أكد قائد القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) الجنرال الأميركي ديفيد رودريغيز، أنه يشاطر الجزائر موقفها الرافض لتدخل خارجي في الأزمة الليبية، والتزامها «من أجل ليبيا موحدة يحكمها الليبيون أنفسهم». ووصف رودريغيز الجزائر التي زارها أمس، ب «الشريك المهم»، وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية: «نحن متفقون معها في العديد من الجوانب»، في ما يتعلق بالوضع الإقليمي ومكافحة الإرهاب. وأكد رودريغيز استعداد بلاده للعمل بشكل وثيق مع الحكومة الجزائرية من أجل محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي. وزاد: «تحادثنا مع عديد من المسؤولين الجزائريين حول التحديات الراهنة وتلك التي قد تبرز مستقبلاً، وذلك بهدف تعزيز التزامنا بعالم أكثر أمناً واستقراراً وأفريقيا أكثر ازدهاراً وأمناً وديموقراطية». ورأى أن التغلب على خطر الإرهاب يتطلب «عملاً مشتركاً» في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية والديبلوماسية. في غضون ذلك، ثمّن رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان المنتهية ولايته) في ليبيا، الدور الذي لعبته الجزائر في اجتماع دول الجوار الأخير المنعقد في القاهرة بخصوص رفض دعوة التدخل الأجنبي التي روجت لها أطراف سياسية في ليبيا وأعضاء في مجلس النواب الجديد. وقال بوسهمين بعد عودته من زيارة للجزائر إن دورها «كان أساسياً لرفض هذه المحاولات والتركيز على الدعوة إلى الحوار لمعالجة الخلافات بين الليبيين». واعتبر بوسهمين ما يحدث في ليبيا محاولة لإقصاء الثوار تحت ستار محاربة الإرهاب. وأضاف أن «ما يفعله بعض الأطراف الليبية في الداخل والخارج من استجداء للتدخل الأجنبي بحجة حماية المدنيين يعد خرقاً للسيادة الوطنية، ولا بد من مقاضاة كل من دعا إليه»، مؤكداً أن «تلك الأطراف هي التي تدعم قصف المدنيين بالطائرات والمدافع في مناطق ومدن عدة في ليبيا». هولاند على صعيد آخر، طالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأممالمتحدة بترتيب «دعم استثنائي» للسلطات الليبية لإعادة سلطة الدولة، محذراً من خطورة انتشار الإرهاب في كل المنطقة. وخلال افتتاحه مؤتمر السفراء الفرنسيين المعتمدين في الخارج امس، وصف هولاند الوضع في ليبيا بأنه «بالغ الخطورة والفوضى»، بوجود حكومتين وبرلمانين، فيما تتربص بجنوب البلاد مجموعات إرهابية» تستعد للتدخل. وقال إن هذا الخطر يهدد دول مجاورة، من بينها مصر وتونس حيث «نجح الربيع العربي، ولا أحد يتمنى أن يمسه هذا الخطر». ولم يوضح الرئيس الفرنسي أشكال الدعم الدولي الذي يمكن تقديمه لليبيا. أتى كلام الرئيس الفرنسي غداة قرار مجلس الأمن توسيع نظام العقوبات الدولية التي تستهدف ليبيا، لتشمل مختلف الميليشيات المتقاتلة في هذا البلد. والعقوبات التي كانت تشمل في السابق أنصار نظام معمر القذافي، تتمثل إجمالا في حظر السلاح وتجميد أموال ومنع من السفر. وسيتم تحديد الأفراد أو المجموعات المعنية من قبل لجنة متخصصة تتبع مجلس الأمن.