حذّرت منظمة «أوكسفام» الدولية، من وصول «النقص في المياه والغذاء في الصومال إلى مستويات حرجة»، استناداً إلى مسح أجرته في 40 منطقة في الصومال». ولم تستبعد حصول «مزيد من التدهور في بعض المناطق في الشهور المقبلة، ما يهدد بإطالة الأزمة الإنسانية حتى العام المقبل». وعلى رغم عدم إظهار النتائج «احتمالاً وشيكاً للعودة إلى المجاعة»، أشارت «أوكسفام» إلى أن الوضع في جنوب الصومال، خصوصاً في مقاطعات جدو وجوبا السفلى وباكول «لا يزال حرجاً»، إذ وصلت الإصابة بسوء التغذية إلى «معدلات خطيرة». وأعلنت أن ضعف الحصاد وتآكل المداخيل وارتفاع أسعار الطعام «دفع الناس إلى الاعتماد وفي شكل متزايد على المساعدات، ما جعلهم معرضين للإصابة بأمراض يمكن اتقاؤها». وحضّت المجتمع الإنساني، على «الحفاظ على دعمه للصومال في هذه «اللحظة الحرجة». وبيّنت دراسة «أوكسفام»، أن «ندرة الأمطار وفقدان الماشية والدخل خلال موجة الجفاف العام الماضي، جعلت نحو 75 في المئة ممّن شملتهم الدراسة، يخشون عدم إيجاد ما يقتاتون في الشهور الأربعة المقبلة». ولم تغفل «تراجع المداخيل بنسبة الثلثين، ما زاد الاعتماد على الدعم المقدم من الوكالات الإنسانية». ولفتت إلى أن الصوماليين «يلجأون إلى استراتيجيات تأقلم شملت تخفيف الوجبات ومقايضة الماشية بالماعز». واستبعد مدير مكتب «أوكسفام» في الصومال سينات جيبرجزيابهر، أن «تعود الصومال إلى المجاعة في المستقبل القريب، كما بدأت تتحسن الحياة في مقديشو»، لكن رصد «كثيراً من الفئات الأشد فقراً في الصومال ما زالوا يعيشون على حد الكفاف، ما يتوجب على المجتمع الدولي عدم الاستسلام لإحساس زائف بالأمان، استناداً إلى بشائر التعافي في العاصمة، بل يجب التحرك الآن في أنحاء الصومال لتحاشي أزمة أسوأ». وأفادت الدراسة بأن 42 في المئة ممّن شملهم المسح «دأبوا على الاستغناء عن بعض الوجبات، وخُمسهم يقتسم وجبته الصغيرة مع أبنائه». وأبدت «أوكسفام» قلقاً من «ارتفاع معدل نسبة الوفاة بين الأمهات الحوامل في شكل كبير». ووصفت «أوكسفام» المشهد في مقاطعات جدو وجوبا السفلى وباكول ب «القلق»، إذ «لا يزال الناس يعانون من الأزمة». واعتبر سينات أن الوضع «عاصفة مكتملة الأركان»، من ضعف موسم الأمطار الماضي ونقص الحبوب ونفوق الماشية والأغنام وانعدام الأمن، ما جعل مَن كانوا يتأقلمون بالكاد العام الماضي يعتمدون الآن وبكثافة على المساعدات». ونقل عن البعض أنهم «يعيشون على 50 سنتاً في اليوم»، لافتاً إلى «توقعات بوقوع فيضانات في جنوب وسط الصومال، ما يهدد بتدمير ما يملك الناس على ندرته». وشددت «أوكسفام»، على ضرورة «تأمين دعم طويل الأمد والانخراط في معالجة المشاكل الشاملة التي تؤدي إلى تحول موجات الجفاف المتكررة إلى حالات طوارئ إنسانية». وعلى رغم «استمرار هشاشة الوضع الأمني في معظم أنحاء الصومال، فإن الاستثمار في إدارة أفضل للمياه وإعادة تأهيل الطرق وزيادة التخطيط الزراعي، أمور لا غنى عنها لمساعدة الناس على التأقلم في شكل أفضل مع أزمات الغذاء والمياه».