«الشعر وجع يشفي من الوجع ودواء لمن كانت هي الداء»، بهذه الجملة بدأ الدكتور خالد الغازي تقديمه لشاعرين شماليين مثّلا نادي الحدود الشمالية الأدبي، فأبدعا في الأمسية التي أقيمت أخيراً على مسرح نادي الأحساء الأدبي في ختام فعاليات الشراكة الأدبية لملتقى هجر والأوداة. الأمسية التي تعانق فيها العاطفي بالوطني بالإنساني بدأها الشاعر حمدان العنزي بقصيدة غزل في الأحساء قال في مطلعها: «إنها الأحساء يا قلب انطلقْ/ وتعلم كيف تجتاز الأفق إنها الأحساء حضْنٌ كلّها/ لا تخف من عثْرةٍ أو من زلقْ قطعةٌ منّي ولا أعرفها/ آهِ ما أقسى تضاريسَ الورق». ألقى الشاعر خليف الشمري نصاً وجدانياً قال فيه: «بعدها هم أسرجوا ليل الطموحِ وغابوا/ كيف السبيل إليه يا أحبابُ لا تسألوني من أنا يا سادتي/ هذا سؤال ليس عنه جوابُ فأنا الغريب على شواطئ موطني/ والعاشقون جميعهم أغرابُ». وكان للأنثى حضورها لدى حمدان الذي لم يتوانَ عن تنفيذ مطلب ابنته (روان)، في أن يخصها بقصيدة يلقيها من أجلها في كل محفل: «بعضي لبعضي عدو لا أزالُ أنا/ أشكو إلى الليلِ من شُحِّ ابتساماتي روان يا وردةً في القلب طاهرة/ يا أجمل العمر يا أحلى حكاياتي صغيرتي أن رأيت الدمع يغرقني/ فإنما الدمع من فرط ابتهالاتي». بعدها أعقبه الشاعر الشمري بنصّ وجداني يقول فيه: باقٍ على طرقات العمر أرتجفُ/ ما ثم من معطف عندي فألتحفُ». بعدها ألقى رئيس نادي الأحساء الأدبي كلمة شكر وتقدير للشاعرين وللضيوف قال فيها: «إن نادي الحدود الشمالية هو من خطط وبدأ وتبنّى هذا الملتقى، وإن هؤلاء رجال وطن وشعراء كلمة طيبة في الشكل والمضمون، ونحن أمة لا تحتاج إلى شعر أجوف خالٍ من القيم، وإنما نحتاج إلى ما يعبّر عن قيمنا ومبادئنا الوطنية السامية». وكان الملتقى الثاني بين هجر والأوداة قد بدأ قبل الأمسية بيومين زار خلاله ضيوف الملتقي القادمون من منطقة الحدود الشمالية بعض الأماكن الأثرية والسياحية في الأحساء، كما أقيمت ندوة افتتاحيه عن المنطقة شارك فيها رئيس النادي الأدبي ماجد المطلق الذي عرف بمعنى كلمة (الأوداة) بأنها جمع أودية بلغة أهل طي، وهو لفظ يدل على كثرة الأودية في المنطقة التي تغنى بها شعراء كثر كان من بينهم الفرزدق، كما تحدث المطلق عن الحدود الشمالية وركز على عرعر التي تقع بالقرب من العديد من العواصم العربية كبغداد وعمان والكويت ودمشق. وشارك المطلق الباحث مطر بن عايد العنزي، الذي تناول تاريخ الحدود منذ ما قبل التاريخ والآثار التي تتضمنها المنطقة.