2- عدم التثبت وعدم تفعيل مبدأ «فتبينوا» فكثير من أشكال الإقصاء هي تعود في حقيقة الأمر إلى عدم التأني والتؤدة في استجلاء المواقف وعلى نحو يخنق الحقيقة ويظهرها على نحو مشوه الأمر الذي يجعلنا أمام حالة من سلوكات لا أخلاقية تتراجع بالوعي وتُفقده مقومات التألق, ذلك أن العجلة والاندفاع غير المحسوب في هذا الاتجاه وإنتاج الخلاف بصورة ميكانيكية غير واعية وأخذ الكلام من مصادر مفتقرة لمقومات الاعتبار، سواء من حيث مستوى الأمانة والمصداقية التامة, أو من حيث عدم التوافر على الدقة وارتفاع مستويات الفهم وتقنيات الضبط كل هذا من شأنه أن يقود إلى التلبس بالحيف والبغي ومصادرة حق المخالف ومن ثم التجييش لمناوءته وإزاحته عن مواقع التأثير ولا شك أن استصحاب مثل تلك المنهجية في التلقي والتفكير بواسطة إملاءاتها ليس إلا منهجاً عبثياً ينتكس بالوعي ويصادر قدرته على الانبعاث.كثير من حالات الاحتراب الحادة لو تأملت هي ليست إلا إفرازات طبيعية لسوء الفهم وفجاجة التأويل الناتجة عن حماس مفْرط للرأي أو للقائل به واعتقاد أنه حق مطلق لا يجوز تضييقه بمسارات النسبية و(السبكي) في (قاعدة في الجرح والتعديل ص93) يقرر هذا قائلاً:» كثيراً ما رأيت من يسمع لفظة فيفهمها على غير وجهها؛ فيُغِير على الكاتب والمؤلف ومن عاشره واستن بسنته... مع أن المؤلف لم يرد ذلك على الوجه الذي وصل إليه هذا الرجل «إن ضعف التحقيق المنهجي وانعدام - أوشح!- المساءلة المعرفية الفاحصة هو الذي أفرز- ولا يزال - احتقاناً فئوياً لا تزال تتنامى مولداته وعلى نحو جعلنا كثيراً ما نستدبر المتن لنتصارع على الهامش، بل على هامش الهامش وفي معارك كثيرة طاحنة معظمها رمي في الهواء بلا هدف... يتبع