تتواصل الاستعدادات على جانبي الحكومة والميليشيات المسلحة لاستئناف الجولة المقبلة من القتال بينهما للسيطرة على منطقة ديرا بوجتي، وعلى إقليم بلوشستان بأكمله.. ففي الوقت الذي تشير فيه التقارير الواردة من المنطقة إلى أن العناصر القبائلية قد تحصنت في المواقع الجبلية وحصلت على أسلحة متطورة وذخائر كافية.. ذكرت تقارير أخرى أن القوات المسلحة الباكستانية قد أتمت استعداداتها لمواجهة أي تصرف محتمل من جانب القبائل. يأتي ذلك في الوقت الذي تتعالى فيه نبرة التحذير ضد أي تصرف من جانب الجيش في الإقليم حتى لا يزيد الوضع اشتعالاً مع تشبيه الوضع الحالي في الإقليم بالوضع الذي كان عليه الحال في عام 1971م إبان انفصال باكستانالشرقية السابقة في دولة مستقلة تُعرف في الوقت الحالي باسم بنجلاديش. وفى ضوء هذه المخاطر والتطورات نظَّمت أحزاب وجماعات المعارضة الباكستانية والجماعات والأحزاب القومية البلوشية مسيرات حاشدة في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان نددت خلالها بقتل المدنيين البلوش في مدينة ديرا بوجتي جنوب غربي باكستان. إلى ذلك انفجرت قنبلة موقوتة عند ضريح بجنوب غرب باكستان الليلة قبل الماضية مما أسفر عن سقوط 35 قتيلاً على الأقل وإصابة 40 وقالت الشرطة إن من المحتمل أن تكون وراء الهجوم خصومة محلية. وكان مسؤولون قد ذكروا في وقت سابق أن 32 على الأقل قتلوا في الانفجار الذي وقع في وقت متأخر من السبت بأحد الأضرحة قرب بلدة جاندهاوا بإقليم بلوخستان، وكان يعتقد في بادئ الأمر أن الدافع إما طائفي أو انفصالي.. ولكن وزير الداخلية أفتاب أحمد خان شرباو قال إن 35 قتلوا وإن الشرطة تحقق في احتمال أن تكون خصومة بين أحفاد القتيل وراء الهجوم. وصرح الوزير: (أحد الاحتمالات التي تحقق فيها الشرطة وجود خصومة بين أحفاد القتيل... وكانت هناك نزاعات بين بعض الأقارب). ويقع الضريح على بعد نحو 420 كيلومترا إلى الشمال من مدينة كراتشي أكبر المدن الباكستانية وهو أساساً مزار للشيعة ولكن السنة يزورونه أيضاً. ولإقليم بلوخستان أكبر أقاليم باكستان تاريخ من العنف الطائفي بين متشددين من السنة والشيعة.. وشهد اضطرابات في الآونة الاخيرة بسبب هجمات نفذها متشددون قبليون يقاتلون من أجل المزيد من الحكم الذاتي. ولكن شرباو استبعد احتمال أن يكون السبب وراء الانفجار عداء بين السنة والشيعة أو أن يكون متشددون قبليون هم الذين شنوا الهجوم.. وانفجرت القنبلة أثناء توزيع الطعام بعد الاحتفال.. وقال شرباو إن وزنها بلغ نحو كيلوجرامين.. وأُصيب كثيرون خلال تدافع حدث بعد الانفجار.. وقال تشودري يعقوب رئيس شرطة الإقليم إنه تمَّ العثور على جهاز توقيت.. وصرح لرويترز (كانت قنبلة موقوتة لأننا عثرنا على جهاز توقيت). وشددت الإجراءات الأمنية في بلوخستان منذ هجوم شنه متشددون قبليون على أكبر حقول الغاز الباكستانية يوم 11 يناير كانون الثاني وأسفر عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل.. وقُتل ثمانية جنود وأُصيب 23 يوم الخميس في معركة مع متشددين على مشارف بلدة ديرا بوجتي على بعد نحو 170 كيلومترا إلى الشرق من جاندهاوا. وقال سياسي قبلي إن 50 على الأقل من أفراد القبائل لقوا حتفهم وأُصيب أكثر من 150 في المعركة، ولكن الجيش قال إن هذه الأعداد مبالغ فيها.. وانفجرت يوم الجمعة قنبلتان في قطارين بالمنطقة مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة تسعة.