أعرب وزير الاشغال العامة اللبناني غازي العريضي عن اعتقاده أن «البيان الوزاري سينجز سريعاً»، معتبراً ان القضايا الخلافية «طبيعية، وليست المرة الاولى التي تسجل فيها ملاحظات على البيان الوزاري»، لكنه رأى ان «النقاش لا يمكن ان يبقى مفتوحاً الى ما لا نهاية حول اي بند من البنود، ثمة اطراف لهم آراء مختلفة سواء حول موضوع بند المقاومة او بعض القضايا المتعلقة بالشق الاقتصادي، ولكن يجب ان نعلم ونحن نتحدث عن حكومة ولا عن فريق وحزب او تيار، لا يمكن ان يأتي البيان الوزاري منسجماً مع كل طموحات الاحزاب او التيارات بل البيان الوزاري يجب ان يأتي منسجماً مع رغبات الجميع بالحدود التي يمكن التفاهم عليها». وقال العريضي في تصريح ادلى به بعد زيارته رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون: «مررنا بتجربة السنة الماضية حول موضوع المقاومة، ونحن من دعاة ابقاء هذه الصيغة على ما هي عليه ما دام الخلاف ما زال قائماً ومفتوحاً من دون دراسة ومتابعة، لذا ذهبنا الى طاولة الحوار والى رفع عنوان الاستراتيجية الدفاعية. من الممكن ان نتبنى هذا البند كما هو وان يستمر الحوار في شكل مواز على الطاولة». ولفت العريضي الى ان التواصل مع النائب عون «لم ينقطع إطلاقاً في المرحلة السابقة، كان هناك أكثر من اتصال بيني وبينه وكان مبادراً اكثر من مرة، وبدوري كنت على تواصل معه بالاتصالات الدائمة وتوافقنا على ان نلتقي. وبحثنا اليوم في كل القضايا الانمائية والسياسية والادارية والاصلاحية التي ستأتي بعد البيان الوزاري». وعما اذا استكملت التحضيرات للقاء عون ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، اشار الى ان رئيس الجمهورية «هو الذي يقوم بهذا الامر مشكوراً، كانت هناك تحضيرات من قبله على كل المستويات للقاء بين وليد جنبلاط والوزير سليمان فرنجية، واليوم تناولنا الموضوع من زاوية سياسية لا اكثر ولا اقل في سياق استعراض القضايا السياسية في اطار مناقشة البيان الوزاري والاستعدادات للمرحلة المقبلة، اللقاء سيعقد واعتقد انه سيكون ايجابياً» (يذكر ان لقاء جنبلاط - عون سيتم غداً في قصر بعبدا الى مائدة الرئيس ميشال سليمان وبرعايته). ولفت العريضي الى ان «الخلافات في وجهات النظر ستبقى قائمة بين مختلف القادة السياسيين، هذا امر طبيعي وصحي، ومن طبيعة النظام السياسي الديموقراطي المبني على التنوع، وهذا ما يجب ان نحافظ عليه، وفي الوقت نفسه يجب ان نحافظ على حرية الرأي باحترام وتهذيب، وفي الوقت نفسه حق الاختلاف بين اللبنانيين. وهذا مهم جداً. اي لقاء بين القيادات السياسية اللبنانية مطلوب من جهة، باستطاعة اي فريق ان يبدل بوجهة نظره لأن البديل من الحوار هو الفراغ والفراغ يؤدي الى الانفجار. نحن معنيون بحماية مسيرة هذه الحكومة ومعالجة كل القضايا بين القيادات السياسية». حزب «الطاشناق» وكان عون التقى وفداً من حزب الطاشناق برئاسة النائب العام هوفيك مختاريان، وتحدث باسمه النائب اغوب بقرادونيان الذي قال: «جئنا نضع حليفنا في اجواء اللقاءات التي قمنا بها مع القيادات السياسية، وبكل فرح نقول ان الاجواء ايجابية جداً. نرى على الارض اكثر من تنسيق كامل بين الاطراف وهذا ما يدل على إضعاف الهوة بينهم، واليوم نرى ان الوزراء يحضرون البيان الوزاري بكل جدية وفي فترة وجيزة سيكون البيان الوزاري حاضراً وستمثل الحكومة في المجلس النيابي لنيل الثقة». وقال: «نحن كحلفاء في تكتل التغيير والاصلاح أبدينا استعدادنا الكامل للعمل المشترك لمصلحة، ليس فقط التكتل، بل ايضاً المجلس النيابي والمواطن الذي اعطى ثقته لنواب الامة. العماد عون في تفكيره الواسع ورحابة صدره يعرف كيف يتعاطى مع هذه الامور ونحن ان كنا في الوزارة او المجلس النيابي، يد واحدة مع العماد عون لطرح كل المشاكل ولايجاد الحلول وطمأنة الناس. المرحلة المقبلة ستكون مرحلة استقرار وطمأنينة في لبنان». وعما اذا كان هناك خلاف بين الحزب وعون على حقيبة الصناعة، قال: «نحن لم نصر على وزارة الصناعة، اجتمعنا مع العماد عون وطرحنا اسم مرشحنا الوزير ابراهيم دده يان الذي هو رجل اعمال وكان الاتفاق ان يتولى دده يان وزارة الصناعة على ان يتولى الوزير عبود وزارة السياحة». وعما اذا كان «الطاشناق» سيتمثل على طاولة الحوار، اكد ذلك وقال: «غيابنا يعني انه ليس هناك من حوار لاننا من اول الداعين الى الحوار منذ الاستقلال والحرب في 1975 الى اليوم، نحن سنشارك في طاولة الحوار، واذا أراد غيرنا ان يشارك فليس لدينا اي مانع. واذا كان هناك اشخاص على حاولة الحوار يستطيعون ان يتحاوروا ويتواصلوا وان يطبقوا القرارات المتخذة في طاولة الحوار نكون وصلنا الى هدفنا، ونحن كحزب طاشناق لا نزال في المعارضة ونأمل بان نصل الى يوم نقول فيه لم يعد هناك معارضة وموالاة، اكثرية او اقلية، ولكن هناك تفكير لبناني موحد، كلنا نعمل لهذا التفكير، نحن نعتبر ان تاريخنا وطريقة تفكيرنا تساعدنا على ان تكون لدينا علاقات مع الجميع لنستطيع على قدر ما نستطيع ان نقرب وجهات النظر». «حزب الله» وكان وفد من «حزب الله» ضم اعضاء المجلس السياسي غالب ابو زينب، محمد صالح واحمد ملا، زار مقر حزب «الطاشناق» والتقى الامين العام هوفيك مخيتاريان، والنائب اغوب بقرادونيان وافيديس كيداتيان. وقال ابو زينب في تصريح: «في هذه المرحلة الايجابية بين الجميع نستبشر بأن الحكومة سترى النور قريباً ببيانها الوزاري، وسنشهد مرحلة يحتاج الجميع الى ان يضع كل طاقاته من اجل ان ينطلق الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان نحو الأفضل لأن الشعب اللبناني يستحق هذا الجهد ويستحق ان يكون له مستقبل واعد»، ورأى ان «اي حركة يقوم بها حزب الطاشناق في التواصل والتعاطي من شأنها ان تؤثر ايجاباً على الوضع في لبنان ونحن معها بالكامل». اما بقرادونيان فقال ان النقاش تناول المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية لا سيما البيان الوزاري «الذي نأمل باتفاق جميع اللبنانيين والأطراف السياسيين الممثلين في الحكومة وان يبصر النور في فترة وجيزة وعلى ان تنال الحكومة الثقة قريباً على اساس البيان الوزاري، كما ناقشنا بعض الامور التي تتعلق بالعلاقة بين الاحزاب بالإضافة الى الوضع الاقليمي والدولي». وشدد بقراودنيان على ان «الموضوع التركي ايضاً كان احد بنود النقاش، ونحن لا نزال نحذر من اي وصاية تركية، ليس فقط على لبنان، لا بل على العالم العربي، لأننا نحن ادرى الناس بهذه السياسات ونعرف بأن هناك عملاً كبيراً في تركيا للعودة الى الحلم العثماني في هذه المنطقة، في تحالفات مختلفة او في اوجه مختلفة وبمواقف ضد اسرائيل. ونحن في هذه المنطقة علينا ان نعرف عمق هذه السياسات وان نعرف مدى تأثيرها على لبنان والمنطقة».