اعترف رئيس كتابة عدل جدة سابق متهم على خلفية كارثتي الأمطار والسيول التي ضربت المحافظة في العامين 2008 - 2009، أن رجل أعمال كان يقدم له دهن العود ويتطيب به في مكتبه الحكومي. وقال رئيس كتابة العدل المتهم (تحتفظ «الحياة» باسمه) خلال جلسة عقدت في المحكمة الإدارية في محافظة جدة الأسبوع الماضي، إن رجل الأعمال كان يقدم له دهن العود في كل زياراته لكتابة العدل، ومراجعته لها لإفراغ الصكوك. وتداخل «رجل الأعمال» المتهم ب «تطيب» مع رئيس كتابة العدل عند حديث الأخير، بالتأكيد على أنه اعتاد على حمل دهن العود لتطييب «المشايخ»، وأصدقائه من دون هدف محدد. وأكد رئيس كتابة العدل أنه خلال فترة عمله كان ينهي أكثر من 500 مليون ريال عبارة عن صفقات عقارية للمراجعين، ولم تسول له نفسه الدخول فيها، وكان يعمل بكل إخلاص من أجل خدمة المواطنين. وأفاد بأنه خلال فترة عمله أنجز أكثر من 10 آلاف صك شرعي وجميعها صحيحة ولم تكن مزورة أو ما شابه ذلك. واعترف رئيس كتابة العدل بحصوله على خمس قطع أراض على البحر بقيمة 100 ألف ريال اشتراها من «رجل الأعمال»، وبموجب شيك. ولفت إلى أن رجل الأعمال نفسه باع له ثلاث قطع ب 100 ألف ريال، وبذلك لم يخسر شيئاً من قيمة الأراضي السابقة. وأشار إلى أن «رجل الأعمال» عرض عليه مساحة أرض كبيرة في مخطط المطار القديم ولكنه رفضها بسبب ارتفاع سعرها حيث وصل إلى مليون ريال واعتذر عنها. وأكد أنه يعرف رجل الأعمال منذ عام 1403ه وهو صديق لوالده، نافياً في الوقت نفسه علاقته بكارثة السيول التي ضربت محافظة جدة. واشتكى لقاضي المحكمة الدكتور سعد المالكي من إجراءات التحقيق، بالقول إنه أوقف 70 يوماً وتمت معاملته كإرهابي (على حد قوله). واتهمت هيئة الرقابة والتحقيق في منطقة مكةالمكرمة رئيس كتابة العدل بأخذ الرشوة مقابل تسريع إفراغ الأراضي لرجل الأعمال وإنهاء معاملاته في أسرع وقت. وواجهت المحكمة «رئيس كتابة العدل» بتهمة حصوله على مبلغ 150 ألف ريال نظير تسهيل معاملة «رجل الأعمال» تتعلق بصك مخطط سكني، وتسريعه لإجراءات صك آخر مقابل رشوة قدرها 200 ألف ريال، إضافة إلى حصوله على قطعتي أرض في جدة مقابل تسهيل معاملات «متهم» في كارثة السيول.