من الفنون الشعبية

قد يتوافق طرحي هذا مع ما أثير في ملحق تضاريس في جريدة المدينة من إشكالية حول زيد وسويقة وأحببت أن أبين لقراء مدارات شعبية ماهو فن زيد ولو أن إيضاحي يأتي بصورة موجزة لظروف مساحة النشر.
زيد لعبة شعبية اختصت بها قرى ينبع النخل وبالذات قبيلتا الجرسة والثقافي ولو أنها في الوقت الحاضر أخذت شكل العمومية وانتشرت في معظم قرى ينبع النخل وتداخلت مع فن الحرابي واشكل على البعض التمييز بين الفنين وبالرجوع إلى كبار السن الذين لهم باع طويل في هذا الفن أفادوني ان لعبة زيد لا تكون الا بمصاحبة الزير وينقسم المشتركون في اللعبة إلى صفين متقابلين كصفي القلطة ولاتشترط وجود شعراء انما يكتفى بوجود الرواة وهم من يحسنون الحفظ وغالبا ما يصاحب اللعبة وجود بنادق الملح مثل الفتيل والمقمع ويكون لزيد شكل اجمل بوجودها ويحسن مستخدمها ايجاد نمط صوتي متناسق عند اطلاق الملح وقد يأخذ الموقف وضع التنافس وخلال العرض يلقي أحد الرواة بيتاً أو شطراً من بيت لتردده الصفوف في لحن جميل حتى يرد عليه آخر بشكل مماثل.
هذا من حيث النمظية أما من حيث الالحان فإن الحان زيد الاساسية هي لحنان فقط:
1- لحن بيحا
ويبدأ بكلمة بيحا ليستطرد
بعدها الابيات أو العبارات التي توافق هذا اللحن ومن أمثلته:
«يا زيد وين أهلك
راحوا وخلوك»
«يا قصر يا مبني
في راس القرار»
«عصرا رماني زيد من بطن روشان
وأنا غريب الدار مالي جدا فيهم»
«يا عنبا في صناديقه
مصيون ما قلبه عطار»
«كحلك حجر يالعين لا تنثرينه»
وقد يأخذ شكل الرد كقول سلامة ابو جايد الثقفي:
«قاضي قضى بالحصن مرباه
لامات من ينتصب غيره»
فجاء الرد من أبو رقيبة الجريسي:
«تدوم يا راعي المندوب
يا راعي الطيب من معناه»
ومن الملاحظ أنه لا يشترط القافية في الرد ويعتمد اعتماداً كلياً على اتحاد الوزن ولو أن البيتين أخذا وزن الكسرة
2- لحن بيحاني
ويبدأ بعبارة«بيحا يالعود» ويستطرد بعدها عباراته ومن امثلتها:
«مرحبا ياللي لفانا
جانا بثوب العز لابس»
«لعل من يشنا الرفاقة
يموت ماشد العواني»
من الملاحظ ان هذا الفن نال في وقتنا المعاصر نصيباً من التطوير وتداخل مع الحرابي من حيث اللحن والعبارات المتداولة ولو أن بعض كبار السن يعيبون هذا التطور ويرون أنه من الأفضل أن يحتفظ كل فن بخصائصه للمحافظة على التراث بشكله الحقيقي وليس بالشكل المجمل.
خاتمة
اتوجه بخالص الشكر والتقدير للعم سالم بن إبراهيم الجريسي على تفضله وتزويدي ببعض المعلومات عن هذا الفن فالعم سالم علم من أعلام هذا الفن ويعتبر مرجعاً موثوقاً به يرجع إليه عند حدوث اشكالية حول هذا الفن.