إتاحة مزاد اللوحات للأفراد ونقلها بين المركبات عبر أبشر    أوديجارد يطالب لاعبي أرسنال بالتحلي بالواقعية    حُكّام مباريات اليوم في "دوري روشن"    ترحيل 15566 مخالفا للأنظمة    الأرصاد: استبعاد تحويل سُحب الطائف إلى المشاعر المقدسة    المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا.. 50 عاماً من العطاء    «غرفة بيشة» تساهم في دعم حفل تكريم المشاركين في مبادرة أجاويد ٢    الأمير سعود بن نهار يرعى حفل اطلاق الاستراتيجية الجديدة لغرفة الطائف    "تعليم الطائف" يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    حملة مشتركة تسفر عن رفع ما يقارب الطنين من الخضروات والسلع المختلفة من الباعة الجائلين المخالفين بشرق الدمام    التطوع في منطقة الحدود الشمالية    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    طالبتان من تعليم الطائف تحصدان الميدالية الذهبية والفضية على مستوى العالم    جامعة الملك فيصل تحصد الميدالية الذهبية عن اختراع جديد    من ينتشل هذا الإنسان من كل هذا البؤس    مجسم باب القصر يلفت انظار زوار وسط بريدة    الرئاسة العامة تشارك في ورشة عمل "الأثر المناخي في حج عام ١٤٤٥ه"    نعمة خفية    قائد فذٌ و وطن عظيم    المربع الجديد: وجهة لمستقبل التنمية الحضرية بالسعودية    انجاز 40% من مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر    إندونيسيا: الكوادر الوطنية السعودية المشاركة في "طريق مكة" تعمل باحترافية    المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو" حتى 2026م    تقارير..غاياردو على رادار برشلونة لخلافة تشافي    المشتبه به في الاعتداء على رئيس الوزراء السلوفاكي يمثل أمام المحكمة    مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات الهدنة في طريق مسدود    متحدث «الداخلية»: مبادرة «طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي والتقنية لخدمة الحجاج    القاهرة : لاتراجع عن دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    «الحج والعمرة»: لا تصاريح عمرة ابتداء من 16 ذو القعدة وحتى 20 ذو الحجة    سفارة المملكة في قرغيزستان تحذر المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات    دراسة: الشركات الألمانية لا تسوق للسيارات الكهربائية بشكل جيد    توطين تقنية "الجينوم السعودي" ب 140 باحث سعودي    «المركزي الروسي» يرفع الدولار ويخفض اليورو واليوان أمام الروبل    استمرار هطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    جيرارد: فخور بلاعبي الاتفاق    "الذكاء" ينقل مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    "تيك توك" تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    مهارة اللغة الإنجليزية تزيد الرواتب 90 %    الهلال يتعادل مع النصر في الوقت القاتل في دوري روشن    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    رقم جديد للهلال بعد التعادل مع النصر    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والترجي اليوم في نهائي دوري أبطال إفريقيا    نيفيز: الهلال لا يستسلم أبداً.. ونريد تحقيق الدوري من دون أي خسارة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في «آيسف 2024»    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    طريقة عمل مافن كب البسبوسة    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    «تعليم جدة» يتوج الطلبة الفائزين والفائزات في مسابقة المهارات الثقافية    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    حراك شامل    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عهد خادم الحرمين الشريفين شهد أضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين
1344ه أمر الملك عبدالعزيز بإجراء ترميمات وصيانة شاملة للحرم المكي
نشر في الجزيرة يوم 23 - 09 - 2002

شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله شهد تنفيذ أضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين وامتدت عنايته لتشمل المدينتين المقدستين: مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وجميع المرافق والخدمات المساندة التي توفر للحاج والمعتمر والزائر سبل الراحة والأمن والطمأنينة
لمحات تاريخية
منذ أن رفع النبي إبراهيم عليه السلام القواعد من البيت الحرام مشيداً أول مسجد وضع للناس وهو المسجد الحرام.. شهد هذا المسجد على مر العصور توسعات عدة بلغت ثماني توسعات منذ عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وحتى عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله عام 306ه ، مروراً بالتوسعات التي حدثت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان ثم في عهد عبدالله بن الزبير ثم في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك ثم في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ومن ثم في عهد الخليفة العباسي المهدي ثم في عهد الخليفة العباسي المعتضد بالله.
رعاية الدولة السعودية للمسجد الحرام
لم تطرأ أي توسعات على مساحة المسجد الحرام بعد عام 306 ه الموافق 918م ومع مرور السنين تزايد بناء الدور حول المسجد الحرام حتى أصبحت جميع الطرق المؤدية إليه ضيقة مما أدى إلى تزايد الازدحام في أيام الجمع والأعياد فضلاً عن موسمي الحج وشهر رمضان وفصلت الدور والمباني بين المسعى والحرم فأصبح المسعى على مر العصور طريقاً عامة تقوم على جوانبها الحوانيت وأصبحت عملية السعي شاقة تتطلب كثيراً من الحذر واليقظة لما يلاقيه الساعي من العنت والصعوبة في أثناء تأديته لتلك الشعيرة. كما أن تزايد عدد المسلمين نتيجة لاتساع رقعة العالم الإسلامي وتطور وسائل المواصلات الجوية والبرية والبحرية وتحسن الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الاسلامية أدى إلى تزايد أعداد قاصدي الحرمين الشريفين وتزاحمهم خلال مواسم الحج والعمرة وأيام الجمع والأعياد فظهرت الحاجة إلى التوسعة وإلى أعمال الصيانة والتحسينات. وفي عام 1344ه أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله باجراء ترميمات وصيانة شاملة للحرم المكي وتبرع بمبلغ قدره ألفا جنيه ذهباً لأعمال العمارة والاصلاحات والترميم واستغرقت هذه الترميمات عامين وبفضلها تضاعفت الأماكن المضاءة في الحرم إلى ما يقرب من عشرين ضعفاً عما كانت عليه في العهد العثماني وتم للمرة الأولى رصف المسعى وإنشاء مظلات تقي المصلين حرارة الشمس وتبليط الأرضيات وتوفير الفرش وأعمال تحسينية أخرى كما أصدر أوامره رحمه الله ببناء أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة وذلك في أوائل عام 1346ه وتم الانتهاء من بناء المصنع خلال ستة شهور تقريباً. وظل يستخدم حتى عام 1358ه.
أما الملك سعود رحمه الله فقد أصدر أمره بإجراء توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة وبناء المسعى من طابقين وإقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي، كما أنشئ للحرم 16 باباً في الجهة الشرقية، وبني سلمان يؤديان إلى الدور العلوي ومد مصرف خاص لتصريف مياه السيل، كذلك تم بناء الرواق الجنوبي والقسم الثاني من الرواق الجنوبي الغربي والرواق الشمالي وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000 متر مربع بعد أن كانت 29127 متر مربع أي بزيادة قدرها 131041 متراً مربعاً. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالي 400000 مصلٍ وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم عليه السلام.
وفي عهد الملك فيصل رحمه الله تم عقد مؤتمر في مكة المكرمة ضم عدداً كبيراً من المهندسين المعماريين المسلمين لدراسة البدائل الممكنة لتطوير التصاميم الهندسية لعمارة المسجد الحرام وأوصى المؤتمر بازالة جزء كبير من المبنى العثماني ولكن الملك فيصل رأى الإبقاء على البناء العثماني القديم وأن يتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام بين القديم والجديد. فتم ما أراد ومازال البناء العثماني القديم والمباني ذات التصاميم الجديدة المنسجمة معه تقف جنباً إلى جنب في المسجد الحرام. كما تم في عهد الملك فيصل رحمه الله إضافة جناحين جديدين وتجديد المبنى القديم للحرم المكي وفتحت هذه الإضافة الطرقات المحيطة بها كما أنشئت الميادين والمحال التجارية. وأمر رحمه الله بإعادة فتح مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة.
أما في عهد الملك خالد رحمه الله فقد مدت مشارب من بئر زمزم إضافة إلى أعمال الترميمات والتجهيزات المستمرة واستكملت أروقة الدور الثاني للحرم المكي. ونتيجة لزيادة الاهتمام بالطرق الموصلة للحرم الشريف فقد تم تنفيذ مجموعة من الأنفاق عبر الجبال المحيطة بالحرم وتم افتتاح المبنى الجديد لمصنع كسوة الكعبة عام 1397 ه.
حلم المليك يتحول إلى حقيقة
كان مشروع التوسعة الكبرى للحرم المكي والمسجد النبوي في عهد خادم الحرمين الشريفين حلماً يراود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود منذ أن تولى أمور البلاد في عام 1402ه 1982م.
وهكذا توج أيده الله بهذا المشروع العملاق التوسعات السابقة للحرمين الشريفين وكان ذلك تجسيداً حياً لاهتمامه الكبير بخدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما، فقد قال حفظه الله في كلمته حين زار المدينة المنورة يوم 3/6/1412ه: إن إنجازات التوسعة الخالدة كانت «حلماً يراودني منذ سنوات عدة وعندما تحدثت بها ظن البعض أنها ضرب من ضروب الخيال ولكن الله جلت قدرته وسبقت إرادته أراد لحكومة هذا البلد وأهله أن يحظوا بشرف هذا العمل العظيم وإلا فمن يصدق أن يتسع المسجد النبوي ليشمل مساحة المدينة القديمة ويستوعب مئات الألوف من زوار المدينة المنورة وأن يكون بهذه الجودة وهذا الاتقان المعماري الذي نراه اليوم قائماً في كل زاوية من زوايا الحرم النبوي والحرم المكي».
مبنى التوسعة
تتضمن توسعة الحرم المكي الشريف وعمارته في عهد خادم الحرمين الشريفين اضافة جزء جديد إلى المبنى السابق للمسجد من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغير بين باب العمرة وباب الملك وتبلغ مساحة أدوار هذا المبنى حوالي 76000 متر مربع موزعة على الدور الأرضي والدور الأول والقبو والسطح بحيث تتسع لحوالي 152000 مصلٍ وتشمل التوسعة تجهيز الساحات وتبليطها بالرخام الأبيض ومنها الساحة المتبقية من جهة السوق الصغير وساحة جهة الشامية والساحة الواقعة شرقي المسعى بمساحة إجمالية تبلغ 85800 متر مربع وتستوعب حوالي 190 ألف مصلٍ. وبذلك تصبح مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد التوسعة الحالية والأسطح والساحات حوالي 356000 متر مربع تتسع لحوالي 773 ألف مصلٍ بينما يمكن أن يصل عدد المصلين في أوقات الذروة لأكثر من مليون مصلٍ. وقد روعي في تنفيذ هذا المشروع أن يكون متميزاً في التصميم والتنفيذ مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث التصميم المعماري.
المداخل والمآذن
تضم التوسعة مدخلاً رئيسياً جديداً بالاضافة إلى المداخل الثلاثة الرئيسية الموجودة من قبل وثمانية عشر مدخلاً عادياً كما روعي في التصميم انشاء مدخلين جديدين للقبو إضافة إلى المداخل الأربعة الموجودة من قبل ويشمل مبنى التوسعة مئذنتين جديدتين ارتفاع كل منهما 89 متراً تشبهان في تصميمهما المعماري وفي المواد المستخدمة المآذن السبع القائمة.
حركة المصلين
لتسهيل صعود أفواج المصلين إلى سطح التوسعة تمت إضافة مبنيين للسلالم المتحركة أحدهما في شمال مبنى التوسعة والآخر في جنوبه مساحة كل منهما 375 متراً مربعاً ويحتوي على مجموعتين من السلالم المتحركة طاقة كل منهما 1500 شخص في الساعة الواحدة إضافة إلى مجموعتين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيسي للتوسعة وقد صممت السلالم المتحركة بحيث تساند وحدات الدرج الثابت الثماني في خدمة حركة الحجاج والمصلين في أوقات الذروة ولاسيما كبار السن. وبذلك يصبح إجمالي عدد السلالم المتحركة سبعة تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة لخدمة رواد الدور الأول والسطح.
معلومات وإحصاءات
بلغ عدد أعمدة التوسعة 1453 عموداً ويبلغ ارتفاع الواجهات الخارجية للتوسعة 57 ،22 متراً والارتفاع الداخلي للقبو 30 ،4 أمتار وللطابق الأرضي 80 ،9 أمتار وللدور الأول 64 ،9 أمتار كما تم تبليط سطح التوسعة بالرخام. وثمة ثلاث قباب لمبنى التوسعة تقع في منتصفه تقريباً بموازاة المدخل الرئيسي ارتفاع كل منها 13 متراً وتماثل في تصميمها الخارجي القباب الموجودة على سطح الحرم من قبل. وقد بلغت كمية المواد التي استخدمت في هذه التوسعة نحو 111750 متراً مكعباً من الخرسانة و 12700 طن من حديد التسليح أما بالنسبة للكهرباء فقد أقيمت محطتا تحويل على جانبي التوسعة تحوي كل منهما ثلاثة محولات قدرة كل منها 6 ،1 ميجافولت أمبير.
رحلة إلى الحرم النبوي الشريف
أول من جدد عمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لكنه لم يحدث تغييراً في شكله ولم يزد فيه، ثم مر بعد ذلك بست زيادات بدأت في عهد أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 17 ه ثم جاءت الزيادة التالية في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه في عام 29 ه، أما الزيادة الرابعة فقد حدثت في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك عام 88 ه، على يد عامله بالمدينة المنورة عمر بن عبدالعزيز، ثم حدثت الزيادة الخامسة في عهد الخليفة العباسي المهدي بن الخليفة المنصور عام 365 ه، وقد احترق المسجد النبوي في عام 654 ه فاشترك في عمارته عدد من حكام مصر واليمن، أما الزيادة السادسة فكانت في عهد السلطان قايتباي الأشرف المحمودي عام 888 ه، وقد أنشأ السلطان محمود العثماني في عام 1233ه قبة على الحجرة الشريفة ودهنها باللون الأخضر فأصبحت تسمى بالقبة الخضراء وهي تقع فوق القبة الزرقاء التي بناها السلطان الأشرف قايتباي، وحدثت الزيادة السابعة في عهد السلطان عبدالمجيد العثماني.
التوسعة في عهد الدولة السعودية
تزامنت توسعة الحرم النبوي الشريف مع الحرم المكي في عهد الملك المؤسس حيث أحضر جلالته رحمه الله المهندسين والرسامين والفنيين لوضع الخرائط اللازمة للعمارة والتوسعة وقد تمت إزالة الاروقة الثلاثة بصحن المسجد الشرقي والغربي والشمالي وبقي الرواق الجنوبي. وبلغت مساحة التوسعة 6024 متراً مربعاً بينما كانت المساحة الكلية للمسجد النبوي قبل هذه التوسعة 10303 أمتار مربعة وأصبحت بعد هذه التوسعة 16327 متراً مربعاً وجلب لهذا العمل الجليل المهندسون والفنيون والاداريون والمحاسبون والعاملون كما جلبت الآلات والمعدات الحديثة وأنشئ مكتب خاص لإدارة هذا العمل والإشراف عليه. ويمكن رصد أعمال هذه التوسعة وتواريخها في النقاط التالية:
في 13 ربيع الأول عام 1372ه وضع جلالة الملك سعود رحمه الله وقد كان ولياً للعهد آنذاك، حجر الأساس بيده الكريمة.
في 11 شعبان 1372ه بدئ في حفر الأساسات في الجهة الغربية.
في شهر ربيع الأول عام 1373ه بدأ جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز وكان لا يزال ولياً للعهد، بيده عمارة المسجد فوضع أربعة حجار في إحدى زوايا الجدار الغربي تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم وقد كتب على هذه الحجارة تاريخ بنائها.
أنشئ من أجل عمارة المسجد مصنع للحجارة الصناعية المزايكو وأنشئت ورشة خاصة بالمدينة المنورة زودت بالمهندسين الميكانيكيين والفنيين وكلهم سعوديون.
بلغ طول كل من الجدارين الغربي والشرقي 128 متراً والجدار الشمالي 91 متراً وعدد الأعمدة المربعة المحيطة بالجدار 474 عموداً والمستديرة 222 عموداً وعدد العقود الجديدة 689 عقداً وعدد النوافذ 44 نافذة وعمق أساسات الجدران والأعمدة أربعة أمتار وعمق أساسات المآذن 17 متراً وعدد المآذن الجديدة اثنتان وعدد البوابات الشمالية خمسة والوسطى ثلاثة وكل من الشرقية والغربية ثلاثة والأبواب الجديدة تسعة.
افتتح الملك سعود رحمه الله التوسعة في شهر ربيع الأول 1375ه بحضور وفود من البلاد العربية والإسلامية وعدد من العلماء والوزراء في مهرجان عظيم أقيم في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف حيث افتتح بيده الكريمة الباب السعودي للمسجد النبوي ودخل ومعه جميع الوفود حيث اطلعوا على عظمة العمارة الجديدة وفخامتها ومتانتها تلك العمارة التي أمر بها الملك عبدالعزيز وقد كانت موضع اهتمام ورعاية الملك سعود فيما بعد، وولي عهده آنذاك فيصل بن عبدالعزيز رحمهم الله جميعاً.
توسعة المسجد النبوي في عهد
خادم الحرمين الشريفين
أمر خادم الحرمين الشريفين لدى زيارته للمدينة المنورة في شهر المحرم عام 1403ه، بتوسعة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم توسعة كبرى تستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين بحيث تمتد هذه التوسعة من جهة الغرب حتى شارع المناخة ومن الشرق إلى شارع أبي ذر بمحاذاة البقيع ومن الشمال حتى شارع السحيمي. ولم يمض وقت طويل حتى وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لهذه التوسعة الكبرى يوم الجمعة في التاسع من شهر صفر عام 1405ه،وفي السادس من شهر المحرم عام 1406ه كانت بداية هذا المشروع العملاق.
مبنى التوسعة
يتضمن مشروع توسعة وعمارة خادم الحرمين الشريفين للحرم النبوي الشريف إضافة مبنى جديد يحيط ويتصل بالمبنى القائم من جهات الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82000 متر مربع تستوعب 167000 مصلٍ، وبذلك تصبح المساحة الإجمالية بعد التوسعة حوالي 98500 متر مربع، كما تمت أيضاً الاستفادة من سطح التوسعة للصلاة بعد تغطيته بالرخام بمساحة قدرها حوالي 67000 متر مربع تستوعب حوالي 90000 مصلٍ وبذلك أصبح المسجد النبوي الشريف بعد هذه التوسعة العملاقة يتسع لأكثر من 270000 مصلٍ ضمن مساحة إجمالية قدرها 165500 متر مربع.
وتتضمن التوسعة إنشاء قبو بمساحة الدور الأرضي للتوسعة لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى.
الساحات
اشتمل مشروع التوسعة على احاطة المسجد النبوي الشريف بساحات تبلغ مساحتها 235000 متر مربع تم تبليطها بالرخام والجرانيت وفق أشكال هندسية بطرز اسلامية وألوان متعددة جميلة الشكل. ويستعمل جزء كبير من هذه الساحات للصلاة مما جعل الطاقة الاستيعابية للمسجد والساحات المحيطة به تصل إلى 700000 مصلٍ ويمكن للمسجد استيعاب حوالي مليون مصل في أوقات الذروة باستخدام المسجد وسطح التوسعة والساحات المحيطة بالحرم النبوي، وتضم هذه الساحات مداخل لأماكن الوضوء وبعض الخدمات التي تتصل بمواقف السيارات التي توجد في دورين تحت الأرض وقد خصصت هذه الساحات للمشاة فقط وتمت اضاءتها بوحدات اضاءة خاصة مثبتة على 151 عموداً مكسوة بالجرانيت والحجر الصناعي وتحيط بالساحات أسوار زخرفية وبوابات من كل جانب، وقد صمم الطابق الأرضي للتوسعة بارتفاع 55 ،12 متراً والدور السفلي للخدمات بارتفاع أربعة أمتار. ويبلغ عدد الأعمدة بالدور الأرضي 2028 عموداً مكسوة بالرخام وبها تيجان نحاسية تحتوي على مكبرات الصوت ولكل عمود قاعدة رخامية بها فتحات تكييف نحاسية وتتباعد هذه الأعمدة عن بعضها بمسافة ستة أمتار أو 18 متراً لتشكل أروقة وأقنية داخلية تنسجم مع الإطار العام للتوسعة.
القباب المتحركة
زود المسجد النبوي الشريف بسبع وعشرين قبة متحركة قطر كل منها 18 متراً وزنتها 80 طناً فيما تغطي مساحة قدرها 324 متراً، وتتميز هذه القباب بخاصية الانزلاق على مجار حديدية مثبتة فوق سطح التوسعة ويتم فتحها وإغلاقها بالكهرباء عن طريق التحكم عن بعد مما يتيح الاستفادة من التهوية الطبيعية عندما تكون الأحوال الجوية مناسبة.
المداخل والسلالم والمآذن
تضم التوسعة سبعة مداخل رئيسية بالجهات الشمالية والشرقية والغربية، ويضم كل مدخل رئيسي خمس بوابات متجاورة بالاضافة إلى بوابتين جانبيتين كما أن هناك مدخلين رئيسيين بالجهة الجنوبية للتوسعة يحتوي كل منها على ثلاث بوابات متجاورة إلى جانب وجود عشر بوابات جانبية واثنتي عشرة بوابة أخرى لمداخل ومخارج السلالم الكهربائية المتحركة التي تخدم سطح التوسعة بينما يبلغ عدد البوابات الخارجية للتوسعة 142 منها 45 بوابة كبيرة.
ويوجد 18 سلماً داخلياً كما يوجد بالتوسعة ستة مبان للسلالم الكهربائية المتحركة تحتوي على 24 سلماً كهربائياً، ويتوسط الجهة الشمالية للتوسعة مدخل الملك فهد بن عبدالعزيز وهو المدخل الرئيسي للتوسعة تعلوه سبع قباب تميزه وتحده من كل جانب مئذنة ارتفاعها 105 أمتار تقريباً وبذلك يكون للمسجد بعد التوسعة عشر مآذن، ست منها جديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.