أما قبل، فجهود رجال الأمن وخلال الأعوام الماضية تحديداً؛ تشكل بُعداً لمنظور الأمن الذي بات أحد ركائز الدولة الحكيمة. لقد أصبح الجميع يشعر بأن جهود الجهات الأمنية لا يمكن إغفالها أو الإفلات منها، سواء تخفّى الجاني أم كان خلف ألف قناع وحماية! أما بعد، فجهود رجال الأمن وتعاملهم خلال جائحة كورونا يجبر المرء أن يرفع أكفّ الدعاء ويطلب من الله أن يوفقهم ويسدد خطاهم لما بذلوه من إجراءات وانظمة ترتقي لأن تكون المثال الأجمل اقليميا -وليس مبالغة ان قلت عالمياً- فالجميع بات آمناً في بيته، آمناً على نفسه ومن يحب، ومتيقناً من أن الشر "برى وبعيد". لقد ضرب رجال الأمن أروع الأمثلة في تطبيق الإجراءات الاحترازية وتطبيق القانون على الجميع بما يكفل للمجتمع الاستقرار والسكينة. يعملون ليل نهار في التوعية وضبط حركة المرور وتنظيم الطرقات وإدارة الحشود. وقبل كل شيء؛ فرجال الأمن -وقبل أن نعرف هذه الأزمة- يقفون بكل شجاعة ووطنية للتصدي للهجمات والاختراقات. في الجنوب والشمال والشرق والغرب. في كل مدينة لهم جهود. في كل المنافذ والحدود. في كل مناحي دفاع لهم وجود. في الأرض والجو وتحت البحر وضعوا القيود.. وفي الفضاء الرقمي يبرعون في دحض الشر ومراقبة الأعداء وحتى الأغبياء! ونحن -مواطنون ومقيمون- ندرك جيداً بأنهم -بعد الله- سداً منيعاً لن تتزعزع عزيمته ما دامت الأرض والسماء. أما وبعد قرابة الخمسة أعوام، منذ تلك الجائحة؛ شهد الجميع قفزة تاريخيّة في المنظومة الأمنية على كافة الأصعدة. ولربما شهد الجميع - وربما حصل له الموفق شخصياً- التواجد الأمني المنظم والاحترافي في كافة المناسبات، ولعل أهمها موسم الحج. لن أسهب كثيراً في الحديث عن هذه الجهود، فلن ينصفهم مقال أو كتاب. يكفي أن ندعو لهم ونضع أيدينا بأيديهم للدعم والمساندة، فكلنا لهذا الوطن! ولكن.. الحمقى لا يفقهون. لا يسمعون ولا يعقلون. في كل يوم وفي كل فضاء يرون تلك الجهود والاستعدادات، ولكنهم ما زالوا يتصرفون بحماقة! يقرأون الأنظمة والإجراءات والعقوبات ثم يكسرونها بطفاقة! والأكثر حماقة من كل هؤلاء؛ من يخالف النظام ويقوم بتوثيقه كي يكون شاهداً عليه! لقد طفقت بحثاً عن سبب يدعو هؤلاء -الحمقى- لاقتراف مثل هذه التصرفات، لم أجد. لقد رفض المنطق أن يحاور التفنيد. البحث عن الشهرة أمام المقصلة؟ التباهي أمام من حتماً سيحتقر؟ الطيش؟ لماذا ومن أجل ماذا؟ تتلفظ إحداهن على رجل أمن أو مواطن من أجل ماذا؟ كي تكسر قلب ذويها ومن أسهم في تربيتها؟ يذهب والدها بكل انكسار وخجل ويدفع كفالة "سوء تربيته"؟ هل هذا ما يريده هؤلاء "الطائشون"؟ يصور أحدهم مخدرات متناثرة ومحظورات مصفوفة، ويعلن للجميع بأنه (ضد القانون) فماذا يعتقد؟ لم أعد أفهم كي تحولت "الكاميرا" من وسيلة إلى غاية. يقبع المرء أسيراً لها. يفعل كل شيء من أجل أن يقع تحت "دائرة الضوء". وان كانت تلك الدائرة في (قمامة). ما أكبر الإهانة حين يراك الجميع كمن يقبع في قمامة. ما أقبح العذر وما أشنع المبرر! أخيراً، فليفكر الجميع في مستقبله. التاريخ لن ينسى، والكاميرا كذلك. ستجد كل شيء أمامك. ستجد حماقاتك كجبل أحد ولن تستطيع طمسها، وستحفي على قدميك كي تمحي تاريخك المتشوّه اجتماعياً، ورقمياً، وتأكد بأن بعبع "الذكاء الاصطناعي" لن يرحمك إطلاقاً. قد ينسى جمهور وسائل التواصل جريمتك وحماقتك، ولكن القانون لن ينسى، ولن يغفر!