واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – شنّت إيران حملة على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لكنها اعتبرت أن «أكاذيبه» أمام الكونغرس الأميركي لن تعرقل اتفاقاً تبرمه مع الدول الست المعنية بملفها النووي. وكان نتانياهو رجّح أن يبرم الجانبان «اتفاقاً سيئاً جداً»، معتبراً أن «العالم سيكون افضل حالاً من دونه». ورأى أن الاتفاق سيمكّن طهران من «امتلاك سلاح ذري بسرعة فائقة، وخلال سنة فقط، وفق تقديرات اميركية». وحذر من أن الاتفاق سيكون «عداً تنازلياً في اتجاه كابوس نووي محتمل» من دولة «ستبقى دوماً عدواً لأميركا»، داعياً الى «متابعة الضغط على نظام ضعيف جداً، خصوصاً في ظل انهيار أسعار النفط». وزاد: «فيما يأمل كثيرون بانضمام إيران الى مجموعة الامم، إلا انها تبتلع دولاً، ويجب ان نتحد لوقف مسيرتها الرهيبة». وعلّق الرئيس الايراني حسن روحاني قائلاً: «هذا الكيان الارهابي الأكثر اجراماً، يتحدث عن السلام والاخطار المستقبلية، فيما يشكّل الخطر الاكبر على المنطقة». وأضاف ان «العالم مسرور للتقدّم في المفاوضات بين ايران والدول الست، لأن ثمار هذا التقدّم والاتفاق يصبّ في مصلحة المنطقة والعالم. لكن كياناً عدوانياً واحتلالياً واحداً يرى بقاءه في ظل الحرب والعدوان، مستاء وغاضب من المفاوضات، ويخشى دوماً من السلام والاستقرار في المنطقة». واعتبر ان «شعوب العالم، وكذلك الشعب الاميركي، اكثر يقظة من ان يتحدث معهم بلغة النصيحة، كيان ديدنه اثارة الحروب وأنتج قنابل نووية ولم يوقّع معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، ويرفض السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآته النووية». وأكد روحاني ان تصريحات نتانياهو «ليس لها أي تأثير في ارادة الشعوب والحكومات»، وزاد: «مفاوضاتنا مع العالم مبنية على حسن النية في مقابل حسن النية، الصدقية في مقابل الصدقية، الاطمئنان في مقابل الاطمئنان، والثقة في مقابل الثقة». اما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فوصف خطاب نتانياهو امام الكونغرس بأنه «تهريج سياسي»، وتابع: «حضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني كان بمثابة مسرحية سياسية في الكونغرس، ما يظهر بلداً كبيراً يدعي انه يدير شؤون العالم، لكن كياناً مختلقاً يستغل برلمانه». وتحدث عن «ساعة من شعارات مكررة وتصفيق نواب من ذوي التبعية، ما يثير دهشة واستغراباً». واعتبر أن اسرائيل تخشى «نفوذ إيران» في المنطقة، وزاد: «اذا كانت اسرائيل او الكونغرس يرغبان في ان يشاهدا اسرائيل مقعدة، ليجرّبا العمل العسكري لكي يلقيا رداً ساحقاً من القوات المسلحة الايرانية». ورأت الناطقة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم أن «لا جديد» في خطاب نتانياهو، مضيفة أنه «مكرر ومملوء بأكاذيب وافتراءات». وقالت ل»الحياة» إن «هذه الاكاذيب لا طائل منها»، معتبرة أن نتانياهو «فشل في توظيف الرأي العام الاميركي لمصلحة سياسته الداخلية». وتابعت: «سعينا الى ألا تؤثر هذه الأجواء في المفاوضات، كما حذرنا الغرب من مغبة الرضوخ للضغوط والأكاذيب. ونعتقد بأن الدول التي تفاوضنا باتت مقتنعة بمواقفنا، ونأمل بالتركيز على مواقفها من اجل التوصل الى النتائج المتوخاة». وقاطع 60 من 232 عضواً ديموقراطياً في الكونغرس، خطاب نتانياهو الذي اعتبرته زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي «إهانة لذكاء الولاياتالمتحدة». وأضافت: «بوصفي شخصاً يعتزّ بالعلاقات الاميركية - الاسرائيلية واحب اسرائيل، أحزنني الاستخفاف بمستوى معرفتنا بالتهديد الذي تشكّله إيران». وذكرت أنها أوشكت على البكاء. وذكّر جان شاكوفسكي بتأييد نتانياهو إطاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وزاد: «ما سمعته يشبه محاولة لجرّ الولاياتالمتحدة الى حرب مجدداً». الى ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها سترسل وفداً الى طهران الاثنين المقبل، لمناقشة تفاصيل فنية في شأن النشاطات النووية الإيرانية.