رداً على مقالات للكاتبة فاطمة العتيبي في نهارات أخرى، وتزامن هذا الرد مع آخرها - مواسم ثقافية والحضور لا أحد - يوم السبت 2 من صفر 1426ه، وحيث عوَّدتنا الكاتبة في جل مقالاتها أن تكون الدفاع المخوف عن أي تيار يحارب الحرية والانفتاح الذي تتطلع إليه في مجتمعها، بل وتناضل عبر كلماتها الملمعة بفنون البيان والبلاغة - لِمَ لا، وهي معلمة اللغة العربية سابقاً - ومناضلتها لتخفيف القيود التي تراها تحيط بالبيئة السعودية عامة وبالمرأة خاصة، حيث لا تتوانى أن تقضم تلك القيود؛ لأن في رأيها المرأة في بلادنا مسلوبة الحقوق!! وتلمح في طيات عباراتها المنمقة إلى ذلك التيار القديم الجديد: أن المرأة مساوية تماماً للرجل، وعليه ترى ألا تحرم من الوقوف إلى جانب الرجل في مسارات المجتمع سواء للمشاركة أو التصويت أو حتى التصفيق في مدرجات ملاعب الكرة!! وها هي في موضوعها المذكور أعلاه تناقض هذا الحق لتنتقد تلك الأكاديمية المتحدثة في مناسبة ثقافية والتي دعت إلى مخاطر (الدشوش) على صلاح البيوت والأبناء وكأنها تقول: إن الدعوة والنصح قاصرة على الخطباء والدعاة من الرجال!.. والأهم في ذلك المقال التلميح المليح إلى أن الدشوش باب للوصول إلى الجمال الذي شرعه الله، قالتها بجملة لامعة ساطعة: (ليعلموا بعدها - أي بعد تركيب الدشوش - أن الله جميل وهبهم حياة جميلة). عجباً أن يكون الجمال عبر تلك الدشوش هو مشتق من الجمال الذي عناه الله! أخيراً: لتعلمي يا أخت فاطمة أننا لا نتسابق إلى سطوح منازلنا لتثبيت الصحون كما تقولين، بل والله نخجل أن نجاهر بوجودها في منازلنا. ونجحدها إن وجدت! على الأقل في مدينتي - أقصد مدينتك التي عرفت أهلها، وتربيت بين أفنيتها وسطوحها - إنها مدينتك عنيزة!!