ربما أثار هذا الخبر شعوراً خاصاً بالنسبة إلى الذين يتابعون جريمة إغتيال الشهيد رفيق الحريري، وكذلك الحال بالنسبة إلى المبتلين بالعمليات الإنتحارية يومياً في العالمين العربي والإسلامي. ويربط بين الأمرين أشياء كثيرة، خصوصاً الخليوي. فقد أظهر غير شريط أن الخليوي يرافق كثيراً من الإنتحاريين حتى اللحظة الأخيرة من عملياتهم. وكذلك ركز التحقيق الدولي في جريمة إغتيال الحريري على دور الخليوي في تلك العملية. وأفاد خبر نشره "معهد الهندسة الكهربائية والالكترونية" في الولاياتالمتحدة أخيراً، أن أحد الشركات الأميركية تمكنّت من صنع أداة تُمكنّ المحققين من إعادة تركيب مسرح الجريمة، إنطلاقاً من الخليوي. وتُسمى هذه الأداة "فلاشر بوكس" Flasher Box. وعند العثور على خليوي في مكان الجريمة، يكفي اخراج بطاقة الذاكرة من ذلك الجهاز، ثم وضعها في "فلاشر بوكس"، ووصله الى الكومبيوتر. ويعمل برنامج متخصص في تلك الأداة على فك شيفرة المعلومات في الخليوي، ونقلها الى الكومبيوتر، حيث تظهر بصورة منظّمة، إذ تُجمع المعلومات بحسب نوعها. وهكذا، تظهر المعلومات التي كانت على الخليوي، كاشفة المكالمات وأوقاتها ومدتها وجهات الاتصال، والأشخاص المسجلين على قائمة الاتصال، والعناوين الإلكترونية، والصور وأشرطة الفيديو، وقائمة المواعيد وحتى المواقع الإلكترونية التي دخلها حامل ذلك الهاتف، سواء أدخلها مستخدماً الخليوي مباشرة أم عبر خط الخليوي المتصل بشبكة الاتصالات التي كان يحصل منها على الخدمات. وتعتبر "فلاشر بوكس" إضافة جديدة الى أدوات العاملين في مجال "الجنائيات الرقمية" ("سايبر فورنزكس" cyber forensics) التي باتت فرعاً متوسّعاً في العمل الجنائي والقانوني في الغرب. ___________ * إعداد