لأول مرة منذ ظهور الأزمة القبرصية عبر الرئيس القبرصي اليوناني الخط الأخضر ليحضر حفل عشاء في الجانب التركي وقد شجعت التطورات الايجابية بين الجانبين أمين عام الأممالمتحدة على عرض يد المساعدة لتسوية المشكلات نهائيا بين شقي الجزيرة المقسمة. فقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بقرار الزعيمين القبرصيين اليوناني والتركي إجراء مباحثات مباشرة في الشهر المقبل. وقال إنه مستعد لمساعدتهما في تحقيق هدفهما الذي يتمثل في إنهاء النزاع العرقي الطويل في الجزيرة التي تقع بشرق حوض البحر الأبيض المتوسط.، ونقل فريد أيكهارد المتحدث باسم عنان عنه قوله إنه أعرب عن «اغتباطه» بالقرارالذي اتخذه يوم الثلاثاء الرئيس القبرصي اليوناني جلافكوس كليريديس وزعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكتاش بعقد لقاء جديد ومباشر بينهما، هو الأول من نوعه منذ أربعة أعوام في منتصف الشهر القادم وتحت رعاية المنظمة الدولية. وترعى الأممالمتحدة المحادثات من خلال وساطة ألفارو دي سوتو مبعوث عنان، ومن المقرر ان يكون كليريديس قد عبر الخط الأخضر من العاصمة المقسمة نيقوسيا إلى الشطر الشمالي منها وذلك للمرة الأولى ليحضر عشاء غير رسمي أقامه دنكتاش في وقت لاحق أمس الاربعاء بمقر إقامة الزعيم التركي الخاص ويتزامن توقيته مع إفطار رمضان، و تقام مأدبة العشاء تكريما لدى سوتو الذي تنقل عدة مرات بين جانبي الجزيرة المقسمة محأولا إحياء المفاوضات المتعثرة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. وقد كانت قبرص مستعمرة بريطانية حتى أوائل الستينيات، وهي مقسمة بخط لوقف إطلاق نار يرابط عنده جنود الأممالمتحدة لحفظ السلام، وقد دعا مجلس الأمن القبارصة اليونانيين في الجنوب والقبارصة الأتراك في الشمال إلى الاتفاق على توحيد الدولة، ولكن الجانبين اختلفا بشأن عدد من المسائل تشمل اللاجئين وإعادة الممتلكات وإقامة حكومة يتقاسمان فيها السلطة وأيضا مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. يذكر أن القبارصة الأتراك يشكلون 18 في المائة من تعداد قبرص. وكانت القوات التركية، وقوامها أكثر من 000.30 جندي، قد اجتاحت الشطر الشمالي من الجزيرة في 20 تموز/يوليو من عام 1974 ردا على محاولة من جانب الشطر الجنوبي لإعلان الوحدة مع أثينا، ثم أعلن دنكتاش في 15 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1983 قيام جمهورية شمال قبرص التركية التي اعترفت بها أنقرة وحدها. وكان دنكتاش قد أدلى بحديث نادر وشامل للقناة الأولى بالتلفاز القبرصي اليوناني في الثامن من آذار/مارس الماضي بدا فيه كعادته متمسكا بموقفه مؤكدا أن القبارصة الأتراك وهم أقلية لهم نفس الحقوق أسوة بالقبارصة اليونانيين. كما رحبت تركيا واليونان على حد سواء الأعضاء في منظمة حلف شمال الاطلنطي بأنباء اللقاء المباشر بين كليريديس بدنكتاش.
