حين تساءلت ملامحها عن بياض النقاء !! وعن اللحظات الأخيرة ..!! إليها حين يُغدق عليها الكرم الحاتمي بأحرف حزينة مبللة بالألم والحيرة !! إليك يا سيدة البياض النقي .. لغتي المبلّلة بالبوح الصادق.. * الحياة أصبحت أشبه بمسرح للعروض الاستعراضية .. الكل فيه يسعى لدور البطولة ..!! حيث يتسابقون على ارتداء تلك الأقنعة وإثبات جودتها وطول فترتها الزمنية.. لا يهم من في طريقهم قد يصبح «كومبارس» أو يُلغى من القائمة .. المهم أن ينال هو البطولة ..!!! لا تستغربي من تشبيهي هذا يا غاليتي .. فالناس الآن أصبحت غالبيتهم من أولئك «المتصاعدون» الذين يسعون لأهدافهم وبلوغ مناهم بكل الطرق غير الإنسانية .. غير النقية ..!! أو ممن ينالون الامتيازات عن طريق التفنّن في جرح الآخرين وتحطيمهم .. علما أنهم يعتقدون أن الهزيمة هي ما أهدوه لتلك الأرواح النقية !!!أيتها الأعز .. هل مشكلتنا تكمن في أننا نتعامل مع الآخرين بثقة وبنقاء أكثر من اللازم ؟؟ أم أننا نعطيهم مساحات وأحجام على غير حقيقتهم ؟؟ أم أن كرمنا الحاتمي في الابتسامات والعطاء والمشاعر أيضا .. هي من وضعنا في ذلك ؟؟بحق .. أجد أني عدت لأكتشف الأشخاص على حقيقتهم متأخرة .. لأكتشف أني لم أتخلص من ذاك الشيء «اكتشاف الحقيقة متأخرة» .. الذي يجعلني قابلة للاشتعال لأي حركة عود ثقاب !! * حاولت محاولات فاشلة لأقنع نفسي بأن الخلل في الأنقياء الطاهرين وليس في تلك الكائنات الإنسانية التي يُتعامل معها لأجد أن الخلل في نقاء النفوس الذي لُطخ برماد تعاملاتهم وغاياتهم !! الخلل في من لا يرتدي تلك الأقنعة ويُبدلها في كل موقف حسب محتواه !!حاولت مرة أخرى في أن أخلق لهم العديد .. العديد من المبررات والأسباب حول ارتدائهم لتلك الأقنعة .. أو حول تفنّنهم في الوصول لما يريدون برماد النقاء !! فلم أخرج إلا ب «صفعات» قوية أعادتني للاكتشاف المتأخر !!! لم أخرج إلا ب «طعنات» مؤلمة أعادتني إلى حمل الأطباق المكسورة والتي لا ينفع إصلاحها مجدداً !!هي الحياة هكذا .. بارعة في إهداء «باقات الهم» .. الذي يكتظ به السيد «فكر» وترهقنا معه تلك السيدة «نقاء»!!! لا بأس ..الحياة سنقابل بها أسوأ من ذلك .. لكن ما علينا العمل به هو العطاء بحدود .. والعمل على ضبط تحركات سيدتنا المصون «نقاء» القاطنة في ذواتنا .. حتى لا تستغل ولا يتلطخ بياض ملامحها !!!وأن لا نهب كرمنا الحاتمي في ثقتنا أو مشاعرنا أو غيره لكل من يصادف سير خطانا معه مهما كان !!! * أتذكرين يا رفيقتي تلك المحاولات الفاشلة لتشويه ملامح ما .. والتي آلمتنا كثيراً أقسم لك أنه بحجم ما بكيت كثيرا .. إلا أني سعدت أكثر!! أتعلمين لما؟! لأني أكتشف عظم المساحات التي سكنتها وأنا لا أعلم .. اكتشفت تلك الزجاجة البلورية التي تغلفني لتحميني من أي خدوش ..!!! لأني أكتشف مدى القوة التي تسكنني وتلك الثقة التي أملكها !!! صحيح أن كل ذلك كان في اللحظات الأخيرة .. إلا أن تلك اللحظات والتي ما ختمتها أنت إلا ب ليه اللقاء مثل الفجر يمرنا عابر وليه الفراق مثل البحر ما للبحر آخر ما هي سوى بدايات أخرى نبدأ منها .. لنصل بها ومن خلالها لغد .. هو أجمل الأجمل !!! * ثقي أن ملامح الأنقياء .. هي الأبقى .. الأقوى لأنها الأصدق وجوداً ..والأوفى عطاء .. * من الأزرق المستحيل وسام القلم .. لك بياض النقاء البعيد عن ببغائية المشاعر القريب من شغاف القلب !! للتواصل: [email protected] ص ب 56951 الرياض 11564