اقترحت اختصاصية ضوابط للحد من تأثير الفيضانات والسيول في مدينة جدة، تتمثل في إنشاء مدرجات للأودية وأحواض لتجميع المياه، وتوسيع قنوات تصريف السيول، وإعادة استخدام مجرى السيل القديم بعد تأهيله ليصل إلى مسارات الأودية الممتدة من المناطق الجبلية شرق مدينة جدة. وأكدت اختصاصية «جيمومولوجيا تطبيقية ومورفو مترية الوديان الجافة» الباحثة في معهد بحوث الفضاء التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود، أن مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الكوارث الطبيعة حول العالم، مشيرة إلى أن السعودية معرضة للفيضانات والزلازل والتصحر. وأضافت خلال محاضرة في مركز الطالبات الجامعيات في عليشة أمس بعنوان «إدارة الفيضانات في حاضرة جدة باستخدام التقنيات الفضائية ونظم المعلومات الجغرافية»، أن كارثة جدة خلال عامي 2009-2011 حدثت بسبب غياب الضوابط في بعض الأماكن، وامتداد العمران إلى الوديان. وأشارت إلى أنها أجرت دراسة على مساحة 1947 كيلو متراً مربعاً من مدينة جدة باستخدام المرئيات الفضائية ونظم الجيومعلوماتية «GIS» التي تساعد في معالجة المرئيات الفضائية الملتقطة من الأقمار الاصطناعية وتحمل مواصفات طيفية متنوعة تمكن من المشاهدة الموضوعية لمظاهر سطح الأرض ومراقبة العمليات القائمة عليها، إضافة إلى استخدام التقنية في إنتاج الخرائط الرقمية. ولفتت إلى أن جدة تضم 3 مجار للسيول و4 سدود، وسبب تفاقم المشكلة فيها في ردم مناطق منخفضة ما جعل الترسبات تنجرف مع السيول، كما أن العبّارات كانت ضيقة، وموقع السد الاحترازي الذي أنشأ غير صحيح لأنه مكان لالتقاء صدعين، إضافة إلى أن عرض السدود وعمقها لا يتناسبان مع كمية المياه التي تصب فيها، ويبعد سد أم الخير عن المناطق العمرانية 4 كيلومترات، مشيرة إلى أن وادي القوس أخطر الأودية لأنه ضيق وملتو ويصب فيه أكثر من واد. واعتبرت الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد، أن كثيراً من المشاريع التي أنشئت قرب مجاري الأودية لم يشرف عليها اختصاصيون في مجال ال «جيومورفولوجية والهيدرولوجية»، وبالتالي لم تخضع لضوابط دقيقة. وحددت ضوابط فنية من 3 مقاييس للحد من تأثير الفيضانات والسيول في المنطقة، تتمثل في توسيع قنوات التصريف، وإعادة تأهيل مجرى السيل القديم من خلال آليات تقنية للتوصيل مع مسارات الأودية الممتدة من المناطق الجبلية شرق مدينة جدة، وإنشاء أحوض لتجميع المياه، وبعد ذلك تجري في مجاري السيول، وإنشاء مصدات أودية، ومدرجات للأودية وجسور، ودعم العبّارات.