عبر العديد من المواطنين والمواطنات عن استيائهم الشديد جداً، وهددوا برفع الأمر للقضاء للعمل على محاسبة الوزارة المعنية التي عملت على إدخال هذا المنتج إلى أسواق المملكة، وأسهمت في تعريف الأطفال ببعض الكائنات الموجودة على سطح الكرة الأرضية. بعيداً عن أنفلونزا الخنازير واللقاح الذي (حيّرنا) وبعيداً عن الأطروحات التي بعضها يفيد أن اللقاح قد يسبب بعض الأمراض والأعراض المخيفة وبين التأكيد الدائم أن اللقاح آمن! ما أثار استياء وغضب المواطنين والمواطنات ملاحظتهم عن وجود نوع من البسكويت على شكل حيوانات، وهؤلاء يعتقدون أن مجرد وجود صور لهذه الحيوانات قد تسهم في جعل الأطفال يحبونها ويألفونها ثم يتطلعون لأكلها لا على شكل بسكويت أنما بشحمها ولحمها! بعض التعليقات على بعض الأخبار تثير فضولي وتدفعني دفعاً لقراءتها لمعرفة توجهات وأفكار المجتمع، فأحد المعلقين أفاد بأن ما يحدث هو من آثار العولمة والبعض يفيد بأنها مؤمراة يهودية تستهدف الأطفال السعوديين. ما أعرفه هو أن تناول لحم الخنزير محرم للأسباب المعروفة.. فهل نحن كمجتمع لا نتمكن من توضيح ذلك لأطفالنا بكل صراحة ووضوح، وبعيداً عن محاولات طمس وجود حيوان مثل الخنزير على وجه الأرض؟ لماذا دائماً نتصور أن المؤامرات تُحاك ضدنا وننشغل عن السبب الرئيسي المتعلق بإدخال ما لا نقبله دينياً للأسباب المعروفة، والتي تعود لأن هذا الحيوان يتغذى على القاذورات وتناوله يتسبب في وجود بعض الأمراض. ما فائدة الطمس والإخفاء، وخصوصاً أن أطفالنا يتابعون برامج التلفزيون الخاصة بالأطفال والتي تحكي قصصاً عن الحيوانات مثل الأرنب والأسد والسلحفاة والقط والفأر وغيرها، على رغم أن الفأر أثار ضجة قبل فتره عقب حديث لأحد الشيوخ الأفاضل باعتباره حيواناً غير مرغوب به. عملت لفترة طويلة مع الأطفال، وأؤكد أن الأطفال على رغم صغر سنهم لديهم قدرة هائلة على الاستيعاب والفهم عن طريق التحاور الخالي من فرض الرأي، ولم ألحظ أي اتجاه ولا رغبة في تناول لحم الفأر، لأنهم فقط يحبون مشاهدة شقاوته مع القط، ولم يطلب أحد منهم أو يعلن رغبته في تناول الكتكوت مثلاً. الأطفال أذكى كثيراً مما نعتقد بأنهم مخلوقات لا تتعلم ولا تفهم إلا بالتوجيهات. ربما آن الأوان الآن ونحن نعيش نهضة حضارية رائعة أن نتفهم أن وجود بعض الرقائق والخبز الذي يخبز على هيئة تماسيح أو مجرد وجود بسكويت على هيئة الحيوانات يتطلب منعه من السوق، ويستوجب معاقبة الذين سمحوا بدخوله، (أتركونا) من بسكويت الخنازير والكلاب وأفيدونا بشأن اللقاح، هل نسمح لأطفالنا بتناوله في المدارس أم لا؟ [email protected]