يعتقد مدرب مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون أن لاعبي الجيل الحالي أصبحوا يتمتعون بقوى تفوق أنديتهم بفضل وكلاء أعمالهم ومستشاريهم، وأن هذا الأمر يدمر اللعبة. ويقول فيرغسون الذي سيحتفل هذا العام بمرور 26 سنة على قيادته مانشستر يونايتد: «عندما بدأت في عالم التدريب قبل 37 عاماً لم يكن في حينها أي وكلاء للاعبين أو سماسرة يتنططون من نادٍ إلى آخر، هل تتخيل هذا الأمر؟ ولم يكن حينها قانون بوسمان وحق الانتقال الحر، فكان اللاعبون مقيدون بأنديتهم، لكن التغيير في هذا الأمر كان حتمياً، والأمور انقلبت رأساً على عقب وفقدت الأندية سلطتها وقوتها وانتقلت إلى اللاعبين... لا أدري إن كان هذا لمصلحة كرة القدم أم لا؟!». وأضاف: «بالتأكيد تغيرت الكثير من الأمور أيضاً بينها الإعلام وأسلوبه في التعامل مع الأحداث الكروية، لأن أصبح هناك ضغط كبير على الصحافيين، لنشر قصص مثيرة، ليس فقط في ما يتعلق بكرة القدم، بل في كل شيء، وهذا أثر فينا كثيراً من دون شك... ومن هذا المنطلق فإن أكبر تغيير في العقد الأخير كان تطوير الملاعب، لأنها أصبحت رائعة اليوم، وبفضل التطور التكنولوجي فإنه أصبح اللعب على ملعب ذي حالة سيئة أمراً غير مقبول أو حالة شاذة». وأكمل المدرب الأسكتلندي: «التغيير الكبير الذي طرأ كان في العلم الرياضي، التي تطور بشكل هائل، فعلى سبيل المثال، عندما بدأت مسيرتي مع مانشستر يونايتد في 1986 كان جميع جهازي التدريبي يتكون من 8 أشخاص فقط، بينهم مساعدي ومدرب الرديف ومدرب اللياقة والكشافون، الآن لديّ 10 علماء رياضة مختصون بالتغذية والإحماء وغيرها من التطورات الهائلة التي دخلت على اللعبة». وكان فيرغسون يستعيد ذكريات بدايته مع فريقه الحالي وعن مستقبله أيضاً، وقال: «أستطيع أن أخطط لسنتين أو ثلاث إلى الأمام، وهو أمر لا يفعله أي من مدربي هذه الأيام، فأي مدرب اليوم يمر بمرحلة صعبة ويتعرض فريقه لأربع أو خمس هزائم متتالية فإنه يصبح مهدداً بالإقالة، لكن في يونايتد هذا السيناريو لا يحدث، لأنني ببساطة مسؤول عن كل شيء، بينها شبكة الكشافيين وفرق الناشئين، ولهذا السبب أعتبر نفسي محظوظاً، لأنني أعلم كل نقاط القوى والضعف في النادي وبإمكاني تعيين الأشخاص المناسبين لحل أية مشكلة». وبنجاحه في بناء فرق عدة في مانشستر، مستنداً على مواهب صغار السن الرائعة، فإنه دائماً على دراية بالتغييرات في سياسة سوق الانتقالات، ويقول: «سياسة الانتقالات في النادي دائماً مرتبطة دائماً بالتغييرات التي يجريها الاتحادان الدولي والإنكليزي، فمثلاً قبل سنوات طبق قانون جديد ينص على أن كل نادٍ لا يحق له ضم لاعبين صغار السن إلا إذا كان مسكنهم يبعد عن مقر النادي بمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة، بالسيارة أو اقل، وهذا الأمر لم يكن موجوداً في السابق، ولهذا السبب كان بإمكاننا التعاقد مع مواهب شابة رائعة، وبعدما أصبح إيجاد ست أو سبع مواهب رائعة في منطقتك مستحيلاً قررنا تغيير سياسة الكشف عن المواهب الجديدة في البلاد، والتركيز على المواهب الخارجية، ونحن حققنا نجاحات باهرة في هذا المجال... لكن صحيح أننا وجدنا صعوبات في تخريج نجوم من طراز جيل مطلع التسعينات الذي حوى بيكهام وغيغز وسكولز، لكن المشكلة أن القوانين الجديدة تغيرت مجدداً، ودائماً نحاول أن نتأقلم معها، ومع ذلك ما زلت متفائلاً بأن باستطاعتنا تخريج مجموعة من المواهب على غرار الماضي». وعلى رغم سؤال الكثيرين عن موعد اعتزال المدرب الأسطوري، كونه دخل سنه عقد السبعين، قال فيرغسون: «فلسفتي في هذا الأمر هي كالآتي: ما دمت أستمتع بعملي، وأنا أتمتع بصحة جيدة فإنني سأستمر، وأنا لا أعتقد بأن الإنسان يعلم قدراته الحقيقية، لكن يجب ألا أبالغ بتخطيطي للمستقبل، لأنا لا نعرف ما سيحصل غداً... أعتقد بأن الوقت سيأتي لاعتزالي لا محالة، لكنني في الوقت الحالي لا أفكر في هذا الأمر نهائياً».