مر علينا هذا العام .. واحد من أنجح مواسم الحج .. إن لم يكن .. أنجح موسم حج على الإطلاق .. رغم أشياء كثيرة .. ومن أبرزها .. الإجماع على أن حجم عدد الحجاج .. زاد هذا العام بنسبة كبيرة للغاية كأرقام وأعداد .. حيث أشارت الإحصائيات (غير الرسمية) إلى أن هناك حوالي (700) ألف حاج هذا العام .. هم من متخلفي ما سُمّي بتأشيرات العمرة .. مضافين إلى الرقم الرسمي المعلن . ** دعونا نبدأ بالسلبيات قبل أن نتحدث عن ملحمة عظيمة صنعها رجال الأمن والمرور .. ليضيفوها إلى ملاحمهم في البطولات والنجاحات والتفوق .. عندما قدّموا موسماً من أنجح المواسم .. شهد انسياباً في الحركة المرورية بشكل لم يشهد له مثيل .. فيما شهد حالة أمنية فريدة للغاية .. رغم تخوف بعض المرجفين من حصول شيء (ما) في موسم الحج .. بسبب أن الإرهابيين والمجرمين والقتلة .. لا يُفرقون .. وليس عندهم معايير .. فالعاكف والساجد والملبي .. والحاج كلهم في نظرهم .. أهدافاً للقتل .. ولكن توفيق الله ومنته .. ثم حضور رجال الأمن القوي .. فوّت عليهم كل خطة خبيثة مجرمة .. فكلنا .. يعرف أن المجرمين القتلة .. لا يتورعون عن أي عمل . ** أعود إلى موضوعي .. وهو .. هذا النجاح العظيم الباهر لموسم الحج .. الذي كان أولاً .. بتوفيق من الله تعالى .. ثم من صنع أبناء هذا الوطن البررة .. قادة ومسؤولين ورجال أمن وموظفين .. وكل المخلصين الغيورين .. الذين صنعوا هذا النجاح . ** لم يعكر صفو هذا الموسم .. ولم يُفسد نجاحه .. سوى شيء واحد .. وهو (الافتراش). ** تلك البثور .. أفسدت الوجه الرائع الجميل . لحج هذا العام . ** لقد تابعت ما كُتب في الصحف كلها .. عن الافتراش .. من تحقيقات وتصريحات ولقاءات واستطلاعات وصور وأخبار .. كما سمعت من أكثر من واحد .. ممن حجوا وقالوا .. المصيبة هذا العام .. والتي قد توقف سير الحجاج في الأعوام القادمة .. هي الافتراش . ** تصوّر .. طرقاً بسعة (50) و(80) و(100) متر .. هيّئت لتدفق الحجاج .. سيارات .. وراجلين .. أغلقها المفترشون .. وإذا تكرّموا .. تركوا متراً أو مترين من الخمسين متراً .. هي عرض الطريق .. ليمر الحجاج والسيارات بصعوبة للغاية . ** يقول الحجاج الذين يقطنون مسافة (200) متر .. أو (300) متر عن الجمرات .. إنهم يقطعون هذه المسافة القصيرة سيراً .. في (3) ساعات بسبب توقف الطرق وإغلاقها . ** ويقولون .. إننا عانينا من زحام شديد .. وضيق وخنق وضرب ورفس وركل وكلام قاسٍ من المفترشين .. حتى إذا وصلنا الجمرات .. رجمنا خلال ربع ساعة .. والساعات كلها .. الثلاث أو الأربع .. تذهب في الطريق .. وعندما نعود .. نعود منهكين .. متعبين . ** التنقّل هذا العام بين المخيمات .. شبه مستحيل .. فليس بوسعك الخروج من مخيمك لزيارة آخر .. أو زيارة موقع رسمي (الإفتاء .. الشؤون الإسلامية الرابطة .. الجهات الأخرى) لأن الحركة مغلقة تماماً . ** مسجد الخيف .. مليء بالمفترشين الساكنين فيه .. ولا مجال للصلاة فيه .. إلا بصعوبة للغاية .. إذ عليك أن تحضر قبل الأذان بثلاث ساعات .. وأن تقاتل حتى تجلس بين المفترشين . ** المفترشون .. أغلقوا كل الطرق .. ** المفترشون .. حوّلوا شوارع منى .. إلى كومة زبالة .. ** المفترشون .. أفسدوا انسيابة الحركة .. ** المفترشون .. أفسدوا كل الخطط الناجحة . ** المفترشون .. لا يصغون .. ولا يسمعون لكلام المسؤولين .. ولا رجال الأمن .. ** أكثر المفترشين .. لهم ألسنة حداد .. وقد يُهدد باستخدام يده .. وقد يستخدمها . ** المفترشون .. يأخذون عامة مساحات الطرق ما يشاءون .. وليس من حق أحد أن يمنعهم . ** المشكلة .. أن الكل .. يتفرّج عليهم وهم يغلقون الساحات .. ويضيّقون على المسلمين دون أن يتخذ حيالهم أي إجراء . ** المفترشون .. أعلنوا ملكيتهم للطرق والممرات والميادين و(الدّرج) والجمرات والمساجد .. وما حول مواقع حملات الحج . ** المفترشون .. أثبتوا .. أنه لا أحد يستطيع التدخل في شؤونهم .. حيث تحولوا إلى قوة داخل منى .. وفي السنوات القادمة .. قد يحتلون مواقع الحملات .. ** المفترشون .. يقوون عاماً بعد آخر .. والإحصائيات (المنشورة) في الصحف تقول .. إن (80%) متخلفون .. ليس لهم أي وضع نظامي . ** من المسؤول عن تخلف (80%) من المفترشين . ** من أين جاءونا ؟ (وين كانوا مندسين فيه) ؟ ** عند من كانوا يقيمون .. بعد أن أدّوا مناسك العمرة ؟ ** لماذا نتساهل ونتسامح معهم بهذا الشكل ؟ ** الحاج بشكل نظامي .. والملتزم بالنظام .. والمسجّل في حملة .. والذي حصل على تصريح .. يُضايق وينكّد عليه في الجمرات والطرق .. والمفترش غير النظامي .. يسكن داخل الجمرات .. ويرمي وهو مرتاح .. بل ويمد لسانه .. ويهدد و(فسّروها ؟) . ** قرأنا تصريحات لمسؤولين في وزارة الحج .. عن أوضاع المفترشين .. وكأنها لا تحمل أي بادرة حل سريع .. بل تعترف بأوضاعهم وكأنها تقول .. إنه لا حل للمسألة .. أو أن في حلها بعض (الاحراجات) . ** صحفنا .. خصصت مساحات كبيرة للحديث عن هؤلاء المفترشين غير النظاميين .. وقد كتب الكتاب .. وتحدث الصحفيون .. ونُشرت الصور .. ومع ذلك .. يبدو أن الحل متعذر . ** المشكلة .. أننا كلنا .. ندرك أنهم أفسدوا نجاح موسم حج هذا العام .. ومع ذلك .. ليس هناك بادرة حل تجاههم . ** سنتحدث في الزاوية القادمة عن هؤلاء (المفترشين) من هم ؟!