مسلسلات هذا العام بنزعة جريئة تستحق المشاهدة

من السائد كل عام صعود مسلسل وتقهقر آخر، ومن المهم معرفة أبرز المسلسلات التي يجب مشاهدتها لكي لا نضيع الوقت بالتجريب والمحاولات اليائسة أحيانًا في إيجاد مسلسل يستحقُّ المشاهدة.
يقول الناقد سكوت ميسلوا من مجلة The week إنه «من الصحي أن نهتم كمجتمع نقدي بالمسلسلات النوعية لكي لا تستمر القنوات في إنتاج العديد من المسلسلات السيئة كل عام» اتفق معه تمامًا ومن المهم برأيي أيْضًا تشجيع المحاولات الإنتاجيَّة لمواقع مثل نيتفلكيس، ياهو، وأمازون في إنتاج مسلسلات شبابية صاعدة ومتميزة حتمًا ستُهدِّد يومًا ما مؤسسات الإنتاج المخضرمة الكبرى في الولايات مثل NBC وABC وCBS وحتى HBO. ربما يُتوقَّع البعض أن نبدأ القائمة بأهم وأشهر المسلسلات المعروضة حاليًّا وهو مسلسل «Game of Thrones» الذي يعرض في موسمه الخامس، ولكن مهلاً، شاهد أولاً المسلسل السياسي ذا النزعة الجريئة «House of Cards»، الذي يقدم بعمق قصة سياسي صاعد ولكنه يواجه العديد من التحدِّيات التي ممكن أن تُهدِّد مستقبله السياسي، المسلسل أنتجه موقع نيتفلكيس فاتحًا بذلك خطًا جديدًا للإنتاج التلفزيوني عن طريق مواقع الإنترنت التي بدأت بشراسة تتصارع من الآن على المفاوضات مع عدد من نجوم السينما والتلفزيون لإنتاج مسلسلات جديدة.
يقدم الموقع أيْضًا مسلسلاً مهمًا وهو «Orange is the New Black» الذي يقدم قصة مختلفة تبدو لافتة وتدور كل أحداثها في سجن نسائي.
ومن المسلسلات المعروضة على الإنترنت نعود لمسلسلات HBO العريقة في تقديم العمق والشكل معًا، وهذه المرة مع مسلسل «True Detective» الذي يطرح نفسه كواحد من أكثر الأعمال التلفزيونية هذا العام من ناحية البناء السيكولوجي للشخصيات، والأهم التحليل النفسي الفرويدي للشخصيات من شخصيات أخرى، في نفس المسلسل بشكل غير مباشر.
وليس بعيدًا عن إبداعات قناة HBO الليبرالية التقدمية، يقدم مسلسل «Veep» نفسه كأحد أمتع المسلسلات الكوميدية هذا العام، المسلسل يستعرض خلف الكواليس لحملة انتخابية لسيدة أمريكيَّة، وهو من بطولة عملاقة مسلسل «ساينفلد» جوليا لويس دريفوس، ونختم المسلسلات من قناة HBO مع «Last Week Tonight with John Oliver» الذي يعرض منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي.
مسلسل «Mad Men» على الرغم من بدايته العنصرية المتعثرة وغير المحمودة من النقاد، إلا أنه برز بشكل لافت في السنوات الأخيرة بنصوص وأداءات تبدو مقنعة، هذا العام نشهد موسمه السابع على قناة AMC، ومن القناة الصاعدة والمتميزة FX سنشهد مسلسلاً يبدو لافتًا وهو «Fargo» الذي هو مبنى على الفيلم الناجح للإخوة كوين الذي تَمَّ تصويره في ولاية مانسودا الباردة لقصة تبدو من المشوق أن نشاهدها بشكل مفصل.
وعرض المسلسل منذ الخامس عشر من الشهر الماضي، ويبدو واعدًا كعادة القناة التي قدمت بنظري أفضل مسلسل كوميدي العام الماضي وهو «Louie» للممثل الفتّان لوي سي كي، والحديث عن القنوات المبدعة لا بُدَّ من الإشارة للقناة البريطانية الذكية باختياراتها BBC ومسلسلها المبهر للموسم الثاني «Orphan Black» الذي عرض في التاسع عشر من أبريل الماضي، أما قناة WGN فعرضت مسلسل «Salem» منذ العشرين من شهر أبريل الماضي، يعود بنا المسلسل للقرن السابع عشر مع صعوبة العيش في أحد القرى في ولاية لوزيانا. وعلى الرغم من التخبطات الإنتاجيَّة المُتعدِّدة لقناة FOX في السنوات العشر الأخيرة، إلا أنّه من المهم الإشارة إلى أن هناك خلافًا نقديًّا حول تميز مسلسل « 24: Live Another Day» هذا العام.
شخصيًّا أميل لفريق النقاد المهاجمين للمسلسل، ولكن تبدو حجج المدافعين ربَّما مقنعة للجمهور العاشق لمسلسلات الحركة والإثارة، سيعرض المسلسل في الخامس من شهر مايو الجاري، فيما تعرض قناة شوتايم في الحادي عشر من الشهر الحالي مسلسل الرعب «Penny Dreadful «الذي يبدو قريبًا من مسلسلات مثل «The Walking Dead» وAmerican Horror Story»، قبل أن نبتعد من شوتايم ربَّما يبدو عادلاً أن نشير لمسلسل «Shameless» الذي سيعرض في الصيف ولكن لا تبدو النسخة الأمريكية من هذا المسلسل ستكون بنفس الثقل الذي تحمَّله النسخة البريطانية، كما جرت العادة.
أما شبكة «Sundance TV» فتقدم لنا مسلسل «Rectify» في صيف هذا العام، المسلسل يعيش حالة من النشوة بعد النجاح الجماهيري والمديح النقدي في موسمه الأول، قصة المسلسل تدور حول جريمة قتل غامضة لفتاة تبلغ التاسعة عشرة من عمرها.
أما القناة العملاقة NBC فستواجه تحديًا في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد خسارتها عددًا من العقود المهمَّة مع عدد من النجوم والكتّاب الهامين، تراهن القناة على نجاح الموسم السادس من مسلسل «Parks الجزيرة Recreation» الذي سيعرض في التاسع عشر من شهر يونيو القادم، بعد تأجيلات مُتعدِّدة من القناة ما شكل إحباطصا لدى معجبي المسلسل.
سنختم المقال بتقديم عدد من المسلسلات التي نحذر من مشاهدتها خصوصًا للجمهور المتردد بين عدد من الخيارات في التلفزيون، نبدأ بالمسلسل المثير للشفقة «Sherlock» من قناة PBS التي أرجو أن يبقوا على تخصصاتهم المتميزة وهو إنتاج برامج ومسلسلات أطفال والابتعاد عن إنتاج مسلسلات تلفزيونية متردية، ومن قناة NBC.
لا يبدو مسلسل «About a Boy» لافتًا أبدًا، بسبب أنّه مقتبس من فيلم سيء من الأصل ولا يستحقُّ أبدًا أن يعاد إنتاجه وتمطيطه في مسلسل يبدو مملاً ورتيبًا.