السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    تعديلات واستثناءات في لائحة ضريبة التصرفات العقارية    «الجمارك»: استيراد 93,199 سيارة في 2023    وزير الخارجية: القضية الفلسطينية أولوية تُعبّر عن صوت الأمة الإسلامية وضميرها الحي    يسله وجيسوس يحذران المهددين من «الإنذارات»    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    الأرصاد: توقعات بهطول أمطار على أجزاء من منطقة الرياض    «مهندس الكلمة» عاصر تحولات القصيدة وغيَّر أبعاد الأغنية    ميدياثون الحج والعمرة يختتم يومه الثالث "يوم الماراثون"    «MBC FM».. 3 عقود على أول إذاعة سعودية خاصة    لا تظلموا التعصب    معالي الفاسد !    أنقذوا «سلة الحقيقة»    عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. طريق الاستقلال !    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    «كاكا» الصباغ صرخة سينمائية مقيمة    الأمم المتحدة تغلق ممر المساعدات إلى دارفور    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    تقدير الجهود السعودية لاستقرار السوق العالمية.. المملكة تعزز تعاونها مع أوزبكستان وأذربيجان في الطاقة    70 % نسبة المدفوعات الإلكترونية بقطاع التجزئة    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    بتنظيم وزارة الرياضة .. "الأحد" إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي    القيادة تعزي رئيس الإمارات وتهنئ رئيس بولندا    مجلس الشؤون الاقتصادية يشيد بالنمو المتسارع للاقتصاد الوطني    أبعاد تنموية    مليون وظيفة في «السياحة» عام 2030    وفاة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    ضبط أكثر من 19600 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أمر ملكي بتعيين (261) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    مفاوضات هدنة غزة.. ترقب لنتائج مختلفة    «الأوروبي» يدين هجمات موسكو السيبرانية    "زرقاء اليمامة".. أول أوبرا سعودية تقدم تفسيراً لإحدى أقدم الأساطير    ملتقى الصقارين ينطلق في الرياض بهدف استدامة هواية الصقارة    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    انطلاق فعاليات «شهر التصلب المتعدد» بمسيرة أرفى    سفير خادم الحرمين في الفلبين يستقبل التوءم السيامي وأسرتهما    طريقة عمل بسكويت النشا الناعم بحشو كريمة التوفي    «ذبلت أنوار الشوارع.. وانطفى ضيّ الحروف»    النملة والهدهد    ضبط مواطن في حائل لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    الديوان الملكي ينعى الأمير بدر بن عبدالمحسن    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير سلطان عمل على تحديث القوات البرية وتزويدها بمختلف الأسلحة
كان - رحمه الله- حريصاً على دعمها ورعاية أفرادها:
نشر في الجزيرة يوم 23 - 10 - 2011

تعد القوات البرية العمود الفقري للقوات المسلحة في أي دولة من الدول على الرغم من الأهمية التي أخذها سلاح الجو في الحروب الحديثة. وقد اهتم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز عبر عهود إخوانه الملوك بتحديث القوات البرية السعودية، وتزويدها بأسلحة لمختلف الأغراض الميدانية التي تمكنها من القيام بكافة المهمات القتالية.
والقوات البرية تتكون من عدة أسلحة يكمل بعضها بعضاً، لتشكل قوة كبيرة قادرة على خوض المعارك، التي يتطلبها واجب الدفاع عن الوطن، تتمثل في: سلاح المشاة، والمدرعات، والمظلات، والقوات الخاصة، والمدفعية، والإشارة، والصيانة، والنقل.
النقلة الكبيرة والتحديث
استمرت القوات البرية تحمل اسم «الجيش العربي السعودي» حتى بعد صدور أمر الملك سعود ابن عبدالعزيز في 3-6-1382ه الموافق 1-11-1962م بتعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيراًَ للدفاع. وكانت النقلة الكبيرة في تاريخ القوات البرية معنوياً وجاهزية بصدور قرار سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع بتعديل اسم «الجيش العربي السعودي» إلى «القوات البرية الملكية السعودية» في 27-12-1396ه الموافق 30-12-1975م وتمت إعادة تشكيل رئاسة هيئة أركان حرب الجيش لتصبح رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، حيث شكلت القوات البرية بحسب الإمكانات المتاحة من طاقة بشرية وآليات ومعدات حديثة لتصبح بتوجيهات ومتابعة من سموه الكريم قوات برية ضارية وركيزة أساسية للقوات المسلحة الباسلة.
ومنذ ذلك التاريخ والقوات البرية تتقدم بخطوات جبارة في التحديث والتطور، آخذة في التوسع والتنظيم في جميع المجالات حتى أصبحت بفضل من الله ثم بجهود المسؤولين، تضم أحدث الأسلحة والمعدات والآليات والأجهزة الحديثة المتطورة.
لم يكن هذا التطور مشتملاً على العدة والعتاد فقط، بل أصبح الجندي السعودي مؤهلاً تأهيلاً عالياً، ومدرباً تدريباً جيداً، وملماً بأحدث ما وصلت إليه التقنية العصرية من علوم، ومزوداً بالثقافة والمعرفة العسكرية اللازمة لتشغيل وتطوير هذه الأسلحة الحديثة، تسانده في ذلك نخبة من الموظفين المدنيين المؤهلين الأكفاء في كافة الأمور المالية والإدارية والتعليمية والثقافية، وكانت القوات البرية أول من استخدم نظام الحاسب الآلي في المملكة وذلك في عام 1386ه ممثلة في أعمال التموين الفني وقطع الغيار، وبذلك تكون أول من أدخل نظام الحاسب الآلي في الدولة بعد أرامكو السعودية ووزارة المالية. بعد ذلك تم إنشاء مركز الوثائق والمحفوظات بوزارة الدفاع ما بين عامي 1394-1395ه ليستفيد الجيش السعودي من هذه النقلة الحضارية حيث حولت معظم الوثائق المهمة إلى نظام التصوير المصغر. وعندما وسع نظام الحاسب الآلي في عام 1398ه بإدارة مركز المعلومات بوزارة الدفاع والطيران استفادت القوات البرية بصورة أكبر، لتدار أعمال القوات البرية المالية والإدارية آلياً بدقة وسرعة مذهلة وبأيد سعودية من الأفراد والموظفين.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمر التطور تدريجياً، حتى تحولت القوات البرية من قوات مشاة خفيفة إلى قوات مشاة آلية متحركة 100% زودت بناقلات الأفراد المجنزرة والمدرعات المقاتلة والدبابات الحديثة التي تتميز بسماكة الدروع وسرعة الحركة وخفتها وكثافة النيران وقوتها، كما زودت بالمدفعية بعيدة المدى وراجمات الصواريخ، وأمنت معدات المهندسين، وعربات النقل والقاطرات الحديثة، ومعدات وورش الصيانة، ومستلزمات التموين، بالإضافة إلى أجهزة الإشارة المتعددة حيث تم تأسيس شبكة كبيرة للاتصالات الإدارية والميدانية ساعدت على حسن إدارة هذه القوات وتوجيهها والسيطرة عليها، بجانب تشكيل جديد لطيران القوات البرية الذي زود بأفضل وأقوى وأحدث ما أنتج من الطائرات العمودية ذات الأغراض والمهمات المتعددة.
تنظيم القوات البرية
وقد أحدث سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز في هذه الفترة المبكرة من توليه وزارة الدفاع عدداً من التنظيمات للقوات البرية اشتملت على ما يلي:
1- هيئة عمليات القوات البرية:
وهي مسؤولة عن التدريب والخطط والعمليات، وكانت تسمى هيئة العمليات الحربية، وضمت ثلاث إدارات هي: إدارة التنظيم والتسليح والتدريب الحربي ومركز عمليات القوات البرية وإدارة الشؤون الرياضية.
2- هيئة إدارة القوات البرية:
وتضم رئاسة الهيئة عدة إدارات متخصصة لشؤون الأفراد وللشؤون العسكرية، ولخطط الأفراد والتصنيف، ومركزاً لاستقبال وتجنيد المستجدين بالرياض، وإدارة لشؤون موظفي القوات البرية والمعهد الملكي الفني للقوات البرية. وتتولى هذه الهيئة شؤون الأفراد والموظفين والسجلات والشؤون العسكرية وما يتصل بها من إدارة شؤون الأفراد وإدارة خطط الأفراد وإدارة الشؤون العسكرية والموظفين.
3- هيئة استخبارات وأمن القوات البرية:
أحدث سمو الأمير سلطان عدة تطويرات لهذه الإدارة للأهمية البالغة التي تشكلها في إدارة الأنشطة الاستخبارية والأمنية في القوات البرية.
4- هيئة إمدادات وتموين القوات البرية:
وتقوم بمهمة التخطيط للإمداد والتموين والصيانة وتقديم الإسناد الإداري لوحدات وتشكيلات القوات البرية لكافة أصناف التموين. (2)
أسلحة ووحدات وزارة الدفاع
وتطورها عبر العهود
1- سلاح المشاة
يعد جندي المشاة على مر التاريخ الدعامة الأساسية لمسيرة النصر في شتى المعارك فبعد تشكيل الأجهزة النظامية للجيش أخذ سلاح المشاة يتطور يوماً بعد يوم من جنود للهجانة إلى الجنود النظاميين في وحدات عسكرية منظمة، وقد كان وجود معظم القوات في مدينة الطائف حيث بدأت الخطوات التدريبية الأولى، وأخذ سلاح المشاة يتطور من تشكيلات شبه نظامية إلى تشكيلات نظامية، وتم تأطيرها في وحدات عسكرية مزودة بأحدث الأسلحة والعتاد ومسلحة بالإيمان بالله، واستمرت عملية البناء والتطوير حتى استحدث مشروع الألوية الآلية، ومَكْنَِنَة وحدات المشاة الراجلة، وتحولت إلى مشاة آلية تتمتع بخفة الحركة وكثافة النيران وحماية الدرع.
وكان أحدث ما زودت به بناء على توجيهات سمو وزير الدفاع عربات القتال المتطورة والصواريخ وجيوب الهمر المسلحة ذات الأغراض المتعددة.
2- وحدات المظليين وقوات الأمن الخاصة
حيث بدأ تشكيل أول وحدة مظلات في عام 1374ه/1955م مع إنشاء مدرسة للمظلات في مدينة جدة في نفس العام لتأهيل ضباط وأفراد القوات المظلية، ثم شكلت كتائب المظليين والقوات الخاصة وانتقلت التشكيلات إلى مستوى اللواء في عام 1402ه 1981م. وفي سنة 1425ه صدرت توجيهات سمو وزير الدفاع باعتماد تشكيل قيادة وحدات للمظليين وقوات الأمن الخاص. ويعتبر منسوبو هذه القوات من عناصر النخبة التي تقوم بأصعب المهام.
3- سلاح المدرعات
بدأ الاهتمام بسلاح المدرعات منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله، ومنذ المراحل الأولى أثناء تشكيل نواة الجيش النظامي في المملكة العربية السعودية، حيث تم تشكيل وحدات الفرسان كوحدات مستقلة، ثم بدأ تزويد الجيش العربي السعودي بمدرعات جديدة، مما تطلب إحداث وحدات استطلاع جديدة، في عام 1377ه/ 1958م تم تشكيل قيادة سلاح الفرسان، وفي عام 1392ه/ 1973م تم تحويل المسمى إلى قيادة سلاح المدرعات. ولا يزال سلاح المدرعات كغيره من أسلحة القوات البرية الملكية السعودية يتابع ما يستجد على الساحة الدولية، لاستيفاء متطلبات واحتياجات القوات البرية في مجال التشكيلات المدرعة حتى أصبح قوة ضاربة يشار لها بالبنان مقارنة بمثيلاتها بالمنطقة نتيجة للاهتمام المتوالي الذي يعطيه سمو الأمير سلطان لهذا السلاح حيث أدخلت عليه أحدث الدبابات والتشكيلات ابتداء من سنة 1400ه.
4- سلاح المدفعية
عندما تم توحيد الجزيرة العربية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، كانت المدفعية آنذاك تتكون من عدد من المدافع التركية المصنوعة من البرونز، وعلى شكل أطقم وليس على شكل وحدات، وأنشئ سلاح المدفعية في عام 1354ه/ 1935م على شكل أرهاط(1)، وكان تسليحه عبارة عن مدافع (2.5) رطل، ثم توسعت تشكيلاته إلى سرايا من مدافع (6) أرطال و(20) رطلاً و(25) رطلاً. واستمر هذا التطور متناغماً مع تطوير الكوادر البشرية والمعدات والتسليح وانتقل سلاح المدفعية بمنظومته إلى المدافع ذاتية الحركة وراجمات الصواريخ ووحدات تحديد الأهداف وغيرها؛ لتواكب تطور وحدات المناورة في قواتنا البرية؛ إذ صدرت أوامر سموه سنة 1404ه بتحويلها إلى سلاح مستقل شكلت القوة الرابعة حتى سنة 1427ه حيث تم تشكيل ألوية مدفعية. (3)
5- سلاح المهندسين
بدأ تأسيس سلاح المهندسين عام 1362ه/ 1943م في مدينة الطائف باسم إدارة شعبة الإنشاءات، وفي عام 1366ه/ 1947م أصبح اسمه سلاح المهندسين. وفي عام 1374ه/ 1955م نقل إلى مدينة الرياض، وأصبح من الأسلحة الرئيسة المساندة، وفي عام 1375ه/ 1956م شُكل أول فوج للمهندسين في مدينة الطائف، وتبعه تشكيل وحدات المهندسين وأفرع ومجموعات المهندسين في مختلف المناطق والقطاعات العسكرية، وأصبح من الأسلحة الشاملة التي تستخدم المعدات المتطورة جداً كمدارج الطائرات والجسور. كما يتضمن وحدات للإزالة، وقد بلغ من التطور مراحل متقدمة ليتم في سنة 1428ه إحداث إدارة جديدة للوقاية من أسلحة الدمار الشامل.
6- سلاح الإشارة
شُكلت نواة سلاح الإشارة في عهد الملك عبدالعزيز ابن عبدالرحمن آل سعود في عام 1369ه 1950م، وتمثلت في مدرسة الإشارة بمدينة الطائف، وتبعها مراحل تطوير السلاح، حيث شُكلت أول وحدة إشارة ميدانية في عام 1375ه /1956م، وشُكلت قيادة السلاح في عام 1376ه/ 1957م، ثم انتقلت قيادة السلاح من مدينة الطائف إلى العاصمة الرياض، تبع ذلك تشكيل بقية وحدات الإشارة سواء التشكيلات الميدانية أو إشارات المناطق، ولا يزال ركب التطور مستمراً ومتوافقاً مع تطور علم الاتصالات وتقنياته.
7- سلاح الصيانة
تأسس سلاح الصيانة بنواة تعليمية وهي مدرسة سلاح الصيانة التي أنشئت في عام 1373ه /1954م في مدينة الطائف، بهدف إعداد وتأهيل كوادر فنية ومهنية، وتطور في ظل برنامج آليات القوات البرية الذي وفر المساندة الفنية لصيانة الأسلحة والمعدات للجيش السعودي آنذاك، وتوسعت قاعدة السلاح وأنشطته وأعماله ومجالاته حتى غطى كافة فروع القوات البرية؛ ففي سنة 1963م وضع برنامج لإدارة آليات القوات البرية من خلال خبرات سلاح المهندسين الأمريكي. وفي 1966م استخدم الحاسب الآلي. وابتداء من سنة 1976م أخذ على عاتقه بناء وتأهيل الكوادر الفنية من ضباط وأفراد وموظفين.
8- سلاح التموين
تم تشكيل قيادة سلاح التموين في عام 1377ه / 1958م ومارس مهامه في إمداد وتموين تشكيلات القوات البرية بكافة احتياجاتها من أصناف التموين المختلفة سلمًا وحربًا.
9- سلاح النقل
تأسس في عام 1364ه / 1945م على شكل وحدات تسمى الوحدات الآلية، وتشمل جميع العربات والمدرعات، وفي عام 1379ه /1960م فُصل سلاح النقل عن هيئة الصيانة والنقل في هيئة إمدادات وتموين الجيش، وأصبح سلاحًا مستقلًا؛ حيث مر بمراحل عدة تطور من خلالها، واستطاع أن يوفر أسطولًا بريًا مساندًا لكافة المناطق العسكرية وقد كان لهذا السلاح دور كبير في العمليات التي خاضتها القوات المسلحة السعودية لنجدة الأشقاء إبان حرب تحرير الكويت. (4)
10- قيادة الشرطة العسكرية الخاصة للقوات البرية
في عام 1368ه/ 1949م شُكلت ثلاث حظائر بوليس حرب، الأولى في مكة المكرمة، والثانية مدينة جدة، والثالثة في مقر وزارة الدفاع بالطائف ثم شُكلت سرايا البوليس الحربي في بعض مناطق المملكة العسكرية، ونتيجة لتوسع تشكيلات القوات البرية الملكية السعودية تحولت السرايا إلى كتائب وفي عام 1402ه/ 1983م تم تغيير اسم تشكيلات البوليس الحربي إلى الشرطة العسكرية، ثم يأتي تشكيل إدارة الشرطة العسكرية للقوات البرية وفي عام 1417ه/ 1996م تغير اسمها إلى قيادة الشرطة العسكرية الخاصة للقوات البرية.
11- قيادة طيران القوات البرية
وهو السلاح الفني والفاعل والقيادة الجديدة في المنظومة البرية، أنشئ هذا السلاح في ظل إستراتيجية التطوير المتلاحقة للقوات البرية ونواة بتأسيس مكتب مشروع طيران في هيئة عمليات القوات البرية في عام 1400ه/ 1979م، وفي عام 1417ه/ 1996م أطلق عليه اسم قيادة طيران القوات البرية، ووجود هذه القوة الجديدة ضد تشكيلات القوات البرية زاد من كفاءتها وقدرتها القتالية، وواكب ميكنة القوات البرية وتفعيلها في دور القوة نفسها، أو في دور العمليات المشتركة مع أفرع القوات المسلحة السعودية الأخرى، وطيران القوات البرية هو أحد أسلحة المناورة، ويقع على عاتقه العديد من المهام قبل القتال وأثناءه وبعده. (5)
وقد وفق هذا السلاح الوليد من استخدام أحدث الطائرات المقاتلة من نوع أباتشي، والسوبر بوما.. إلخ، وقد أثبت فاعلية ومقدرة. (6)
التحديث
كان قرار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ابن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران بإنشاء طيران القوات البرية ذروة التحديث في تاريخ تحديث القوات البرية الملكية السعودية وقد قامت هيئة عمليات القوات البرية بدور فعال في إعداد نواة التأسيس الأولى للطيران عندما قامت باختيار مجموعة من الضباط وإرسالهم لدراسة الطيران العمودي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم تخرج أول ضابط طيار سنة 1397ه ثم توالت الدفعات بعد ذلك التاريخ.
وقد تم تزويد طيران القوات البرية بطائرات عمودية وهي طائرات صقر الصحراء ذات المهام المتعددة وطائرات الاستطلاع المسلح وطائرات الأباتشي العمودية المقاتلة. ثم ظهرت الحاجة لإنشاء مركز ومدرسة طيران القوات البرية الذي أمر به سمو وزير الدفاع بالفعل في 1-5-1410ه وتم تشكيله في المنطقة الشمالية وتنتقل بعدها إلى القصيم لتقوم بمهمة إعداد وتأهيل ضباط وأفراد القوات البرية تكتيكيًا وفنيًا إضافة إلى إجراء البحوث في مجال طيران القوات البرية التي بدأت خدماتها آنذاك تتطور بسرعة كبيرة.
ولا يزال مركز ومدرسة طيران القوات البرية مرجعًا علميًا ومصدر معلومات لجميع وحدات القوات البرية في جميع الموضوعات الفنية والتكتيكية الخاصة بطيران القوات البرية.
تقدم المدرسة دورات تأهيلية وتأسيسية لضباط وأفراد القوات البرية إلى جانب دور اللغة الإنجليزية. وقد خطت خطوة تطويرية هائلة بانتقالها إلى منطقة القصيم، حيث جُهزت لها كافة الإمكانات الحديثة لتقوم بدورها على أكمل وجه.
وقد أسهمت القوات البرية على مدى مراحل تطور في العديد من المناسبات الوطنية والإنسانية من حيث استقطاب الشباب السعودي وتوظيفه وتدريبه في وحداتها وفروعها المختلفة.
نتيجة للتوسع الهائل في أعمال وكالة الدفاع رأى الملك عبدالعزيز إنشاء وزارة خاصة بشؤون الدفاع تكون مستقلة عن وزارة المالية إدارياً ومالياً، فصدر أمره الملكي في 5-11-1363ه الموافق 10-11-1943م بإنشاء وزارة الدفاع وإلغاء وكالة الدفاع. وعُين صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز - رحمه الله - أول وزير لها، عندئذ بدأ إحضار الخبراء للاستفادة من خبراتهم في مجال التدريب المختلفة، كما تم ابتعاث عدد من منسوبي الجيش العربي السعودي إلى البلاد العربية والصديقة للدراسة والتدريب، وأسست أولى المدارس للإشارة، واللاسلكي، ومدرسة للصحة والإسعاف(1).
ونظراً إلى وفاة صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز في 25-7-1370ه/2-5-1951م - رحمه الله - فقد عُين خلفاً له صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع في 6 شعبان 1370ه- 12-5-1951م، وبتاريخ 2-3-1373ه- 9-11-1953م كان الحدث الجلل؛ حيث فقدت الأمة العربية والإسلامية قائداً فذاً هو مؤسس هذا الكيان الكبير جلالة الملك عبدالعزيز - تغمده الله بواسع مغفرته ورضوانه - ليتولى وزارة الدفاع والطيران بعد ذلك بفترة صاحب السمو الملكي الامير فهد بن سعود بن عبدالعزيز بتاريخ 2-6-1376ه، ثم تولاها بعده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز بتاريخ 2-6-1380ه.
وكانت بداية التطور الحديث للقوات المسلحة السعودية عندما صدر أمر الملك سعود بن عبدالعزيز بتاريخ 3-6-1382ه الموافق 31-1-1962م بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً للجيش بموجب أمر ملكي(2).
الأمير سلطان وزيراً للدفاع
صدر أمر ملكي بتعيين الأمير سلطان وزيراً للدفاع، وبلغ بذلك بخطاب من رئيس مجلس الوزراء، وفيما يلي خطاب التبليغ ونص الأمر الملكي بتشكيل الوزارة التي ضمت من بين أعضائها الأمير سلطان وزيراً للدفاع.
رقم الصادر: 9342
التاريخ: 3-6-1382ه
المرفقات: 1
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز
تجدون طيه صورة الأمر الملكي الصادر عن جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز برقم (21) وتاريخ 3-6-1382ه بتعيينكم وزيراً للدفاع والطيران.
وإنا إذ نبلغكم هذه الثقة الغالية، نسأل الله للجميع التوفيق.
رئيس مجلس الوزراء
فيصل بن عبدالعزيز
أمر ملكي 1382ه
(1962-1963م)
بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
ديوان رئاسة مجلس الوزراء
الرقم: 21
التاريخ: 3-6-1382ه
بعون الله تعالى.
نحن سعود بن عبدالعزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية
بعد الاطلاع على أمرنا الملكي رقم (17) بتاريخ 18 جمادى الأولى 1382ه وعلى أمرنا الملكي رقم (18) بذات التاريخ وعلى نظام مجلس الوزراء، الصادر بمرسومنا الملكي رقم (38) بتاريخ 22 شوال 1377ه.
أمرنا بما هو آت:
المادة الأولى عُيِّن كل من:
- سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية.
- سمو الأمير خالد بن عبدالعزيز نائباً لرئيس مجلس الوزراء.
- سمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني.
- سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية.
- سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع والطيران.
- الشيخ أحمد زكي يماني وزيراً للبترول والثروة المعدنية.
- الشيخ إبراهيم السويل وزيراً للزراعة.
- الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزيراً للمعارف.
- الشيخ حسين عرب وزيراً للحج والأوقاف.
- الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية.
- الشيخ محمد عمر توفيق وزيراً للمواصلات.
- الدكتور يوسف الهاجري وزيراً للصحة.
- الشيخ عابد شيخ وزيراً للتجارة والصناعة.
المادة الثانية: على رئيس مجلس الوزراء تنفيذ أمرنا هذا، ويعمل به من تاريخه.
سعود بن عبدالعزيز 1963م
وهكذا تم تعيين سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً للجيش في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - بالمرسوم الملكي رقم 21 بتاريخ 3-6-1382ه الموافق 31-10-1962م. وفي السنتين اللتين أمضاهما وزيراً للدفاع في عهد الملك سعود تم وضع ملامح عصر جديد للقوات المسلحة السعودية، وبدأ التخطيط للانطلاقة الكبرى بالقوات المسلحة والعمل لبناء جيش قوي متطور بكفاءاته البشرية والآلية بجنود وضباط يتلقّون أحدث العلوم العسكرية ويحملون أحدث الأسلحة.
التحديث الكبير
وبمبايعة فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - ملكاً على البلاد في 16-6-1384ه بدأت الانطلاقة الكبرى لتحديث القوات المسلحة براً وجواً وتم وضع التنظيم الإداري والمالي للتسليح والتدريب وبناء المنشآت العسكرية في جميع مناطق المملكة، وباستشهاد الملك فيصل - رحمه الله - في 13-5-1395ه ومبايعة خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ملكاً على البلاد، واصلت القوات المسلحة السعودية نهضتها الكبرى التي بلغت ذروتها، وفي 27-12-1396ه صدرت توجيهات الأمير سلطان وزير الدفاع بإقرار أول تنظيم يعدل اسم الجيش العربي السعودي إلى القوات المسلحة البرية الملكية السعودية ابتداء من 1-1-1397ه وإعادة تشكيل رئاسة أركان حرب الجيش لتصبح (رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية).
عهد الازدهار
وبوفاة الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في 21-8-1402ه الموافق 13-6-1982م بويع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وبدأ العصر الزاهر للقوات المسلحة السعودية حيث تم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إضافة لرئاسته للحرس الوطني وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ليواصل جهوده في خدمة القوات المسلحة السعودية. ثم أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - الأمر الملكي السامي رقم أ-10 بتاريخ 16-2-1403ه بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائباً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام بمرتبة وزير، ثم عيّن في 21 شوال سنة 1421ه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعداً لوزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية. وفي الوقت الذي بدأ فيه العقد الثالث من عهد الملك فهد - رحمه الله - تبوأت القوات المسلحة السعودية المكانة العالمية بوصفها قوة حديثة يحسب لها حساب في المنطقة، بفضل الدعم السخي، والرعاية الدائمة، من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وأصبحت القوات السعودية تمتلك أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة في الصناعة الحربية في العالم، لدرجة جعلت الصهيونية العالمية تحيك الدسائس، والمؤامرات الخفية والظاهرة، لعرقلة بناء القوات المسلحة السعودية، بالتدخل لإبطال بعض صفقات الأسلحة مع الشركات الأجنبية(3).
عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وبعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد في 28-6-1426ه الموافق 3-8-2005م أصبح سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ووزيراً للدفاع والطيران، واستمر يعمل بهمة عالية لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبهذا العهد دخلت القوات المسلحة العربية السعودية عصراً جديداً من الازدهار المبارك.
ونستطيع القول إجمالاً إن القوات المسلحة بقيادة سلطان خلال جميع عهود إخوانه الملوك قد ركزت في التنمية والتطوير والتحديث في تسعة مجالات للقوات المسلحة.
ويتمثل ذلك في القوة البشرية المسلحة بالعلم قبل العتاد المادي، من خلال توسعة الكليات، والمعاهد، والمدارس، ومراكز التدريب العسكرية الجديدة، لاستيعاب أكبر عدد من المجندين والشباب المتعلم، وإرسال البعثات العسكرية للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية المتقدمة في الدول الأجنبية الأكثر تطوراً، لتنظيم وتجديد الدماء، وإعادة تنظيم وزارة الدفاع والطيران، ورئاسة هيئة الأركان العامة، وإحداث قيادات جديدة متعلمة وواعية بمتطلبات المرحلة للقوات البرية والجوية والبحرية، مع إعطائها ميزانيات مستقلة لضمان استمرار تقدمها، وإعطائها المرونة لتنفيذ مشروعاتها.
كان بناء المدن العسكرية، والقواعد الجوية والبحرية، من أولويات وزارة الدفاع، فضلاً عن مجموعات الدفاع الجوي، وإتمام مشروعات الكليات التي تضم مختلف المرافق والخدمات، كالإسكان، والمدارس، والمراكز الصحية، ومراكز التدريب العسكري والمهني.
اعتمد سمو وزير الدفاع والطيران والمفتش العام برنامج التوازن الاقتصادي مع الدول المصدرة للسلاح، وأنظمة الدفاع، بأن ينفق 35% من قيمة عقود التسليح، والمشروعات الدفاعية في المملكة، بموجب مشروعات صناعية متقدمة، مشتركة مع القطاع الأهلي السعودي، والمؤسسة العامة للصناعات الحربية، وهي خطوة لم يسبق إليها إلا القليل من الدول.
اهتم الأمير سلطان بن عبدالعزيز ببناء نظم جديدة للدفاع، مثل نظام القيادة والسيطرة، ومركز الدفاع الوطني، ومراكز القيادة والسيطرة لفروع القوات المسلحة، ونظم المعلومات المالية والإدارية والتموين، التي تكون في مجموعها نظاماً دفاعياً متطوراً.
حرص سمو وزير الدفاع على التوسع في بناء المستشفيات العسكرية، وتوفير التخصصات المختلفة، لدرجة وصلت فيها سمعتها الطبية إلى مستوى عالمي، فأصبحت تقدم أرقى الخدمات الطبية، ليس فقط لأفراد القوات المسلحة وعائلاتهم، بل لأبناء الشعب السعودي أيضاً، كما تم إنشاء أسطول جوي للإخلاء الطبي، وأكاديمية طبية في المجمع الطبي في مدينة الملك فهد العسكرية.
عمل سمو وزير الدفاع على تخصيص إدارات لمختلف الخدمات التي تحتاج إليها القوات المسلحة السعودية، فأنشأ إدارة مركزية للأشغال العسكرية، وإدارات أخرى لكل الفروع، تدار بأعلى مستويات نظم الإدارة والتشغيل، وبكفاءات سعودية مؤهلة. كما أنشأ إدارة عامة للمساحة العسكرية، وإدارات متخصصة تهتم ببناء شخصية الجندي السعودي، إيمانياً واجتماعياً وعسكرياً ومعيشياً، مثل إدارة الشؤون الدينية، وإدارة المتقاعدين(4).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.