تهدف الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب إلى تنمية ودعم حركة بيوت الشباب، وتنمية المعارف في جميع مدن المملكة، وتشجيعهم على الترحال والسفر، لكن من أين أتت الفكرة ذاتها؟ تعود فكرة «بيت الشباب» إلى بداية القرن ال 20، عندما خطرت في ذهن المعلم الألماني شيرمان، الذي وجد في الرحلات المدرسية العلاج الملائم للكثير من عيوب البرنامج الدراسي العادي، بطريقة لا يستطيع أي كتاب مدرسي أن يحققها، ولما اتسعت دائرة الرحلات اتضحت الحاجة إلى ضرورة تهيئة أماكن إقامة في مواقع الترحال وعلى مسافات متقاربة، وأنشئ أول بيت دائم للشباب في قرية «التنا» عام 1909 في المدرسة التي كان يعمل بها، وكانت في الأصل قلعة قديمة. بعد 23 عاماً من إنشاء أول بيت للشباب، عقد أول مؤتمر دولي لجمعيات بيوت الشباب في أمستردام بهولندا في العام 1932 حيث أنشئ الاتحاد الدولي للجمعيات بمشاركة 11 جمعية، وتجاوزت الآن 60 جمعية، وبلغ عدد بيوت الشباب نحو 4 آلاف بيت على مستوى العالم في أكثر من 80 بلداً. وتفرض بيوت الشباب تعليمات صارمة وقوية على أعضائها الذين يسكنون فيها، ومنها الخروج بملابس النوم خارج الغرف، والتدخين، وعدم إنارة الممرات والغرف بعد الساعة 11 مساءً، أو ممارسة أي نشاط آخر بعد هذا الوقت، بنظام يشبه النظام العسكري، الأمر الذي يرى مراقبون أنه على رغم إيجابياته وأهدافه السامية، إلا أنها باتت منفرة للشباب الذي لا يبحث عن النظام بقدر ما يبحث عن الحرية والانطلاق. وتمنح الجمعية السعودية لبيوت الشباب عضويتين، إحداها الجماعية التي تمنح للهيئات والاتحادات والأندية والمدارس في المملكة، إذ تخول هذه العضوية السكن داخل المملكة لعدد 25 فرداً من دون اشتراط أسماء محددة، والعضوية الفردية وتمنح للمواطنين والمقيمين ولغير السعوديين. ويترأس الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، وهي ذات نفع عام وليس لها طابع سياسي أو تجاري، بحسب رسالتها، وهي الجهة الوحيدة المسؤولة عن حركة بيوت الشباب في المملكة، بحكم عضويتها في الاتحاد الدولي لبيوت الشباب منذ العام 1982، والاتحاد العربي باعتبارها عضواً مؤسساً منذ العام 1975.