في الوقت الذي لا يجد فيه كثير من العائلات الباكستانية المحتاجة ما يؤمن حاجتها من الطعام لسد فراغ بطونهم، ينتهز أبناء الجالية الباكستانية فرصة دخول شهر رمضان بتقديم الخدمات التطوعية وتلمس حاجات ذويهم من أبناء الجالية، وإيصال وجبتي الإفطار والسحور إلى منازلهم، إضافة إلى شراء مستلزمات العيد لهم. ويستعد أبناء الجالية لاستقبال الشهر بالطقوس نفسها التي اعتادوا عليها في بلدهم، إذ تكتظ المدن السعودية بالكثير من أبناء الجالية الباكستانية، وتحديداً محافظة جدة التي تحتضن نسبة كبيرة منهم. وأوضح مختار أحمد (أحد التجار الباكستانيين) ل «الحياة» أن شهر الخير يقرب الأماكن والنفوس بين الباكستانيين، فهناك الكثير من أهل الخير الباكستانيين لا يدعون هذا الشهر يمر مرور الكرام إلا وقاموا بالعديد من الأعمال الجليلة. وأشار مختار إلى أن أهل الخير يحرصون على تجهيز أماكن الإفطار وما تحويه مائدته من شتى أنواع الأكلات الباكستانية المعروفة، كما أن البعض الآخر من التجار يتكفلون بتوصيل مائدة الإفطار إلى بعض منازل العائلات الباكستانية المحتاجة التي لا تستطيع تأمين إفطارهم وسحورهم في رمضان، بل إنهم يحاولون أيضاً تأمين مستلزمات العيد لهم. وبيّن أن أبناء الجالية يستقبلون الكثير من الباكستانيين القادمين إلى السعودية لأداء العمرة أو التبضع من مختلف مدن السعودية، مع الحرص على إحضارهم لمشاركة ذويهم سفرة الإفطار وكسب أجرهم، مضيفاً: «فنحن هنا نعتبر الأهل بالنسبة لهم فمائدتنا تتسع لكل صديق وضيف قادم إلينا». وأفاد (أحد أبناء الجالية) أكبر علي ل «الحياة» بوجود مكان يجمع أبناء الجالية ويشرف عليه بعض المتطوعين منهم لفرش سفرة الإفطار فيه، إذ يبدأ القائمون الاستعداد لذلك قبل رمضان لمعرفة الأعداد التي ستشاركهم فيه وماذا سيقدمون. وأكد وجود فعاليات وبرامج رمضانية إضافة إلى وجبة الإفطار تحاكي الوضع الباكستاني، لافتاً إلى أن مدينة جدة كبيرة وينتشر فيها الكثير من أبناء الجالية الباكستانية، ما يستدعي وجود أكثر من تجمع سواء في الجنوب أم الشمال، ومن لا يمكنه القدوم إلى مكان التجمع فيكون إفطاره في أحد المساجد التي تقدم إفطاراً مجانياً، إذ تكتظ المساجد بالكثير من العمالة على مختلف جنسياتهم. وقال: «إن الموائد الرمضانية التي نقيمها لا يكون فيها سوى الباكستانيين فقط كما هو الحال مع الجنسيات الأخرى، فلقاؤهم يقتصر على بني جلدتهم فقط، ومن أهم الأكلات المقدمة في وجبة الإفطار الإيدام الباكستاني والشوربة والعوامة والشباتي، وكذلك الشعيرية الباكستانية وغيرها من المأكولات الأخرى التي تتنوع في شكل يومي».