جدد رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون، هجومَه على الأقلية النيابية في كلمة مساء اول من امس خلال عشاء اقامته لجنة النقابات في «التيار الوطني الحر» لمناسبة عيد العمل، معتبراً «ان لبنان بلد مسروق وليس مكسوراً». إلا ان حملته هذه قوبلت امس، بسلسلة ردود من نواب في «المستقبل» و «الكتائب اللبنانية» و «القوات اللبنانية». وقال عون في كلمته: «أحصينا 35 بليون دولار بين هدر أو سرقة واختفاء، وعندما سيتحدد أين ذهب كل قرش سنعرف جيداً أن لبنان ليس مديوناً، لأن القسم الباقي فوائد»، مشيراً الى ان «آخر حساباتنا كانت تقول إن كل ليرة وظفت عام 1993 في سندات الخزينة أصبحت 13 إلى 14 ليرة، اي كل واحد ضرب ثروته ب 14 مرة في بضع سنوات. وكل هذه الأمور تنعكس علينا الآن». وتحدث عن «أننا لا نزال في صراعنا مع الفئة التي أوصلت لبنان إلى الحال الاقتصادية السيئة، والتي أصبحت قوة تعطيلية لكل نمو». وقال إن «كل الانتقادات التي توجه إلينا تافهة، في جلسة المناقشة الأخيرة استهلكوا 28 ساعة من الكلام، 20 ساعة منها كانت مخصصة لمهاجمة وزير الطاقة، و5 ساعات لوزير الاتصالات، و3 ساعات للباقي. عندما قام وزير الطاقة ليتكلم، أعطوه فترة نصف ساعة، وخلالها تكلم 5 دقائق ونصف، وكانوا يقاطعون حديثه في الوقت الباقي، وعلى رغم ذلك، كانت الدقائق الخمس كافية كي ينسحب من كان يهاجمه واحداً تلو الآخر». وجدد عون القول انه «لن يبقى أحد من الذين حكموا لبنان حتى عام 2013، الملفات كلها جاهزة وموثقة. منذ أسبوع طرِحت مسألة الهبات، اليوم طرِح ملف الاتصالات المعمول منذ عام 2009 والذي حصل فيه هدر وسرقة 980 أو 985 بليوناً، وأيضاً هذه موثقة، وفي الغد على القروض وعلى سلفات الخزينة وعلى الهيئة العليا للإغاثة وكل القطاعات المالية التي صرف فيها مال الدولة»، معتبراً «اننا اليوم أمام حركة إصلاحية ومحاسبة، والآن «استوت» القضايا وستعرض تباعاً». ورأى ان «الأكثرية الصامتة هي التي تشجع الجريمة». «المستقبل»: إنجازات الحريري حاضرة وفي الردود على عون، أكّد عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار، أنه «لا يمكن أحداً أن ينكر ايجابيات حقبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري على لبنان، على رغم كل الحملات التي يتعرض لها». وقال لقناة «الجديد»، ان «الظرف الإقليمي الذي أتى بالحكومة لا يزال موجوداً ولكننا نسعى بكل قوتنا لإسقاطها من خلال الرقابة والاستجوابات المتاحة لنا في النظام البرلماني، واتجاه قوى 14 آذار لتنظيم تظاهرات سلمية تحت سقف الدستور والقانون». ووصف «سياسة العونيين بنكاية، يهاجمون كل من يشعرون ان لديه رأياً مختلفاً معهم، وهم دائماً جاهزون لافتعال المشكلة وثم رميها على غيرهم، ولا يريدون ان يعترفوا بأن المشكلة بأدائهم». وقال: «بالأمس سمعنا عون يستعمل تعابير لم نسمعها في حياتنا، فهل يمكن لزعيم أن يقول «زمن العواهر انتهى، وأولاد الأزقة»؟ «الكتائب»: كلام معيب واعتبر عضو كتلة «الكتائب» النيابية ايلي ماروني وصف عون للنواب ب «أولاد الأزقة» بأنه «كلام معيب يصدر عن شخص طامح أن يكون رئيس جمهورية، مع ان هذا حلم لن يتحقق، وعلى كل حال، فالإناء ينضح بما فيه». وعن تهجم عون على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لعدم توقيعه مرسوم الإنفاق المالي، أوضح ماروني لقناة «أخبار المستقبل»، أن «رئيس الجمهورية أكد انه لن يوقع مرسوماً قابلاً للطعن»، متوجهاً للعماد عون بالقول: «كفى هجوماً على مؤسسات الدولة». وسأل عون «الذي ينادي بالنسبية»: «هل عندما يطرح النسبية والدائرة الواحدة، أليس من أجل التفكير بحساباته الانتخابية وكيفية الحصول على اكبر عدد من النواب عبر تحالفاته من اجل الوصول الى رئاسة الجمهورية؟». «القوات»: لكثرة الفساد نراقب وقال عضو كتلة «القوات» انطوان زهرا ل «المؤسسة اللبنانية للارسال»: «وقعوا ورقة تفاهم وباعوا السيدة ودخلوا الى الحكومة على اساس ان لديهم مشروعاً اصلاحياً وعندما وصلوا الى السلطة تحولوا الى مجموعة حماية فاسدين». واضاف: «في لبنان نحن مضطرون لممارسة الرقابة لكثرة الفساد عند بعض من في الحكومة، والحكومة اليوم هي افضل دعاية لنا، فهي تهاجم نفسها بنفسها، فهل أصبحنا نحن اليوم «زعران» واولاد شارع لأننا نريد ممارسة صلاحياتنا كنواب في تشكيل لجان؟». وسأل: «لماذا انزعج عون لمطالبتنا بلجنة تحقيق برلمانية للتدقيق المالي منذ العام 1988؟ فاذا كان هو غير مذنب، لماذا يقوم بكل هذا الاعتراض؟». وعن القانون الإنتخابي، قال: «هل مازال عون يحمل «سيف النصارى» ويريد اليوم لبنان دائرة واحدة؟ ألهذه الدرجة وصل شعوره بعجزه في الوصول الى النيابة ليطرح الدائرة الواحدة؟».