(باللغة العربية على نمط كتابي الموضوع باللغة الألمانية مع أهم الأنظمة السائدة وإضافة جميع الأنظمة التي صدرت مؤخرا كتاب مفيد للمواطن والطالب السعودي والمواطن العربي للتعرف على المملكة وأنظمتها). إليك أيها الوجه الآخر للحياة.. ذاك الوجه الصادق النقي «بنان».. بعضاً من التنهدات المباحة.. لزمن منزوع الملامح.. غريب الإنسان.. باكي الفرح.. مؤلم أمله!! كلما تحررت من غربتي وجدت أني أتعمق بها أكثر!! كلما تعمقت.. ازداد وجع الجرح وأنين الألم من ذاك الأمل الصغير!! هكذا هي الحياة.. بمعدل الفرح نبكي أضعاف أضعاف الفرح الموقوت!! بعدها.. نعود للنقطة ذاتها لنقف من جديد.. ونسكن البداية.. ونرسم الحلم!! لنعود.. للدائرة نفسها.. للغربة ذاتها.. للألم الحزين!! ** لولا الحزن لما ابتسمنا «جملة أسمعها كثيراً يا «بنان».. فهل تحمل من المصداقية شيئاً، ربما نعم وربما لا!! وهل نسكن بها الفرح الذي نعيشه؟ أو نشتريه بصلاحية محدودة!؟ لا أعلم.. ربما!! لكن أكاد أشعر بأن الحزن بوابة للفرح المصطنع، وأن السقوط طريق للوصول للقمة الخيالية، وأن الألم أغنية الأمل الجميلة التي نكذب على أنفسنا بها!! أتذكرين يا «بنان» حين سعينا لاختصار مساحات تُفرض علينا.. كيف جاهدنا لاختصارها حتى لو كلفنا ذلك العديد من التنازلات..!! أتذكَّر حينها انك قلت: أنه من أجل الآخرين لا بد لنا من أن نضحي بشيء من خصوصيتنا.. من مساحاتنا، ومن تفكيرنا من أجل أن نرسم الفرح لملامح نسكنها.. شرط أن لا نبكي ملامح تسكننا!! وقفت كثيراً أمام جملتك وكتبتها على أبواب ذاكرتي المثقوبة.. لأستحضر السيد «فكر» وأبدأ معه سلسلة البحث عن مفاتيح كثيراً ما نضيعها.. لكن يا «بنان» قبل ذلك أتساءل هل لا بد لنا من رسم ابتسامة بقلم رصاص أمام مرآة الحياة صباحاًَ لنمسحها عند حلول المساء؟؟ هل لا بد لنا من التنازلات الدائمة لنكون الأفضل.. الأعقل الأسمى..؟؟ هل لا بد لنا من أن نكون كما يريدون هم.. لا كما نريد نحن..!!؟ أيتها الأعز.. الكل يطلب منا.. الكل يحتاجنا.. الكل يريد منا الحضور الدائم.. الكل يريدنا مستمعين بارعين.. الكل منا يريد الإحساس بهم.. الكل يريد منا..!! ونحن من يسمعنا.. من يشعر بنا.. من يشاركنا حمل همومنا ويختصر لنا مساحات الاحتياج!!؟؟ أمر صعب.. أليس كذلك يا «بنان»؟؟ وغير ذلك فقد أصبحت حياتنا كلها أقنعة بشرية لا بد لنا من ارتدائها والتعامل بها.. لكن ما العمل حين نكون في عداد الفاشلين في ارتداء تلك الأقنعة المزيفة والمختلفة باختلاف البشر الذين نتعامل معهم؟؟ وما العمل مع حياة أصبحت أشبه بدهاليز مظلمة بها من خفافيش الخداع.. ما تسكننا الرعب من الغد القادم!! بالإضافة يا عزيزتي إلى أن الغربة بدأت تحيط بنا حتى ونحن في اكتظاظ البشرية والملامح من حولنا.. حتى ونحن نعيش مع ملامح ألفناها أو اعتدنا عليها..!! فماذا صنعت لنا تلك الغربة.. وماذا أعطتنا من ألم غربتها التي تسكننا.. حتى ونحن مع ذواتنا؟؟!! أعطتنا يا «بنان».. الألم.. أبواب حزن مشرعة.. ومساحات شاسعة من الأحلام الموقوفة حتى إشعار آخر.. وملامح ممنوعة من حياتنا حتى تجاز من الرقابة الغبية التي تعتمد على أهواء مزاحية!!! هذا ما أعطتنا إياها بنسبة 1% أما البقية الباقية.. فقد جعلتنا نعطي بلا حدود.. ونحب بلا حدود ونتعامل مع الآخرين بسجية الطيبة اللامحدودة.. رغم يقيننا أن ذلك يستغل، لكن لشعور أقنعنا أنفسنا به وهو أن ذلك كله يكسر حدة الغربة.. فهل يكسرها فعلاً؟؟ وهل ينزع ملامحها العابسة؟! أم أنها بدت لنا بملامح غير ملامحها التي ألفناها!! خلاصة الغربة الحزينة يا غالية.. ثلاثية متعبة للفكر.. العطاء الفرح الحزن..!! لا تسأليني كيف؟؟ ولم؟؟ فقد أجهدني البحث والتفكير.. وأرهقني الاحتفاظ بملامح متعددة!! وأتذكر الآن.. أني قلت لك ذات يوم أني سأصمت عن الهذيان.. لأجد أني أعود لأرمي بين راحتيك فكري المكتظ بهذيان مرهق.. لأبدأ من جديد.. لكن بأي الملامح.. لا أعلم!! فكلها سواء.. كلها تنتمي لمنطقة واحدة.. منطقة ترتدي وشاحاً رمادياً!! يسكنها بعض الألم من مستصغر الأمل.. وبعض البكاء من مستصغر الدموع!! لكن الحل الوحيد أن أنزع مشاعري وملامحي وأجمدها.. وأن أجعل ذاكرتي المثقوبة تسقط كل شيء عمداً فلا شيء أصبح مهماً ولا أهم من المهم.. كل ذلك.. لأعيش بسلام..!! للتواصل: ص.ب 56951 /الرياض 11564 email: