل تسوى أصبعك؟) وقد أبدت الشاعرة المريني إعجابها بمستوى الشعر والإلقاء والأصالة النسائية بما هو شعر حقيقي، وشاعرات صغيرات حقيقيات، يحملن الهم الإسلامي والإنساني، مما يمثل صورة مشرفة لإنجازات المرأة السعودية على المستوى الأكاديمي والإبداعي والإنساني.. وقد شاركت سعادة الدكتور: منيرة العلولا (عميدة كلية التربية) بكلمة ترحيبية بالوفد، وختم البرنامج بقصيدة وطنية تفعيلية تجاوبا مع تساؤلات الشاعرة المريني عن المزاوجة بين العمودي والتفعيلي في شعر المرأة السعودية، وكانت قصيدة (إلى رجل اسمه الوطن) للجوهرة آل جهجاه؛ حيث ذلك الوطن- الرجل الذي لا نبدأ في فهم أبجديته الكبرى إلا بعد أن يأخذ منا أبا أو أخا أو زوجا ينصهر مع ترابه، فننصر مع معاتيه: ( بأن أجمل الرجال في حكايتي شريت حبه بروح والدي ولست بائعة! لبست ثوبه، وساعدي متيم بساعده ولست ضائعة! ولست راجعة! .. عن حبه .. أو ظله .. أو عن حدوده ممانعة بأن يخيط روحي خيمة وغيمة مرابطة تظلل الثغور والنسور وتمحق الضباع في الجحور) .. وانتهى البرنامج بعد النقل التلفزيوني لندوة (العلاقات السعودية المغربية في مجال الأدب) بحفل غداء، وجولة ميدانية في المركز. وقد كان الانطباع العام الذي سجلته عضوات الوفد هو التعرف على الصورة الحقيقية الرائعة للمملكة العربية السعودية عامة، وللمرأة السعودية التي يشوه الإعلام صورتها، ويوحي بأن حفاظها على الحجاب والأصالة تسببا في تأخرها العلمي والإبداعي، حيث رأين الحقيقة ماثلة في نهضة شاملة ومواكبة لم تتخل عن أصالتها وتميزها الإسلامي العربي العريق، ودعين إلى التكرم بزيارة مماثلة لدولة المغرب الشقيقة للتعرف عليها، وتقوية جسور العلاقات الثقافية والعلمية. ومن الجدير ذكره أن الطالبات الشاعرات قد عبرن عن سعادتهن الكبيرة بهذه الفرصة، التي ظهر فيها تقدير الجامعة لطالباتها المبدعات، وثقتها في تقديمهن واجهة لها أمام عضوات هذا الوفد العاملات في أرقى المناصب السياسية والأكاديمية مما يدل على اهتمام حقيقي بالجيل الشاب، وأن كل من يسعى للخير في هذه البلاد سيجد يدا تضع يدها على يده وتعضده، كما وجهن الشكر للقيادة السامية على الموافقة على هذه الزيارة، ولمعالي وزير التعليم العالي، ومعالي مدير الجامعة، ووكيلاتها، وكذلك ل(الجزيرة) التي كانت سباقة إلى نشر نتائج المسابقة التي أسعدتهن على طول انتظارهن لها.