لقبت مدينة جدة ب «العروس» على المستوى الجغرافي في منطقة البحر الأحمر، إلا أنها لقبت بالمدينة «الملوثة» عالمياً، لاحتلالها صدارة المدن الملوثة، إذ لطخت مياه بحرها بأيدي التلوث الناتج من مياه الصرف الصحي وعمليات الحفر و الردم التي تجريها محافظة جدة على شواطئها، والتي أثرت سلباً على الشعب المرجانية المهمة للحفاظ على التوازن البيئي. الأمر الذي دفع بالمتخصصين والخبراء في البيئة إلى السرعة في إيجاد الحلول ومعالجة الوضع الذي أخذ مسلكاً منحدراً، مطالبين أمانة جدة بإغلاق مصبات الصرف الصحي كافة، ومشددين على الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بضرورة تفعيل الدور التوعوي والتثقيفي لأفراد المجتمع من حيث تنظيف الشواطئ، عدم رمي النفايات في البحر، ترشيد الصيد بالحفاظ على التوازن البيئي للكائنات الحية في البحر بين الأسماك والأحياء الأخرى. وفي ظل هذه المطالبات أكدت أمانة جدة على أنها أغلقت جميع مصبات الصرف الصحي في مشروع الكورنيش الشمالي وتطوير الواجهة البحرية في مرحلته الأولى، كما وعدت بإغلاق جميع مصبات الصرف الصحي المتبقية، موضحة أنه تم تولي شركة المياه الوطنية تصريف مياه الصرف الصحي لجميع أحياء جدة من طريق شبكة التوصيلات المنزلية التي أنشأتها، إذ يتم تصريفها إلى محطات التقنية لمعالجتها. وبين هذا وذاك يعزف البعض من أهالي جدة عن الذهاب إلى البحر تخوفاً من التلوث إلى جانب الروائح الكريهة التي تغطي المكان، ومشاهد التلوث التي يرونها، كما أن هواة السباحة والغوص تجنبوا ممارسة هواياتهم نظراً للتحذيرات من مخاطر التلوث البحري.