انصفوا الاتحاد؟!

عبدالكريم الجاسر

* تقود الإدارة الاتحادية حملة ضغط واضحة جداً تجاه الاتحاد السعودي لكرة القدم منذ أن خسر الفريق الاتحادي نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين أمام الهلال 1/2 وما صاحب هذه الخسارة من ردود أفعال جماهيرية سايرتها إدارة «المهندسين» الاتحادية لتقود الاتحاد لمواجهة غير مسبوقة مع الاتحاد السعودي لكرة القدم أفرزت نتائجها سلبيات جماهيرية ساهمت في زيادة حدة التطرف والتعصب لدى الجماهير الاتحادية تجاه كل ما لا يوافق رغبات هذه الجماهير ويساير عاطفتها.. ولذلك فإن ما يحدث حالياً من الجماهير الاتحادية ومعها عدد من الأقلام الاتحادية يؤكد خطورة انزلاق الإدارة أي إدارة في خندق الجماهير وخصوصاً حينما تكون هذه الإدارة يقف على رأس مجلس إدارتها عضو في الاتحاد السعودي لكرة القدم يعلم اللوائح والأنظمة التي بموجبها يعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم والجهود التي يبذلها اتحاد الكرة مما يعني تحمله مسئولية كبرى في توعية منسوبي ناديه وإيضاح ما يجهلونه أو ما يريدون تجاهله بفضل الرغبة الجامحة أو العاطفة المتأججة للتواجد في سلم المنافسة على مختلف مستوياتها..
إذاً أتصور أن مسئولية كل ما يصدر من الاتحاديين من ردود أفعال غير محسوبة تعود لرئيس مجلس إدارة النادي سواء من حيث مسئوليته بحكم قيادته للنادي أو عضويته في اتحاد الكرة التي تفرض عليه تأكيد جدارته في تمثيل ناديه التمثيل اللائق والمسئول البعيد عن كل ما يعكر صفو المنافسات.. ذلك أن القيادات الرياضية هي القدوة والمثل وهي التي توجه الرأي العام الرياضي وإذا ما سقطت في فخ العاطفة ومسايرة الركب فإن العواقب ستكون جد وخيمة..
وثقتنا في رجالات الاتحاد كبيرة جداً لتجاوز المرحلة الحالية وتقديم الفكر الاتحادي الناضج والمسئول الذي اعتدنا ان نسمعه من الاتحاديين بدلاً من الانجراف خلف سياسات فاشلة كانت هي المسير لأحد الأندية المعروفة بالعجز عن تحقيق البطولات ومجاراة المنافسين.. بينما لا ينطبق ذلك على عميد الأندية السعودية نادي الاتحاد الذي حمل كأس الدوري ثلاث سنوات متتالية وجمع الثنائية في الموسم الماضي ووصل لنهائي الدوري والكأس هذا العام ويضم نجوماً كباراً في صفوف المنتخب الوطني.. ولا يليق به ولا برجالاته ومنسوبيه ان يلبسوا هذا الثوب الواسع القائم على الصراخ والتشكيك واللعب بالعواطف فهم ليسوا بحاجة لذلك!
عواقب المجاملة
* هذا ما جنته اللجنة الفنية باتحاد الكرة جراء المجاملة المكشوفة وترشيح من لا يستحق للمشاركة في بطولة السوبر الآسيوي الموسم القادم.
فرغم وضوح لوائح الاتحاد الآسيوي وصراحتها في طلب ترشيح بطل موسم 2001/2002 ليكون ممثلاً لبلاده في هذه البطولة اجتهدت الأمانة ورشحت الثاني مع البطل رغم انه لا اجتهاد مع النص كقاعدة يعرفها الجميع.
وإذا سلمنا بأن اللجنة حرصت على مشاركة أبطال الموسم الماضي حفظاً لحقوقهم فإننا نجد أن الترشيح والمجاملة وضعت النصر مكان الاتفاق الأحق.. فبعيداً عن المستوى الفني فإن الاتفاق هو وصيف بطل كأس ولي العهد ولا يمكن أن يسلب حقه بمبرر المستوى الفني.. فقد سبق ومثل نادي القادسية الكرة السعودية وحقق كأس آسيا وكذلك نادي الرياض ووصل لمراحل متقدمة واستفاد من هذه المشاركة.. ولاننسى الطائي الذي شارك خارجياً وتصدر مجموعته العربية رغم وجود فرق قوية على رأسها الإسماعيلي المصري.
وكل هذه الأندية استفادت من مشاركاتها وطورت مستوياتها وكانت المشاركة دافعاً لها للتطوروالعمل الجاد للمنافسة فلماذا حرمت اللجنة الفنية الاتفاق والاتفاقيين هذا الحق..؟
أما الأمر الغريب فهو عدم ظهور صوت اتفاقي واحد يوضح وجهة نظر الاتفاقيين في تجاهل ناديهم أو يوضح الموقف الاتفاقي من هذا الترشيح.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل علاقة الاتفاق بالنصر هي السبب؟! وهل تنازل الاتفاقيين عن حقهم من أجل النصر؟! وهل لو كان المرشح غير النصر سيصمت الاتفاقيون كما صمتوا حالياً؟!
أخيراً أقول إن التشكيك والهجوم الذي تعرضت له اللجنة الفنية والأمانة العامة ممن تم ترشيحهم بعد إلغاء هذا الترشيح لا يختلف عن (جزاء سنمار) ، فقد كانت الجهود تبذل لخدمة المرشحين وحينما فشلت هاجموا من سعى لخدمتهم هجوماً لا هوادة فيه.. وهكذا هي عواقب المجاملة!
لمسات
* كان سمو الأمير نواف بن محمد رائعاً بمنطقه وعقلانيته وثقته بنفسه في برنامج صدى الملاعب الأسبوع الماضي.. فلم يحدد أشخاصاً بعينهم ليطرحوا أسئلتهم كما فعل (غيره) وأجاب على كل الاتهامات بصدق وعقلانية أكدت أن اللجنة الفنية باتحاد الكرة خسرت خدمات سموه وخبرته الطويلة.
***
* إذا كان الاتحاديون يرفضون مبدأ أخذ حقوقهم.. فكيف يطالبون بالحصول على حق الأهلي بالمشاركة دون وجه حق.. فإقرار مشاركة بطل كأس الأمير فيصل بن فهد عربياً صدر قبل أكثر من عامين.. وقبل معرفة الأبطال والمستفيدين والخاسرين.
***
* يبذل الهلاليون محاولات جادة لتجديد اعارة اللاعب البرازيلي توليو!.. ترى ماذا قدم توليو هذا الموسم ليشفع له بالتجديد.. عموماً الهلال يحتاج لعمل جبار لاستمرار تفوقه.. وإذا ما استمرت السياسة القائمة فانتظروا مزيداً من الهفوات والمزيد من التقويم الإعلامي لتعديل المسار كما حدث مؤخراً.
***
* سيبدأ الهلاليون باستقبال المستجدين من الناشئين بعد أن تم إلغاء عقود جميع المدربين العاملين.. فمن سيستقبل المواهب القادمة ومن سيقيّمهم..؟
فإذا اسندت المهمة للوطنيين والإداريين كما يحدث سنوياً فلن يكسب الهلاليون أي عناصر واعدة.. وسيستمر القحط الهلالي الذي بحت أصوات كل المخلصين في الحديث عنه بلا فائدة.. فطالما بقي نفس الاشخاص فالنتيجة كما هي في كل عام فمن يزرع الشوك لن يجني العنب!
***
* الاتجاه الشبابي للمدربين الوطنيين هل هو ثقة بقدراتهم.. أم هو أمر فرضته الظروف المادية.. ؟! عموماً الشباب مقبل على مرحلة صعبة نتمنى أن يجتازها بنجاح ليعود الليث منافساً قوياً كما عهدناه.