في حال الغربة، يحن المغترب إلى وطنه وعائلته، خصوصاً في المناسبة الدينية كرمضان وكذلك الأعياد، إذ نجد الجالية الهندية التي تعتبر من أكبر الجاليات المقيمة في السعودية تجتمع في شهر رمضان من كل حدب وصوب، ليعيشوا ليالي رمضانية علهم بها يتناسون تفاصيل غياب أحبائهم، ويجدون مخرجاً من دائرة الحنين للوطن، وإحياء لليالي رمضانية مشابهة لتلك التي يعيشونها في أوطانهم. يقول محمد طيبة (هندي الجنسية وأحد المهتمين بتجمعات مواطنيه) ل «الحياة» ما إن يدخل شهر رمضان حتى نقوم بالاتصال بمعارفنا خصوصاً الأعزاب منهم، الذين يكون دخول شهر رمضان عليهم أشبه بالمأساة لتذكرهم أهليهم وأبناءهم وكيف كانوا يتجمعون مع أسرهم على مائدة الإفطار، لولا أن قدر البحث عن الرزق أرغمهم على فراقهم، إذ يتم تحديد موعد للالتقاء مع بعضنا لتناول مائدة الإفطار خصوصاً أن الفترة ما بين المغرب والعشاء تكون راحة من العمل. ويضيف: «إن مائدتنا تكون مليئة بالمأكولات الهندية المعروفة باعتمادها على البهارات والتوابل الحارة في شكل كبير مثل (المرقي والبرياني ودجاج التكا والكفتة الهندية والخبز البوري الهندي)، إضافة إلى بعض الحلويات الهندية، ولا يستطيع تناولها إلا مواطنو الهند وباكستان»، مشيراً إلى «أن هناك عائلات هندية تتكفل بعمل تلك المأكولات بعد جمع مبلغ مالي من المشاركين أو من يريد عمل الخير من الميسورين من أبناء جلدتنا الذين يشاركون في إعداد هذه المائدة، والتكفل بجزء كبير منها، كما أنهم يقدمون وجبات مجانية للمحتاجين منا، والذين لا يستطيعون دفع مبلغ لإفطارهم». بدوره، لفت مسؤول جمع تبرعات إفطار رمضان للجالية الهندية يوسف حسين، إلى أن الإفطار الجماعي في رمضان للجالية الهندية يعتبر عادة سنوية لديهم، بل إن هناك كثيراً من التجار الهنود وموظفي القنصلية يشاركونهم في بعض الموائد وكذلك جلوسهم جنباً إلى جنب مع العمال الموجودين على مائدة الإفطار الجماعي الذي يضم المواطنين من الجنسية الهندية على مختلف طبقاتهم الاجتماعية والثقافية. ويشير إلى أن التجمع ليس لتناول الإفطار فحسب، بل لتفقد المحتاج منا ودعمه بالمال أو المشورة، متقيدين باللباس الهندي لشعورنا بأننا في بلدنا ويحرص كثير منا على أداء صلاة التراويح وهو بهندام نظيف ومميز. وذكر أنهم يبدأون الاستعداد لتلك الموائد مع بداية شهر شعبان، إذ يعملون على جمع التبرعات من الجميع والاتفاق مع بعض المطاعم أو السيدات الهنديات المعروفات بفن الطبخ لإعداد وتجهيز المأكولات.