نفى ذوو السعودي فهد إبراهيم الدويرج المقتول في ولاية ماردين التركية، أن يكون سبب مقتله مظاهرات غير مرخصة للاحتجاج على موقف الحكومة التركية من منع أكراد تركيا من مناصرة أكراد سورية في هجمات تنظيم «داعش» على مدينة عين العرب السورية «كوباني». وكشف محمد إبراهيم الدويرج، وهو شقيق المقتول، أن أخاه كان محتجز لدى إحدى الجماعات الإرهابية قبل مقتله بيوم. وقال الدويرج ل «الحياة»: «تلقيت اتصالاً من زوجة أخي، تفيد بضرورة حضوري إلى تركيا من أجل تخليص فهد». وأضاف: «ذهبت إلى تركيا لمساومة هذه الجماعة الإرهابية مادياً، لكن بلغني نبأ مقتله فور وصولي». وبدأ الدويرج سرد تفاصيل الحادثة، موضحاً أنه لم يتسلّم البلاغ بشأن الواقعة من السفارة السعودية في أنقرة. وذكر أن الاتصال ورده من زوجة أخيه المقتول، وذلك في الثالثة والنصف عصر الأربعاء الماضي، موضحاً أنها أبلغته باحتجاز زوجها المقتول من جانب إحدى الجماعات الإرهابية، لافتاً إلى أن «القتيل اتصل بها، وأبلغها بضرورة التصرف وإبلاغ أهله وذويه». وأشار محمد إلى أنه انتقل من منطقة الجوف إلى جدة، وصولاً إلى أسطنبول، ثم أنقرة مباشرة. وقال: «لم أكن أعرف تفاصيل الاحتجاز، وتوقعت أن يتم مساومتي مادياً في مقابل إخراجه»، مؤكداً أن هدفه كان «التوصّل إلى شقيقي حياً أو ميتاً، للعودة به إلى السعودية». وأوضح أنه كان على «تواصل مباشر مع زوجة أخي وذويها». وذكر الدويرج أنه حاول الوصول إلى ولاية ماردين، إلا أنهم أبلغوه باشتعال المظاهرات، ما منعه من التوجّه إلى هناك. فقرر التوجّه إلى السفارة السعودية في أنقرة، لإيجاد حلّ ومساندة أخيه، لافتاً إلى أنه تلقى نبأ مقتل أخيه، إضافة إلى استلامه صوراً تفيد استجواب أخيه وعديله (المقتول الآخر)، وذلك من أشخاص مجهولين. وتابع: «وصلت إلى السفارة في التاسعة ليلاً»، مشيراً إلى أنه لم يرده أي اتصالات من تلك الجماعة قبل سفره، لكنه احتمل وجود «مساومات ماديّة»، ما دفعه للسفر رغبة في إنهاء المشكلة. ولفت محمد الدويرج إلى أنه قابل السفير السعودي في أنقرة الدكتور عادل مرداد في اليوم التالي، مستبعداً أن يكون لأخيه المقتول «انتماءات لأي تنظيمات أو أحزاب إرهابية»، مشيراً إلى أنه «رجل أعمال معروف، وله اسمه ومكانته في المجتمع، والجميع يشهد له بالخير»، كاشفاً عن أن هذه المرة الخامسة التي يسافر فيها إلى تركيا لزيارة ذوي زوجته التي تحمل الجنسية السورية، وقضت معه نحو عشرة أعوام. وأشار إلى أن أخاه استأجر منازلاً لأهل زوجته في الفترة الأخيرة، وبعد الحادثة عادت زوجة أخيه معه إلى السعودية. وطالب الدويرج السفارة ب «الوقوف على الواقعة، وكشف المتسببين في مقتل أخيه»، موضحاً أنه لا يزال ينتظر «نتائج التقارير الطبية التي ستصدر غداً (اليوم الثلثاء)»، مشيراً إلى أنه سيبدأ في المطالبات بعد انتهاء العزاء. وانتقد تساهل السفارة في قضية مقتل أخيه، موضحاً أنها «لم تتجاوب إلا بعد 24 ساعة من الحادثة». وأكد أنه سيسعى للقاء وزير الخارجية، «لإطلاعه على التفاصيل كافة، وشرح ما حدث لاستعادة حقنا من المتسببين». بدورها، أبدت السفارة السعودية في أنقرة عدم رغبتها في التسرّع بالحكم على ما تم تداوله من معلومات، حول حادثة الاحتجاز، واتهام المقتول بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية. وأحال السفير الدكتور عادل مرداد في حديثه إلى «الحياة»، الموضوع إلى «ما تسفر عنه التحقيقات، التي ستعلن نتائجها قريباً من جانب السلطات التركية»، لافتاً إلى أنهم في السفارة قاموا «بتسخير الإمكانات كافة لمتابعة الموضوع عن كثب»، مؤكداً أنه «لا توجد أية معلومات مؤكدة حتى الآن بشأن الحادثة التي وقعت، وراح ضحيتها الدويرج وآخرين كانوا معه». ولفت مرداد إلى أن السفارة «تتابع الموضوع مع السلطات التركية عن كثب»، وتوقع أن يصلهم التقرير الطبي لحادثة مقتل الدويرج هذا الأسبوع، موضحاً أن هناك «تقارير واستنتاجات بشأن ورود معلومات حول احتجازه قبل مقتله، ولكن يجانبها الصواب»، مضيفاً: «إن السفارة لا تصدر أحكاماً ما لم تكن هناك معلومات موثقة»، لافتاً إلى أنهم في «انتظار ما تسفر عنه تحقيقات السلطات التركية حول ملابسات مقتله، وسنتابع هذا الموضوع عن كثب».