لم تجلس بشرى مع صديقاتها الأطفال في الاجتماع العائلي، وعلى رغم ذلك كنت أتابع تحركاتهم، وأستمع لحكاياتهم، وعلمت بأنها تشعر بالحزن، والسبب لم تشترِ لها أمها «آي باد»، ونظرت إليها بعلامات تعجب، بعد ما قالت إن أمها لا تحبها، وردت مريم: «ابكِ طوال الوقت، وستمل أمك من كثرة بكائك، وستشتري لك كلّ ما تريدين بسهولة، فالأمهات والآباء يطفشون من البكاء»، ولم أستطع الصمت، فدخلت معهن، وأخبرتها بأن أمها تحبها، وستشتري لها ما تريد، بشرط أن تستمع لكلامها، وتتفوق في دراستها، وربما أمها لا تمتلك المال لشرائه، فالصبر الجميل يهدينا ما نرغب، وقبلتني بشرى، وشكرتني، ووعدت الأخذ بنصائحي بعد إهدائي ابتسامة جميلة من قلبها الأبيض، فهم بحاجة إلى النصح، ولكن بطريقتهم التي يحبون.