على رغم أن المنزل عالم المرأة، إلا أن المرأة السعودية لا تزال غائبة عن صناعة الأثاث في مملكتها، فصناعة الأثاث في المملكة تعتمد بالدرجة الأولى على مصانع صغيرة تقوم على العمالة الأجنبية، حتى في مجال التصاميم التي تكون مقلدة أو مستنسخة من تصاميم لأثاث مستورد. وتؤكد مهندسة التصميم المنزلي بدرية المحمد أن صناعة الأثاث في المملكة على رغم تطورها في الأعوام الأخيرة، إلا أنها لم تقم بتوظيف نساء فيها، أو الاستعانة بالكثير من المهندسات السعوديات اللاتي تخرجن في هذا المجال، مضيفة أن التوظيف في هذا المجال لا يزال مغلقاً على رغم أنه يوظف آلاف العمالة الأجنبية. وأشارت إلى أن المرأة تمتلك مهارة التصميم، وتنافس الرجل فيها، وكثير من التصاميم العصرية التي تنتشر حول العالم هي إنتاج مشترك لعقول رجالية ونسائية، لا يمكن فصلها، وفي مصانع الأثاث على مستوى العالم تأخذ المرأة مكانتها في خطوط الإنتاج أيضاً وليس التصميم فقط. وقالت: «دخول المرأة عالم التصميم الداخلي في السعودية بدأ منذ فترة، ونحن الآن في حاجة إلى أن تأخذ المرأة مكانها في أقسام التصميم داخل المصانع، إذ إن المرأة السعودية تمتلك الرؤية التي تستطيع من خلالها فهم حاجة المنزل السعودي من أثاث وديكور وطبيعة متطلباته المتنوعة. وأضافت: «من المؤسف أن تصميم البيت السعودي يأتي من الغرب أو اليابان أو الصين أو الهند، بينما لا توجد هوية للأثاث السعودي أو الخليجي بشكل عام»، مشيرة إلى أن المجتمع الخليجي لديه تراث عريض في هذا المجال، قد لا ينافس الغربي أو الآسيوي الآن، ولكن بالدعم ودخول أبناء الخليج في هذا المجال سينتج هوية للأثاث المحلي، وستكون عندها القدرة على التصدير». وأوضحت أن ثقافة نمط من التصاميم أصبحنا نجدها في منازلنا، وقالت: «للأسف تدخل المنزل فتجد غرفة على النمط الأميركي، وأخرى على النمط الإيطالي، وثالثة على النمط الياباني، ورابعة على النمط الصيني، وخامسة على النمط الماليزي، ولكن لا نجد أي نمط لهويتنا الخليجية، وكأنما لا توجد لدينا هوية وتاريخ وحضارة». من جهتها، أوضحت مهندسة التصميم الداخلي سارة المعتوق أن مجال العمل مغلق أمام المرأة في صناعة الأثاث لأسباب غير معروفة، مضيفة أن غالبية المهندسات السعوديات إما يعملن في سلك التدريس، أو في مشاريعهن الخاصة وهي محدودة جداً. وطالبت المصانع السعودية التي لديها أقسام خاصة بالتصميم بتوظيف سعوديات، لأنهن أكثر قدرة على فهم المرأة السعودية، كما أنهن حاصلات على مؤهلات علمية تمكنهن من الإبداع في عملهن. وأضافت أن دخول المرأة في مجال صناعة الأثاث يفتح باب التوظيف إلى آلاف السعوديات، خصوصاً أن هذا القطاع في تنامٍ كبير، وأصبح يحظى بإمكانات كبيرة، كما أنه قطاع اقتصادي مربح يستطيع أن يكون رافداً للاقتصاد الوطني. وحول التحديات التي تواجه صناعة الأثاث، قالت مهندسة الديكور سمية العلي إن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الأثاث حالياً هي ارتفاع أسعار المواد الخام، وضوابط الجودة والسعر المناسب لتحقيق معدلات الانتشار، والثقة المطلوبة لدى جمهور المستهلكين، وهذه أمور تمر بها معظم الصناعات، مضيفة: «أعظم تحدٍّ توجهه هذه الصناعة هو غياب العنصر السعودي فيها، لذلك ستبقى هذه الصناعة مستوردة وإن تم الإنتاج في داخل الوطن». وقالت إن تصاميم المهندسات السعوديات تحظى بإعجاب شديد بما تتضمنه من جودة وفن جميل، مستفيدة مما أنتجته العقول المبدعة في مجال الأثاث والديكور في العالم ولكن بلمستهن الخاصة، التي تتجه نحو البساطة والخامات الطبيعية التي تحقق الجودة والشعور بالراحة معاً، وتلبي متطلبات البيت السعودي وذوق المرأة في بلادنا.