في عام 1934 ومن مصنع صغير في مدينة مانشيستر الإنكليزية، قرر الأخوان هارولد ووالس هامبراير إطلاق ماركة جديدة للملابس الرياضية، حينها لم تكن للألبسة الرياضية الهالة ذاتها التي تحظى بها اليوم، وكانت الملابس التي تختارها الأندية للاعبيها في الغالب مصنوعة في محال قريبة من مقرات الأندية. لكن «أمبرو» كانت مصرة منذ البداية على اتخاذ نهج مغاير، فبحثت منذ أيامها الأولى عن فرق مستعدة لارتداء قمصانها حصراً، تلك الخطوة تحولت واقعاً في العام 1952، حين ارتدى اللاعبون البريطانيون المشاركون في الأولمبياد الصيفية كافة ملابس مصنعة من «أمبرو»، تلك الرعاية امتدت إلى 20 عاماً. الخطوة الأولى أعقبتها خطوات حثيثة عدة، ففي العام 1958 توّج البرازيل بلقب كأس العالم، ليكون بذلك الفريق الأول الذي يتوج باللقب، مرتدياً قمصان «أمبرو» التي ارتدى 15 فريقاً من أصل 16 مشاركاً في كأس العالم، تلك قمصانها، وفي العام ذاته تعاقدت «أمبرو» مع أعرق الأندية الإنكليزية مانشيستر يونايتد، قبل أن تنجح في التعاقد مع منتخب «الأسود الثلاثة» الذي حقق لقبه العالمي الوحيد عام 1966، مرتدياً قمصان «أمبرو». تحقق للشركة الإنكليزية ما كانت تريد، وتوطدت علاقتها بالمنتخبات والأندية حول العالم، وتطورت صناعتها، فقررت الدخول للمنافسة على صناعة الأحذية التي كانت «أديداس» تملك الأسبقية والأفضلية في تصنيعها، لكن «أمبرو» نجحت في الدخول على خط المنافسة بصناعة أحذية أقل سعراً مقارنة مع المنافسين، بعد أن كانت تجارتها محصورة في صناعة الأطقم الرياضية. خلال مسيرتها الطويلة في المجال الرياضي، خطفت «أمبرو» الأضواء من خلال توقعيها مع لاعبين عدة، للظهور بأحذيتها أو قمصانها في الحملات الترويجية، وبالطبع كان للاعبين الإنكليز النصيب الأبرز في ذلك الحضور، يأتي في مقدمهم ألن شيرر وأندي كول وجو هارت، إضافة إلى مايكل أوين الذي وقع للشركة حين كان في ال14 من عمره. لكن الأمور تغيرت كثيراً بالنسبة إلى الشركة البريطانية حتى عام 2007، إذ باتت عاجزة عن المنافسة في الأسواق العالمية، ما حدا بالقائمين عليها إلى قبول العرض المقدم من شركة «نايك» الأميركية، لشراء الشركة والإبقاء على خط إنتاجها على حاله، تلك الصفقة كلفت المارد الأميركي أكثر من نصف بليون دولار أميركي، الاستحواذ لم ينجح في حل أزمات أمبرو، فشركة «نايك» بحسب ما أعلنته نهاية العام الماضي تبحث عن بيع «أمبرو» لقاء نصف ما دفعته في خطوة الاستحواذ عليها قبل أكثر من خمسة أعوام، ما يعني أن سيطرة «أديداس» و«نايك» وغيرها من الشركات على الأسواق العالمية حال دون عودة الشركة البريطانية إلى ساحة المنافسة من جديد.