محمود: أنا العم محمود جاركم خديجة: خالد... ليس موجوداً الآن.. محمود: أريد أن أضع طفلي الصغير عادل لديكم.. كوني سأذهب مع والدته مريم للمستشفى لسوء حالتها الصحية. خديجة: على الرحب والسعة.. مرت الدقائق.. والساعات.. على ذهابهم!! خديجة وزوجها خالد في انتظار رجعتهما من مستشفى المدينة.. ومع فترات الانتظار سمعت خديجة من الخارج من قال.. إن هناك حادثاً شنيعاً على طريق قريتهم بين سيارتين.. وبعد سماعها لذلك الخبر.. انطلقت نحو زوجها خالد وطلبت منه ان يذهب ويتأكد عن ذلك الحادث، ورجع خالد والدماء على ملابسه.. وقالت له هل هم!؟.. وهز خالد رأسه قبل ان تكمل كلامها.. وقال: اللهم ارحمهم.. نظرت خديجة للطفل وضمته لصدرها والدموع بدأت تتساقط بين خديها.. وهي تقول.. لن أتخلى عنك أبداً يا حبيبي.. ولسوف تعيش بين ابني سعيد وفاطمة.. خديجة وزوجها خالد لايعرفهما أحد في تلك القرية سوى تلك العجوز أم محمد.. كبر عادل وترعرع بينهم من غير ان يعلم بأن تلك العائلة ليست عائلته الحقيقية.. وكبر الأولاد.. ابنهم سعيد الذي يكبر فاطمة بأربع سنوات لم يفلح في دراسته بسبب انحرافه.. وتعرفه على أصدقاء السوء.. مما أدى في النهاية إلى القبض عليه في قضية تهريب مخدرات وتم الحكم عليه بالحبس لمدة خمس عشرة سنة، أما فاطمة.. ومع تعليمها القصير لعدم وجود المدارس في قريتهم كي تكمل دراستها.. تعلمت فن الخياطة من والدتها.. بل أبدعت فيها.. وأصبحت معروفة خارج قريتها بل وصلت سمعتها للمدينة.. وذلك لفنها وذوقها وحسن اختيارها في التصميم.. وأصبح معظم زبائنها من أثرياء المدينة.. وخاصة من يقدم على الزواج، عادل يكبر فاطمة بسنتين.. وصديق وقريب منها كثيراً.. وتستشيره دائماً في بعض الأمور.. وكم تحمل الضرب من أخيها سعيد بسبب دفاعه المستمر عنها عند والديها ومع وجوده في القرية من يعرف ذلك السر.. كونه غير ابنهم.. أم محمد تلك العجوز الصديقة والقريبة لقلب خديجة.. والتي تعرف بان عادل ليس ابنهم.. وعند زيارتها لخديجة ليلا على غير عادتها.. أخذت تتحدث عن عادل وأنه الآن أصبح رجلاً.. أحست خديجة بان تلك العجوز تريد ان تقول أشياء عن عادل وانه ليس ابنها.. وانه ليس من المفروض ان يعيش بينهم الآن.. بسبب ابنتها الكبيرة الآن.. وخرجت تلك العجوز والشك يساور خديجة.. في ان تتحدث إلى أحد من أهل القرية عن عادل.. ولكن الظروف أوقفت ذلك الشك عندما شاع في القرية خبر انتقال عادل للمدينة كي يكمل دراسته بعد شهادة الثانوية.. تم توديع عادل.. وخرج إلى المدينة.. وهو لا يعلم ماذا يوجد داخل المدينة.. وما تخبئ له الأيام.. فاطمة لم يسعدها ذلك الخبر.. كون عادل هو صديقها والقريب لها من أخيها سعيد.. وبعد رحيله وبفترة قصيرة توفي والدها.. أصابت فاطمة الكآبة وأحست بأنها في أمس الحاجة للخروج من تلك القرية.. وان تكون بقرب أخيها عادل.. طلبت من والدتها الخروج من تلك القرية.. وان جلوسهم في تلك القرية لم يعد له حاجة.. وبعد إلحاح منها وافقت والدتها على ذلك. عادل أسعده خبر انتقال فاطمة ووالدتها للمدينة والعيش بجواره.. وفي المدينة ازدادت شهرة فاطمة في الخياطة وزاد زبائنها وأصبح كل بيت يتحدث عنها وعن فنها في الخياطة. وفي ذلك الوقت ظهر مرض الكوليرا الذي أصاب والدتها ومع صراعها لذلك المرض أحست فاطمة بقرب موتها.. وكي تبرئ ذمتها لابد ان تخبر عادل وفاطمة بالسر المدفون.. والذي حفظته عبر تلك السنين من عمرها.. عندها طلبت من عادل ان يذهب للقرية وان يحضر أم محمد كي تخبرهم بنفسها وتكون شاهدة على ذلك.. لم يتردد كثيرا في تلبية طلبها. وفي الصباح انطلق عادل كي يحضر أم محمد كون والدته مريضة وترغب في مشاهدتها.. وعندما وصل للقرية.. كانت المفاجأة والتي لم تسره.. لقد توفيت أم محمد في نفس ذلك ا ليوم.. وبعد تقديم العزاء.. أخذ نفسه والهموم تكاد تقتله كيف يخبر والدته بذلك الخبر كون أم محمد عزيزة على والدته.. وفي طريقه وعندما قرب من منزلهم شاهد سيارة إسعاف واقفة أمام منزلهم.. طلب من صاحب السيارة الوقوف ونزل مسرعا واتجه لتلك السيارة ومشاهدة ما بداخلها، ولكن سمع من يناديه.. وبصوت حزين وقريب إلى قلبه.. إنه صوت فاطمة.. الدموع تتساقط من عينيها وتقول له.. ماتت أمي يا عادل.. لقد ماتت.. بعدها أصبح ذلك السر.. السر المدفون.