شنت مقاتلات النظام السوري أمس غارات أخرى على مدينة الرقة شمال شرقي سورية بعد يومين على المجزرة التي ارتكبتها، في وقت قتل عشرات بكمين نصبته قوات النظام و «حزب الله» قرب دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «استشهد 7 مواطنين بينهم طفل دون سن ال18 و3 مواطنات على الأقل، جراء تنفيذ الطيران الحربي 8 غارات على مناطق في مدينة الرقة». وكان «المرصد» أشار إلى أن الغارات «استهدفت منزلاً لقاضٍ عند منطقة جامعة الاتحاد مقابل مركز جباية الضرائب في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى من أفراد عائلة القاضي. كما استهدفت الغارات حاجزاً للتنظيم بين منطقة الجسر العتيق ومطعم الجود الذي يرتاده عناصر التنظيم ومنطقة مدرسة سكينة التي تتألف من مبنيين أحدهما يتخذ كصفوف لتدريس الطلاب، والمبنى الآخر يعد مقراً لتنظيم «الدولة الإسلامية»، إضافة لاستهدافه ومنطقة مدرسة قرب المحكمة ومنطقة المشفى الوطني». وكان «المرصد» ونشطاء أشاروا الى سقوط 221 جريحاً وقتيلاً معظمهم من المدنيين بغارات شنتها مقاتلات النظام على الرقة. ونددت الولاياتالمتحدة بالغارات الجوية «المروعة» التي شنها طيران النظام السوري على مدينة الرقة، متهمة النظام بارتكاب «مجزرة متواصلة». ونددت وزارة الخارجية الأميركية بالغارات متهمة نظام الرئيس بشار الأسد بأنه لا يقيم أي اعتبار للحياة البشرية. وقالت الناطقة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان: «نشعر بالهول حيال التقارير التي تفيد بأن الغارات الجوية التي شنها نظام الأسد (الأربعاء) في الرقة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين ودمرت مناطق سكنية». وأضافت أن «المجزرة المتواصلة التي يرتكبها نظام الأسد بحق مدنيين سوريين تفضح بشكل أكبر قلة اعتباره المشينة للحياة البشرية». وأكدت أن الأسد فقد شرعيته وتتوجب محاسبته على أفعاله. وصرحت: «قلنا بوضوح إن الأسد فقد منذ فترة طويلة أي شرعية لممارسة الحكم وإنه تنبغي محاسبة النظام السوري على وحشيته وفظاعاته بحق الشعب السوري». كما نددت بساكي بالتجاوزات المتواصلة التي يرتكبها النظام السوري على صعيد حقوق الإنسان وانتهاكاته للقانون الدولي، متهمة دمشق بارتكاب «جرائم قتل واحتجاز رهائن واختفاءات قسرية وتعذيب واغتصاب وعنف جنسي واستخدام براميل متفجرة بشكل عشوائي». في دمشق، قتل العشرات في كمين نصبته القوات النظامية واستهدف مجموعة من المسلحين الذي كانوا ينتقلون من منطقة إلى أخرى في ريف دمشق الشرقي في وقت متأخر من ليل الأربعاء، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ومصدر في حزب الله اللبناني وناشطون أمس. ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة تقضي بكمين محكم على خمسين إرهابياً أثناء محاولتهم الفرار من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية باتجاه مدينة الضمير بريف دمشق». غير أن مصدراً في «حزب الله» الذي يقاتل في سورية إلى جانب قوات النظام، قال إن عدد قتلى الكمين بلغ 30 مسلحاً، مشيراً إلى أنه جرى بعد وقوع الهجوم استهداف «آلية تابعة للمسلحين بصاروخ موجه بعد خروجها (...) لانتشال الجرحى (...) وقد قتل كل من كان في الآلية من مسلحين وجرحاهم». من جهة أخرى، قال «المرصد السوري» إن «30 رجلاً على الأقل استشهدوا وسقط عدد من الجرحى في الكمين الذين نفذه عناصر من حزب الله اللبناني وقوات النظام في وقت متأخر من ليل (أول من) أمس»، مضيفاً: «كما استهدفت قوات النظام بصاروخ سيارة قدمت لإنقاذ الجرحى وسحب جثامين الرجال». وتشكل الغوطة الشرقية معقلاً لمقاتلي المعارضة تحاصره قوات النظام منذ أشهر طويلة في محاولة لطردهم منه. وقد أحرزت هذه القوات تقدماً على الأرض خلال الفترة الماضية في محيط العاصمة. في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إنه «ارتفع الى 9 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، على الجهة الشمالية من مطار أبو الضهور العسكري، من طرف قريتي المستريحة وحمامات الداير، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين وأنباء عن خسائر بشرية في صفوفهما». وزاد: «تعرضت مناطق في بلدة عين لاروز في جبل الزاوية لقصف من قبل قوات النظام، فيما وردت معلومات عن استشهاد مواطنة جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي».