تقاذف سائقو الأجرة المرخصون في مطار الملك خالد التهم، حول المتسبب في المشكلات التي تقع على رصيف المطار، وحمل السعوديون منهم مسؤولية الشجارات والفوضى التي تحصل هناك لنظرائهم غير السعوديين، في حين رمى الطرف الأخير التهمة ذاتها على السائقين السعوديين المرخصين و«الكدادة». طرف آخر من العاملين في مطار الملك خالد الدولي حمل السائقين السعوديين، خصوصاً غير المرخصين، مسؤولية افتعال الشجارات، لاستغلالهم القادمين ومغالاتهم في الأسعار، لعدم معرفة القادمين بالبلد. وقال قربان أحمد الذي يعمل في المطار: «الاستغلال يقع من طرف سائقي الأجرة غير النظامين، إذ يستغلون عدم معرفة بعض المسافرين بالمكان، فيرفعون أسعارهم مستغلين عدم معرفة المسافر بالتسعيرة». ويقول إن بعض السائقين المرخصين يمنعون السائقين غير المرخصين من استغلال المسافرين القادمين ممن لا يعرفون البلد، «كما أنهم يفهمون لغتنا (الأوردو)، فنتحدث معهم ونتفق على إركابهم، لكن بعض السائقين السعوديين يفتعلون المشكلات، وهو ما يقود أحياناً إلى وقوع مشاجرات، تصل إلى مد اليد أحياناً». ويضيف: «مركبات أولئك السائقين غير صالحة، إضافة إلى أنها بعيدة من باب المطار، والمفروض التوجه إلى السائقين المصرح لهم خارج أبواب المطار». وأشار موظف آخر يدعى رمضان أكرم إلى أن تعامل السائقين غير النظاميين مع القادمين غير مناسب، إضافة إلى استغلال حاجتهم وجدّة المكان بالنسبة لهم، كما أنهم يجعلونهم ينتظرون لساعات طوال، لأخذ أكبر عدد ممكن من الزبائن، لضمان زيادة الغلة. في المقابل، يبرر أحمد العنزي (من الكدادة) وجوده في المطار بأنه «المكان المناسب لاصطحاب المسافرين بسيارتي الخاصة، فلو كنت أتجول داخل المدينة لن أحصل على نصف ما أحصل عليه هنا». وعند سؤاله عن سبب عدم حمله تصريحاً من إدارة المطار، قال: «تشترط إدارة المطار دفع مبلغ مالي لها، لمنحك ذلك التصريح ومواصفات خاصة بالمركبة، إضافة إلى الدخول في طوابير الانتظار المخصصة لأصحاب سيارات الأجرة، وهو ما قد يستنزف ساعات أستطيع جني المزيد من المال خلالها». وبخصوص المغالاة في الأسعار، اعتبر أنها قد تكون مرتفعة بعض الشيء، «لكن عندما يتم حسابها بطريقة أخرى، تجد أن مشوار خروجك من المطار يتطلب وقتاً طويلاً للذهاب إلى النقطة التي يريدها الزبون، ثم العودة مرة أخرى إلى المطار، وإيجاد موقف خاص لك، وضريبة الانتظار، إضافة إلى رسوم المواقف». في حين نوّه تركي المطيري (سائق مرخص) إلى أن الأمر يختلف بين الصالتين الداخلية والدولية، من ناحية نوعية المسافرين القادمين، ومن ناحية الأسعار، وتحديد المكان المراد الوصول إليه، فأحياناً يقع الاستغلال على القادمين في الصالة الدولية برفع الأجرة». ويبدي امتعاضه قبل أن يضيف: «نحن سائقون سعوديون نظاميون، دفعنا قيمة استخراج التصاريح لإدارة المطار، والتزمنا بالشروط المطلوبة منهم، ونقف بمركباتنا في الطابور المخصص، وإن طالت مسافته طلباً للرزق، لكن للأسف يأتي أناس خارج النظام يغرون المسافرين بسرعة الوصول وعدم الانتظار». وطالب المطيري إدارة المطار بالحد من هذه التجاوزات، متسائلاً: «إلى متى وهذه حالنا، نعيش بعشوائية، وندفع سنوياً لإدارة المطار قيمة انتظارنا». ولا ينكر السائق صقر الغامدي وجود شد وجذب من بعض السائقين السعوديين وغيرهم، ووجود تحزبات بين السائقين، ما يتسبب في وقوع مشكلات «قد تصل أحياناً إلى التشابك بالأيدي، فبعض العمالة الوافدة تستغل عدم فهم لغتهم، ويحاول تشويه سمعة السائقين السعوديين أمام القادمين من بني جلدتهم». في حين يتهم السائق محبوب قربان بعض السائقين السعوديين باستغلال جهل القادمين، وابتزازهم مادياً، «كما أن بعضهم يجمع الوافدين مستغلاً كونهم «غرباء»، ويركبهم في سيارته بالجملة، لإيصالهم إلى موقع متفق عليه مسبقاً بقيمة أعلى».