قطعت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشك باليقين، مؤكدة أن الشخص الذي ظهر في مقطع مصور إلى جانب إحدى مركبات الهيئة، وأطلق تهديدات ضد الشاذين جنسياً ومن يمارسون الابتزاز، ليس من منسوبيها ووصفته ب «المنتحل». وذهبت الهيئة – على لسان المتحدث باسمها تركي الشليل – أبعد من ذلك، حين توعدت بمحاسبته ومن سهل له التصوير إلى جانب مركبتها، وفي حال إدانته ب «الانتحال»، فإن العقوبة قد تصل إلى السجن عشرة أعوام أو دفع غرامة مالية، أو إيقاع كلا العقوبتين. واستفز المقطع المصور الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من خلال ما تضمنه من كلمات وإيحاءات، تعتبر «منافية» لأنظمة وسياسات العمل في الرئاسة وفروعها كافة في المملكة، وتحديداً في مبدأ «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». ويظهر أحد الأشخاص، الذي يوحي مظهره بأنه من رجال «الحسبة» إلى جانب مركبة الهيئة، وهو يطلق تهديدات ضد فئة من الشباب، واصفاً إياهم ب «الورعنجية» و»المخرفنين»، ما استدعى التعجيل في التحقق من هويّة الشخص، وإن كان من منسوبي الهيئة، «لاتخاذ الإجراءات اللازمة حياله». وظهر في المقطع شاب يرجح أنه في ال30 من عمره، يهدد فئة وصفهم ب «المخرفنين»، وهم فئة الشباب الذين يمارسون عمليات «ابتزاز» الفتيات بعد إقامة علاقات عاطفية معهن، والحصول على صور لهن، للتكسب من ابتزازهن مبالغ أو هدايا أو أغراض عينية، كما شملت تهديدات الشاب في المقطع، من أسماهم «الورعنجية»، وهم الذين يمارسون العلاقات الجنسية الشاذة. وظهر الشاب، وقد أطلق لحيته وارتدى غترة بيضاء من دون عقال، مستغلاً المواقف الخاصة بأحد المباني، الذي تحوي ساحته الخارجية مركبات تابعة للهيئة.. وتحدث بلغة «حادة» وبها تهديد ووعيد، إضافة إلى الإشارة بإصبعه إلى شعار الهيئة الموجود على أبواب المركبة الجانبية. وردد الشاب: «مساء الخير، أصحاب الخرفنة والورعنة والمبزرة «. وأضاف «أقسم بالله إن لم تنضبطوا، فهذا سيضبطكم (مشيراً إلى مركبة الهيئة)»، مطالباً هذه الفئة من الشباب ب «الانضباط». وأثار المقطع حفيظة مهتمين كُثر في الأوساط الاجتماعية، إضافة إلى ارتفاع حدة «الانتقادات» في مواقع التواصل الاجتماعي. وعزا مغردون عبر حساباتهم على «تويتر» ما قام به «المحتسب»، إلى كونه «حديث الالتزام». وقال سعود غازي: «الالتزام المفاجئ من دون فهم الدين مصيبة، فهو يريد الخلاص من إدمان مخدرات أو غيره، فيظن أنه أصبح من أولياء الله». فيما أشار المغرد سعود العنزي إلى أن المحتسب اعتمد على «إساءة الظن» بالشباب، وخص حديثه عن «المخالفات الجنسية». وعلق مصدر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن ما تضمنه المقطع «ليس من آليات وسياسات العمل لدى الهيئة»، مشيراً إلى أن هذه «تصرفات يقع فيها المندفعون غالباً، بدافع حب العمل والركض وراء إصلاح ما هو فاسد، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ورجح المصدر أن تصوير المقطع تم «بدافع الفكاهة المبطنة بالنصح، والتي يُقصد منها الخير»، منتقداً «التسرع في الحكم على النية من هذا المقطع». إلى ذلك، فتحت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ملف تحقيق موسع وعاجل، حول المقطع، بعد ما أثاره من «بلبلة»، موضحة أنها تهدف إلى «التحقق من هوية الشخص، وما إذا كان أحد منسوبيها»، وجزمت أنه «لا ينتمي إلى الهيئة، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حياله، لكونه منتحل شخصية رجل هيئة»، من خلال ما تبين في المقطع المتداول عبر المواقع الإلكترونية، والذي لاقى انتشاراً واسعاً وانتقادات عدة.