أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، نية الهيئة ترشيح وسط الهفوف التاريخي لدخول «لائحة منظمة اليونيسكو العالمية للتراث العمراني». فيما أعلن خلال حفلة افتتاح ملتقى التراث الوطني الرابع في أبها فوز مشروع سوق النساء الشعبية بالدمام بجائزته للتراث العمراني. وتمكنت الهيئة العامة للسياحة والآثار، من تسجيل جدة التاريخية على لائحة التراث العالمي، وهو الموقع الثالث الذي تسجله المملكة على هذه اللائحة بعد مدائن صالح والدرعية. وقال الأمير سلطان: «نستعد الآن لتقديم موقع جبة والشويمس في منطقة حائل كموقع عالمي للرسوم الصخرية. كما تمت الموافقة من مجلس الوزراء على تسجيل عشرة مواقع جديدة في مناطق مختلفة، ومنطقة وسط الهفوف التاريخي تقع في أولى تلك المواقع». بدوره، اعتبر أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، الإعلان عن إجراءات تسجيل وسط الهفوف التاريخي في لائحة التراث العالمي، «مكسباً كبيراً للمملكة لمحافظتها على الموروث الثقافي والهوية الوطنية، وتسجيلها سيضعها على خريطة المواقع السياحية والتراثية العالمية». وأضاف: «إن الأمانة حريصة على استكمال البنية التحتية لجميع مواقع المنطقة التاريخية، لتكون جاهزة وتتوافق مع أنظمة وتعليمات «اليونيسكو»، وسيكون للشراكة مع الهيئة دور في تحقيق الأهداف الرامية لتعزيز جانب التراث العمراني للمنطقة»، لافتاً إلى أن هذه المنطقة «جديرة بالتسجيل في لائحة التراث العمراني، وما زالت تحتفظ بالنسيج العمراني التراثي القديم «المميز»، مع البدء في أن تأخذ جميع المباني الحديثة في هذه المنطقة الشكل التراثي، من ناحية الواجهات والارتفاعات، وهو يعطي توجهاً نحو تسهيل إجراءات التسجيل». إلى ذلك، حصدت أمانة المنطقة الشرقية المرتبة الثانية من جائزة «الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني» على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، عن مشروعها «تصميم إعادة إحياء السوق الشعبية النسائية في الدمام». وقام رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة التراث الخيرية بتسليم أمانة الشرقية جائزة التراث العمراني، ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع. وأكدت أمانة الشرقية حرصها على «إظهار القيم العمرانية من خلال المشاريع التي تحاكي التراث العمراني وتعزيز الصورة الذهنية للمدينة من خلال الثوابت والمكونات العمرانية واستخدامها ضمن إطار تنفيذي يتلاءم مع المتطلبات المعاصرة». ويقوم مركز التراث العمراني في الإدارة العامة للتخطيط العمراني بالأمانة بإعادة تأهيل مبنى أول بلدية بالدمام، ليصبح مركزاً للتراث العمراني من خلال وضع مخططات تصميمية تقوم بها الأمانة ليصبح متحفاً يحكي قصة مدينة. وسبق للسوق الشعبية النسائية أن حصلت على جائزة «سيتي سكيب جدة 2014»، من خلال عملية تقويم لجنة تحكيم دولية، وذلك عن فئة المشاريع الثقافية والاجتماعية لناحية إعادة تأهيله وتطويره. وتقوم فكرة السوق على إعادة إحياء السوق التاريخية النسائية الشعبية التي تجاوز عمرها 40 عاماً، لوضعها مرة أخرى على الخريطة العمرانية والسياحية لحاضرة مدينة الدمام. وروعي فيها ربط المشروع عمرانياً بأنشطة المشاريع المجاورة للمشروع والمحيطة به وجعلها منظومة استثمارية تكاملية واحدة. وكانت جودة المخرجات الحضرية والمعمارية تعكس هوية الشرقية مستخدمة اللغة والمفردات التي ميزت مفرداتها ولغتها المعمارية، إذ تصبح السوق مقصداً سياحياً ضمن بيئة تحقق حاجات المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة آمنة ما يسهّل ويشجع على الحركة داخل السوق. وركزت الأمانة في هذا المشروع على أهداف استراتيجية تمثلت أيضاً في احتضان الكثير من النساء صاحبات المشاريع الصغيرة والمنتجة ومن ذوي الدخل المحدود لعدد مئة وخمسة وستين مبسطاً يتم إيجارها عليهن برسوم رمزية تشجيعاً ودعماً لدورهن في المجتمع. كما حرصت الأمانة ضمن البرنامج الوظيفي للمشروع، على عمل مركز تدريب حرفي لهذه الفئة من المجتمع في نفس مكونات المشروع لمساعدتهن في تطوير مهارتهن ودعم استثمار منتجاتهن من خلال عرضها وبيعها في الأكشاك والمباسط المخصصة لذلك. ويحوي المشروع 57 محلاً تجارياً بأنشطة متنوعة بما فيها مقاهٍ شعبية درست مواقعها بعناية لتحقيق تكامل الأنشطة الخدمية والتجارية للمشروع في الوقت الذي يتوسط المشروع ساحة أعدت لاحتضان المناسبات والاحتفالات التي تدعم فكرة وأهداف المشروع التي تقام على مدار العام مثل الحفلات الشعبية والمعارض والمناسبات الوطنية وغيرها من مناسبات أخرى.