يخيم الوضع الأمني وتداعيات التفجيرات الأخيرة على الساحة اللبنانية. وعرض الرئيس ميشال سليمان في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين أمس مع وزير المال محمد الصفدي الاحتياطات المتخذة لمواجهة هذه المرحلة والظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة. وكان سليمان التقى النائب عماد الحوت مع وفد من مؤسسات «الجماعة الإسلامية» في إقليم الخروب. وعبر الحوت عن «رفض الأمن الذاتي والإصرار على قيام الدولة بواجبها في هذا الملف ودعمها فيه»، مطالباً بتطبيق ذلك على الجميع وفي كل المناطق من دون استثناء، كما طالب بالتوقف عن تكرار الحديث عما يسمى «الإرهاب الإسلامي»، خصوصاً أن «التحقيقات الأولية في متفجرات طرابلس تؤشر إلى الجهة نفسها التي كانت خلف ميشال سماحة». وفي سياق التدابير الوقائية التي بوشر اتخاذها للحفاظ على أمن المواطنين، عقد اجتماع في مركز محافظة بيروت، برئاسة المحافظ ناصيف قالوش حضره رئيس مجلس بلدية بيروت بلال حمد، وعدد من المسؤولين المعنيين. وأفاد بيان للبلدية بأن المجتمعين تداولوا «التدابير الميدانية اللازمة لتوفير الحد الأقصى من الإجراءات التي تنعكس إيجاباً لتأمين السلامة العامة في ضوء المستجدات الأمنية الراهنة». وأضاف: «تم تحديد ميادين عدة تصب في تحقيق نتائج إيجابية يجري اتخاذها على مستويات عدة: الإجراءات الفورية، الإجراءات المتوسطة والبعيدة الأمد، والتدابير العاجلة لتأمين وسائل وتقنيات لوجيستية حديثة». وتطرق المجتمعون إلى آلية الإجراءات المشار إليها من خلال التنسيق بين قوى الجيش المنتشرة في بيروت وقيادة شرطة بيروت في قوى الأمن الداخلي وقيادتي فوجي إطفاء وحرس بيروت التابعين للمحافظة، وتكثيف التواجد الأمني في الشوارع الحيوية التي تشهد حركة كثيفة، واتخاذ تدابير أمنية أمام دور العبادة والمجمعات التجارية والسياحية المختلفة، والتشديد على التنسيق بين القوى المذكورة أعلاه على مدار الساعة». وأعلن حمد في مؤتمر صحافي بعد جلسة استثنائية للمجلس البلدي أنه «انطلاقاً من اعتبار الأمن في العاصمة خطاً أحمر وأن الواجب الوطني يستوجب اتخاذ إجراءات استثنائية تهدف إلى تعزيز ثقة المواطن بالأمن، قررنا تركيب شبكة كاميرات تغطي شوارع بيروت متصلة بغرفة تحكم وتتمتع بمواصفات حديثة، والطلب من الإدارة اتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع القرار موضع التنفيذ في أسرع وقت». وأضاف: «وقررنا في وقفة تضامنية مع اللبنانيين الذين تعرضوا لأضرار بالغة نتيجة التفجيرات الآثمة في منطقة الرويس ومسجدي التقوى والسلام في طرابلس، التبرع بمبلغ 150 مليون ليرة لكل من بلدية حارة حريك، بلدية الميناء وبلدية طرابلس تدفع للمتضررين تعبيراً عن وقوف أهل بيروت إلى جانب أهلهم في الرويس والميناء وطرابلس». إلى ذلك عقدت جمعية تجار بيروت اجتماعاً تجارياً موسعاً وطارئاً، برئاسة نقولا شماس. وتطرق البحث إلى قرار الهيئات الاقتصادية القاضي بإعلان الإقفال العام الأربعاء المقبل، ما لم تشكل الحكومة العتيدة، قبل هذا التاريخ. وحذر المجتمعون، في بيان، «من خطورة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في ضوء الاحتقان السياسي القاتل، والفلتان الأمني المستشري». وحضوا التجار من «المناطق والمذاهب والمشارب على الوقوف صفاً واحداً والترفع فوق الانشقاق السياسي، والارتقاء إلى الفضاء الوطني الرحب بالتزامهم قرار الإقفال للتعبير عن مشاعر الحزن والغضب تحت شعار «كفى كفى كفى». تفعيل عمل الأجهزة في كسروان وفي كسروان، عقد اجتماع أمني، بناء على دعوة من القائمقام جوزف منصور، تقرر بنتيجته الطلب من البلديات تفعيل عمل الشرطة البلدية والحراس الليليين، تركيب كاميرات مراقبة، وضع بطاقة تعريف للسيارات التي تركن في المواقف العامة وأمام المحال، الطلب من أصحاب المحال و«نواطير» الأبنية التعاون في مراقبة السيارات الغريبة والاتصال عند الضرورة بغرفة العمليات على الرقم 112.