استبعد تجار رز سعوديون أن تشهد السوق السعودية ارتفاعاً في الأسعار، مرجّحين استقرارها حتى نهاية الربع الأول من عام 2013، مؤكدين أن محصول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل العالمي للرز سيحدد اتجاهات الأسعار عموماً، ومبدين مخاوف من تفاوت سعر صرف الدولار، وقيام التجار الهنود بالمضاربة في الأسعار، ما قد يرفعها إلى مستوى غير مبرر، بخاصة مع أنباء عن تراجع كبير في عمليات شراء رز بسمتي من تجار إيرانيين، بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادهم. وأوضحوا أن تقلبات المناخ ترفع أسعار الحبوب، بدءاً بالرز مروراً بالقمح وفول الصويا والذرة وغيرها، ولفتوا إلى أن قطاع الحيوانات والدواجن سيكون المتأثر الرئيس بأزمة الحبوب. وأشار الخبير الاقتصادي نظير العبدالله إلى أن المخاوف من حدوث أزمة غذائية غذّت حال القلق الدولي، فارتفع مؤشر أسعار الغذاء لدى منظمة «فاو» بنسبة ستة في المئة في تموز (يوليو) الماضي. واستبعد أن يتكرر سيناريو ما حدث في أزمة عامي 2007 و2008، بخاصة في أسعار الرز، لافتاً إلى أن من العوامل المساعدة إطلاق نظام معلومات الأسواق الزراعية «AMIS» من قبل منظمة «فاو» ومجموعة العشرين، وإنشاء هيئة الاستجابة السريعة «RRF» التي تمكّن الدول من الردّ السريع في حال أزمات الأسعار، ما لم يكن موجوداً في الأزمة السابقة. ولفت إلى مخاوف في السعودية ودول الخليج من أن تتأثر أسعار اللحوم بأزمة الحبوب العالمية. وأشار تاجر الجملة إبراهيم الفرج إلى أن الأسواق العالمية ليست متشائمة في الوقت الحالي، وسيكون هناك في الفترة المقبلة فرز في أنواع الحبوب ومقدار تأثرها بالمناخ، في الدول الرئيسية المصدرة للرز، مثل الهند وباكستان وتايلاند، التي لم تعلن بوضوح مقدار تأثرها الذي قد يكون بسيطاً جداً، مشيراً إلى أن دولاً مثل إيران لن تلجأ إلى زيادة مشترياتها لتوفير مخزون كبير من الرز يؤثر في الطلب ويدفع بالتجار المصدّرين إلى رفع الأسعار كما حدث في عامي 2007 و2008. وحافظت أسعار الرز على تماسكها في السوق السعودية خلال الفترة الماضية، بفعل المنافسة بين المستوردين بمختلف مستوياتهم، كباراً وصغاراً، حتى أن بعض التجار قاموا بعروض ترويجية تفاوتت بين 5 و10 في المئة خصماً على الأسعار. وأوضح التاجر هاشم السادة، أن سعر الرز ثابت ولم يتأثر بعد بالارتفاع العالمي في أسعار الحبوب، مشيراً إلى أن التجار المحليين لديهم خشية من ارتفاع الأسعار محلياً، في حال ارتفعت الأسعار في بلاد المنشأ، وسيعوّلون على مخزونهم في توفير حاجات البلاد، مؤكداً أن المخاوف تدور حول أسعار الحبوب الأخرى التي تشكل علفاً للدواجن والمواشي.