أكّد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الثاني بتبعات الكارثة، التي دهمت محافظة جدة الأربعاء الماضي، إثر تعرضها لسيل جارف أخذ في طريقه أرواحاً وممتلكات. وقال في مؤتمر صحافي عقده في أعقاب جولة على المواقع المتضررة امس: «وجّهني الملك عبدالله بوضع كل الإمكانات تحت تصرف اللجان، التي تم تشكيلها لخدمة ومساعدة المتضررين من هذه السيول، خصوصاً في ما يتعلق بتسكينهم وتقديم مساعدات مالية، وتوفير سبل العيش الكريم لهم». وأضاف: «ما شاهدته أثناء الجولة يؤكد أن الكارثة كبيرة، والتلفيات طاولت كل شيء داخل جدة وخارجها». وتابع: «الكوارث الطبيعية تحدث في أنحاء العالم كافة، ولا بد من وجود أضرار لها، وما حدث في جدة، يجب التعامل معه بعقلانية وحيادية لا تشوبهما العواطف، الناس تتساءل من هو المسؤول عما حدث، ولنجيب على هذا السؤال، يجب أن ندرك أن هذه كارثة طبيعية يمكن أن تحدث في أي بقعة على الكرة الأرضية، ويجب أيضاً أن نكون منصفين مع أنفسنا، ونعترف بأن الأحياء التي تضررت أنشئت مخططاتها، وأقيمت منازلها على مجاري أودية كبيرة، وهذا خطأ في التخطيط والتنفيذ معاً، لكن الأكيد أن ما حصل ليس ملعباً لتصفية الحسابات». واستطرد: «أمر آخر أسهم في حصول هذه الكارثة هو تأخر تنفيذ مشاريع تصريف السيول، وإنشاء شبكات للصرف الصحي في جدة». ولفت إلى أن المهمة الآن توفير حلول جذرية وسريعة، تضمن عدم تكرار هذه الحادثة «التي سلبت عزيزين من بيننا هم أهلنا وذوونا»، مشدداً على أن خادم الحرمين أمر بتشكيل لجان لمعرفة الأسباب وراء ما حدث، إضافة إلى لجنة أخرى تم تشكيلها داخل إمارة منطقة مكةالمكرمة، وقال «بدأنا التحقيقات داخل هذه اللجان، وسنرفع بالتقارير المطلوبة في أسرع وقت، كما أن هناك لجاناً تعمل على حصر الأضرار، وتحديد مكامن الخلل في المخططات، وكيف يمكن إصلاحها». وتعليقاً على الأنباء التي راجت حول انهيار بعض أجزاء من سد بحيرة المسك في جدة، أوضح أمير منطقة مكةالمكرمة: «ليست هناك خطورة، وما حدث أول من أمس هو أن السد الاحترازي وليس السد الأساسي للبحيرة امتلأ من السيول، التي صبت فيه من وديان أخرى وله مفيض تسرب من خلاله بعض الماء، وبهدف الوقاية أبلغ الدفاع المدني بأهمية أخذ الاحتياطات اللازمة، من حيث إخلاء سكان الأحياء القريبة من السد، حرصاً على حياة المواطنين، خصوصاً الأحياء التي تقع على مجرى البحيرة، وبالفعل تم إخلاء سكان حي السامر 3، وفي حال فيضان المياه بشكل أكبر لا قدر الله ستكون تلك الأحياء أخليت بالكامل». وعن الاستعدادات التي اتخذت لمواجهة هطول أمطار متوقعة على المدينة أواخر الأسبوع، قال الفيصل: «لدينا استعداد لمواجهة أي طارئ، ونأمل ألا تتكرر السيول التي حدثت الأربعاء الماضي». وأشار إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن السيول بلغ 106، مضيفاً: «لا إحصاءات دقيقة في ما يتعلق بالخسائر في الممتلكات حتى الآن». أما محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، الذي رافق أمير المنطقة في جولته، فأكد أن جميع الجهات المعنية استنفرت منذ أول ساعة لهطول الأمطار، وقال: «بدأت السيول في الدخول إلى المدينة عند ال 11 صباحاً، وعلى الفور تم توزيع المهام، وتشغيل غرفة العمليات على مدار الساعة»، مشيراً إلى الاستعانة بقوارب مطاطية من سلاح حرس الحدود، وكانت عمليات الإنقاذ جوية وبحرية، ولكن كميات المياه كانت كبيرة جداً. وأضاف: «للمواطن حق في الاستنكار، ولكن الحدث كان كبيراً، على رغم من أننا تعاملنا معه منذ الدقائق الأولى».