أنهى فريق من الخبراء والباحثين السعوديين والألمان متخصصين في الآثار برئاسة الدكتور هانس من «جامعة برلين الألمانية», وعدد من أعضاء الهيئة العامة للسياحة والآثار أعمال مرحلة أولى من مراحل المسح الآثاري وأعمال التنقيب في المواقع الأثرية بمنطقة الجوف. حيث قام الفريق بدراسة استيطان الإنسان في المنطقة منذ قديم الزمان, شملت الظروف المناخية والحضارة القديمة, والبيئة وتأثيراتها الاجتماعية. وفي تصريح خاص ل (الجزيرة) قال الخبير الألماني هانس: إن الفريق أمضى شهرًا في أعمال التنقيب والحفر, شملت أعمال الحفر كلاً من: موقع الرجاجيل الأثري, والذي يضم مجموعات من الأعمدة الحجرية التي تعود إلى العصر «التشالكوليثي» , ويتكون الموقع من خمسين مجموعة من الأعمدة الحجرية القائمة والمائلة والساقطة يبلغ طول بعضها ثلاثة أمتار ونصف, وبعضها الآخر لا يتعدى طوله نصف متر, ويرجع تاريخ الموقع إلى فترة العصر النحاسي أي الألف الرابع قبل الميلاد, وبدراسة طبيعة هذه الأعمدة وماهيتها تشير التقديرات إلى أنها موقع «لمعبد ديني». من جهته أضاف المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بمنطقة الجوف الأستاذ حسين الخليفة, بقوله: إنه سيتم الإعلان عن النتائج والكشف بعد المقارنة والبحث والربط بمواقع أخرى عن نتائج الحفريات, وذلك من خلال مؤتمر صحفي يحضره الدكتور علي الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار. وأشار إلى أن الفريق انتقل للعمل في موقع «الرصيف» شمال مدينة سكاكا 40 كم, والذي حددته هيئة السياحة والآثار ب»بترات» من جهاته الأربع استعدادًا للتنقيب فيه لمعرفة تفاصيل تاريخ الموقع, وذلك بعد ظهور عدد من الدراسات والنتائج المبدئية التي تنبئ بوجود معالم وعناصر معمارية في الموقع تضمنتها بعض الصخور والرسومات والنقوش. وسيستكمل الفريق -بمشيئة الله- بقية تنقيباته في العام القادم, كاشفًا عن بعض الصعوبات والعوائق التي صادفها الفريق بسبب الأمطار الكثيفة التي شهدتها منطقة الجوف في الأسابيع الماضية, والتي حدت نوعًا ما في تأخير بعض أعمال الحفر بسبب تجمع كميات هائلة من مياه الأمطار في الحفريات.
