أكد نائب رئيس نادي الطائف الأدبي قليّل الثبيتي أن المتخوفين من استحداث جائزة الشاعر محمد الثبيتي لا يدركون طموحات «أدبي الطائف»، وأنهم ربما لا يستوعبون حجم قدراته. وقال في حوار مع «الحياة» إن جائزة الثبيتي من أكبر الجوائز التي تقدمها المؤسسة الثقافية في السعودية، إذ إن قيمتها 200 ألف ريال. وأوضح الثبيتي أن دمج جمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية سيخلط الأوراق ويقوض المهمات، كاشفاً عن خطة للنشاط المنبري يزمع النادي تنفيذها في الفترة المقبلة تضم العديد من الأسماء البارزة، ومن بينها عبدالله الغذامي ومرزوق بن تنباك وعالي القرشي والأمير سيف الإسلام بن سعود والشاعر سعد الحميدين وغيرهم. إلى نص الحوار: هل تجاوز نادي الطائف الأدبي أزمته مع بعض أعضاء المجلس السابق؟ - لا يعاني نادي الطائف أزمة من أي نوع مع أي أديب أو مثقف. ولعل أعضاء إدارته السابقين على تواصل دائم مع النادي ويشاركون في جميع فعالياته ليس ذلك فقط، بل إن بعضهم يعمل معنا في ترؤس بعض اللجان، فعلى سبيل المثال يتولى الدكتور عالي القرشي - وهو من أعضاء المجلس السابق - أمانة جائزة الشاعر محمد الثبيتي، وهو أضخم مشروع يقدمه النادي ويحرص على نجاحه. كما يتولى الشاعر أحمد البوق رئاسة تحرير مجلة «وج»، وهي مطبوعة لها قيمتها الأدبية والثقافية، ليس على مستوى النادي بل على مستوى الوعي الثقافي في المملكة. وبقية الأعضاء يشاركوننا إنجازاتنا وفعالياتنا داخل النادي وخارجه، ويرافقون النادي عند إقامة فعالياته في المحافظات الخارجية والمراكز التابعة لها. لكن ماذا عن استقطاب النادي للكتاب والمثقفين؟ - نحن نعمل على أن يكون النادي بيئة جاذبة للمثقفين عموماً من كتاب ومثقفين وأساتذة جامعات وكل من لديه ميل أدبي وثقافي، وذلك من خلال ما نقدمه من برامج وفعاليات نحسب أنها تفيد المتابع والمهتم بالشأن الثقافي، كذلك لا نتوقف عند تقديم المادة الثقافية والأدبية، بل إننا نحاول جاهدين أن نجعل جميع رواد النادي وجميع الكتاب ممن يشاركون في الفعل الثقافي، من خلال الإسهام في إدارة المحاضرات والأمسيات الشعرية والقصصية وفي ورش العمل الإبداعية والثقافية في المنتدى، الذي افتتحه أخيراً المدير العام للأندية الأدبية. أما في ما يخص الإعلان عن مناسبات وفعاليات النادي، فلا شك أننا نستثمر جميع القنوات التقنية، مثل الرسائل على جوالات المثقفين، وكذلك الإعلان على موقع النادي، وما تنشره وسائل الإعلام المقروءة والمرئية. فالنادي لديه قاعدة بيانات لجميع المثقفين في المحافظة وخارجها، ويعمل على التواصل معهم باستمرار. هناك من يرى أن اسم صاحب جائزة الثبيتي أكبر من الجائزة؟ - الذين يبدون تخوفهم من استحداث جائزة باسم الشاعر محمد الثبيتي لا يدركون طموحات نادي الطائف الأدبي، وربما لا يستوعبون حجم قدراته. الجائزة يعلم الجميع أنها من أكبر الجوائز التي تقدمها المؤسسة الثقافية في بلادنا وقيمتها 200 ألف ريال وهي ثلاثة أفرع: 1- التجربة الشعرية 2- الديوان الشعري 3- البحث والدورة الحالية عن شاعرية محمد الثبيتي. وشكل النادي أمانة للجائزة من أكبر أساتذة الجامعات في المملكة، وترك لهم رسم تصور الجائزة ووضع شروطها وآلياتها. والنادي يدرك تماماً أن الشاعر محمد الثبيتي رمز من رموز الحركة الشعرية في بلادنا له وزنه وقيمته، لذا كانت الجائزة تليق به، وهو جهد من النادي يتطلع من خلاله إلى خدمة هذا الرمز وتخليد اسمه، ونحن في نادي الطائف الأدبي الثقافي نتمنى أن تحذوا الأندية الأدبية الأخرى حذونا، وأن تخلد أسماء رموز مناطقهم الإبداعية بجوائز أدبية تليق بهم، ولعل الأسماء التي فازت بالجائزة في دورتها الحالية تدل على قيمة الجائزة وسعة أفقها، إذ فاز الشاعر علي الدميني بالفرع الأول «التجربة الإبداعية»، وفاز الشاعر أحمد حسن محمد بفرع «الديوان الشعري»، وفاز الدكتور طارق شلبي بفرع «البحث». وجميع هذه الأسماء هي أسماء لامعة في أفق الإبداع العربي. ومما لا شك فيه أن تقديم النادي لمثل هذه الجائزة يعد تجربة جديدة لم يسبق للنادي أن خاضها، لذا ستكون محل تقويم ودرس لدورتها الأولى، وستكون هناك أفكار ومقترحات لتطوير الجائزة، وهذا بلا شك يشترك فيه النادي مع أمانة الجائزة، سعياً منهما لرسم مستقبل الجائزة وفق آليات عمل تحقق الهدف الذي استحدثت لأجله. كيف ترى دمج الأندية الأدبية مع جمعية الثقافة والفنون؟ - من وجهة نظري الخاصة أرى أن الأندية الأدبية لها عملها المتمثل في إدارة الحراك الأدبي والثقافي، أما جمعيات الثقافة والفنون فتعمل على إدارة الحراك الفني والثقافي. وفكرة الدمج قد تخلط الأوراق وتقوض بعض المهمات، خصوصاً أن لكل من المؤسستين جمهورهما المختلف تماماً. هذا إذا كان الدمج بخصوص العمل والإنجاز، أما لو كان الدمج على مستوى المنشآت فلا أظن أن هناك أية إشكال. ونحن نثق أن وزارة الثقافة والإعلام لن تقدم على خطوة كهذه إلا بعد درس مستفيض وقراءة جيدة لمسيرة الأندية الأدبية والجمعيات، وفي حين عزمت الوزارة على دمج هذه المؤسسات فلن يكون ذلك عشوائياً، بل من خلال خطط مدروسة وآليات متطورة تكفل لكل من الأديب والمثقف والفنان حقوقهم وتقدم لهم الخدمة والدعم والرعاية التي يحتاجون. إلى ما تعزون خلافات بعض الأندية الأدبية واستقالات بعض أعضاء مجالسها؟ - لعل اختلاف وجهات النظر ظاهرة إيجابية، وكثيراً ما تقدم نمواً معرفياً وفكرياً، والإنسان عموماً يطور نفسه من خلال الاختلاف مع الآخر، ما يزيد ثقافته عمقاً وفكرة تسامياً، وما يحصل في بعض الأندية الأدبية من خلافات إنما هو نتاج ثقافات مختلفة، ولا شك في أن مثل هذه الخلافات التي تصل إلى درجة تقديم استقالات جماعية من مجالس إدارات بعض الأندية تقلق المشهد الثقافي وتؤثر سلباً في إدارة الحراك الأدبي والثقافي على مستوى أنديتهم وعلى مستوى المملكة عموماً. ومما لا شك فيه أن تلك الخلافات ليست إفرازات لعملية الانتخابات، إذ إن هناك أندية أديبة حدثت فيها خلافات كبيرة انتهت بتخلي رئيس النادي عن منصبه قبل تجربة الانتخابات، لذا أتمنى على جميع أعضاء مجالس الأندية الأدبية تغليب روح التسامح والعمل لأجل الرسالة الأدبية والثقافية التي حملوا إياها، وترك الخلافات التي تعطل كثيراً من المشاريع الإبداعية وتحبط العديد من الطموحات الكبيرة.