«طيران الإمارات» تطلق خطاً جديداً مباشراً... قلب أميركا اللاتينية وروحها في متناول السياح العرب على أعتاب كأس العالم

كثيراً ما يتساءل عشاق كرة القدم عن أي البلدين في أميركا اللاتينية أخرج أهم لاعبي كرة القدم في العالم: البرازيل أم الأرجنتين؟ بيليه أم مارادونا؟ البلد الذي فاز بكأس العالم خمس مرات أم الذي ربحها مرتين؟ وهل يعتمد الجواب على عدد الكوؤس أم على نوعية وجودة اللاعبين؟
النقاش سيستمر ما دام هناك متابعون وعشاق لهذه اللعبة الشعبية. ومتعة المشاهدين ستستمر إلى أن تقام في البرازيل مباريات كأس القارات عام 2013 ثم نهائيات كأس العالم لكرة القدم بين 12 حزيران (يونيو) و13 تموز (يوليو) 2014، إذ يرجح أن تقام المباراة النهائية على ملعب ماراكانا الشهير في مدينة ريو دي جانيرو.
يستطيع المشجع العربي، مع الفرق العربية التي سيحالفها التوفيق في بلوغ النهائيات، أن يزور البرازيل بنفسه على متن الخط الجديد التي افتتحته شركة «طيران الإمارات» إلى ريو دي جانيرو إضافة إلى وجهتها الأخرى في البرازيل مدينة سان بولو. فقد بدأت الناقلة العالمية خدمة جديدة مباشرة بين دبي ومدينتي ريو دي جانيرو في البرازيل ومدينة بوينس آيرس في الأرجنتين ابتداء من 3 كانون الثاني (يناير) الجاري. وبهاتين الرحلتين يصل عدد الوجهات التي تخدمها «طيران الإمارات» إلى 117 وجهة حول العالم.
وفي خلال 13 ساعة تقريباً من غير توقف، وعلى متن أحدث الطائرات التي تقدم أرقى الخدمات، يستطيع محبو كرة القدم الانتقال من دبي إلى ريو دي جانيرو... والوقوف أمام الملعب الذي سيشهد المباراة الحاسمة في نهائيات كأس العالم عام 2014.
ميزات جمالية
مدينة الريو تقدم لزوارها فرصاً أخرى للرفاهية بالإضافة إلى مباريات كرة القدم على مستوى عالمي. فهي مدينة جميلة مليئة بمحبي الحياة، ووجهة سياحية تستقطب الزوار من أصقاع الأرض.
ساحل كوبوكابانا في الريو يستقبل حوالى مليوني محتفل برأس السنة الميلادية، وقد بلغت كلفة آخر حفل منه أول هذا الشهر حوالى 17.2 مليون ريال برازيلي (9.55 مليون دولار) في احتفالات بهيجة استقبلت العام الجديد بالغناء والألعاب النارية. ويرتدي كل من يحضر هذا الحفل السنوي الضخم الملابس البيضاء كرمز لوحدة البشرية بغض النظر عن أعراقها ومعتقداتها.
وتضم المدينة إحدى عجائب العالم السبع الجديدة بحسب تصويت عام 2007، وتعتبر من أهم معالمها: حرم المسيح المخلص الذي انتهى بناؤه عام 1931 فوق جبل كوخكفودا على علو 700م فوق سطح البحر. وبسبب كبر حجمه (39.6 متر) وموقعه المميز، عادة ما يراه الزائر مهيمناً فوق التلة خصوصاً في المساء عندما يسلط عليه الضوء بينما يخيم الظلام على كل ما يحيط به.
أفضل طريقة للوصول إلى هذا النصب السياحي المهم تكون بالانضمام إلى رحلة سياحية على متن سيارات جيب مكشوفة تسمح للسائح بالاستمتاع بالمناظر الخلابة التي يمر بها من غابة تيجوكا الخضراء ومنطقة سانتا تريزا المشهورة بالحرفيين، طبعاً مع فرصة الوقوف إلى جانب الطريق لالتقاط صور عدة لمدينة الريو والمناطق العشوائية التي نشأت حولها.
وفي طريق العودة يجب على السائح، إن استطاع، أن يركب القطار الذي يأخذه إلى سفح الجبل خلال 20 دقيقة مستعملاً سكة تاريخية أنشأها أحد حكام البرازيل لزيارة الغابات عام 1884 وأعيد تجديدها عام 1980. وإذا رغب السائح في أخذ القطار فعليه شراء التذاكر من المكتب عند سفح الجبل قبل بداية الرحلة فهو المكان الوحيد المؤهل لبيعها.
ملعب ماراكانا وتلفريك شوغارلوف يتنافسان على المركز الثاني لأهم وجهة سياحية في مدينة الريو. الملعب يمر بمرحلة تجديد وإعادة إعمار في الوقت الحالي استعداداً لمباريات عام 2013 ثم لكأس العالم عام 2014. وهذه الأشغال ضرورية لنقله إلى مستوى متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) القانونية للسلامة ونوعية المرافق الموجودة في المبنى.
عندما افتتح الملعب أمام المباريات عام 1950 كان يتسع لحوالى 200 ألف متفرج، وكان وقتها أكبر ملعب في العالم. ولكن تغيير القوانين العالمية وضرورة التماشي مع متطلبات السلامة الحديثة التي تتضمن القدرة على إخلاء الملعب خلال ثماني دقائق بدلاً من 20 دقيقة كما كان في السابق، نزلت سعته إلى 82 ألف مشاهد قبل إغلاقه للإصلاحات، ويتوقع أن يتسع بعد كل هذه التحسينات لحوالى 85 ألف مشاهد.
هذا الملعب، الذي سجل فيه بيليه هدفه رقم 1000 من أصل 1281 هدفاً سجلها خلال حياته الاحترافية، يضم متحفاً صغيراً يسرد تاريخ هذه اللعبة العالمية.
الوجهة الثانية التي تنافس ملعب ماراكانا الشهير هي منطقة جبل شوغارلوف (جبل رغيف السكر) التي تتكون من تلتين متجاورتين من الغرانيت على حافة المحيط تعلوان فوق مرفأ ريو الطبيعي. يمكن الصعود إليهما بواسطة قاطرات تلفريك تم بناؤها أول مرة عام 1912. الخط الأول ينقل الزائر إلى أعلى التلة الأولى، أي إلى علو 220 متراً خلال 3 دقائق. ومن هناك يستقل قاطرة أخرى توصله إلى التلة الأعلى على ارتفاع 396 متراً فوق سطح البحر. وفي المنصتين، يستطيع الزائر إن صفا الجو أن يرى القسم الأكبر من المدينة وبالأخص ميناء ريو الطبيعي الذي يعتبر إحدى عجائب العالم الطبيعية... لكن إن لم يصف الجو، سيجد السائح نفسه واقفاً في الضباب أو السحاب وعلى تلة مجاورة حرم المسيح المخلص الشهير.
حياة السهر!
سكان مدينة ريو يحبون الحياة والسهر. معظمهم يعمل من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساء، بعد ذلك يبدأون حياتهم الاجتماعية، فمنهم من يزور الشواطئ للاستمتاع برمالها البيضاء ولمقابلة الأصدقاء، ومنهم من يمارس الرياضات المختلفة المتوافرة لديهم. وعند المساء يرتاد كثيرون المقاهي والمطاعم لقضاء بقية السهرة.
الطعام في البرازيل لذيذ في شكل عام، تكثر فيه اللحوم والأسماك على أنواعها مع كثرة للسلطات التي تستعمل مواد محلية منها كينوا (حبوب غنية بالبروتين يحبها من يريد تخفيف النشويات)، وخضار متنوعة موجودة في بلاد الشام أيضاً. كما يقدمون مع اللحوم والأسماك المطهية على الطريقة المحلية دقيقاً خشناً مصنوعاً من جذر نوع من البطاطا شبيه بالكاسافا يرش على اللحوم والأسماك فيعطيها طعماً محلياً خاصاً. ومن المشروبات الغريبة التي يتناولها البرازيليون بكثرة شراب شاي المتة البارد المخلوط بالسكر، ويضاف إليه أحياناً الحامض. شراب المتة هذا أقوى مذاقاً من الذي يتناوله اللبنانيون والسوريون في بلادنا ويستحق التجربة.
في هذه المدينة أماكن عدة للتسوق من أهمها سوق الهبي في الهواء الطلق الذي يتخصص بالمصنوعات اليدوية المحلية من ملابس ومجوهرات ولوحات وجلود مصنعة.
إلى الأرجنتين
من مدينة ريو دي جانيرو يمكن للسائح أن يكمل سفره إلى الوجهة الثانية للخط الجديد الذي افتتحته «طيران الإمارات» مطلع الشهر الجاري: إلى مدينة بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين وحاضنة الملعب الذي صنع شهرة مارادونا: ملعب بوكا.
في وسط المدينة وحول ساحة تعلوها مسلة أقيمت في الذكرى الأربعمئة لتأسيس المدينة عام 1936 يوجد أحد أعرض الشوارع في العالم وفيه 12 ممراً. في هذه الساحة يحتفل الشعب عادة بأهم المناسبات الوطنية، ومنها فوز الأرجنتين بكأس العالم عام 1986.
وبالقرب من هذه المسلة يقع أحد أجمل معالم المدينة: مسرح كولون الذي أنشئ عام 1908 ويعد من أقدم وأفضل مسارح الأوبرا في العالم. ونظراً إلى أهميته كان مضرب المثل لفخامة العمارة في نيويورك وباريس في عهده.
من ساحة المسلة يكمل السائح طريقه عبر المنطقة المالية بعمارتها الجميلة ليصل إلى ساحة مايو حيث القصر الرئاسي المميز بلونه الزهري. وللقصر ساحة يمكن أن يدخلها الزائر ليتمعن في واجهة القصر عن قرب ومن غير سياج.
ومن الجهة الأخرى للقصر الرئاسي يقع شارع المحررين (ليبرتدور) الطويل، ومنه يصل السائح إلى أحد أجمل متاحف الفن الذي أنشئ عام 1896 ونقل إلى مركزه الحالي عام 1932. وعلى رغم صغره، فهو يحتوي لوحات لعمالقة الفن الأوروبيين أمثال مونيه وروبن وغويا والغريكو وغيرهم. وبالقرب منه متحف فن منطقة أميركا اللاتينية الذي أفتتح عام 2001 وفيه مجموعات مختلطة من لوحات وتماثيل وصور لفنانين ذوي شهرة عالمية أمثال المكسيكية فريدا كالو والأرجنتيني أنطونيو برني.
وفي العاصمة مركز إسلامي جميل أنشئ عام 1995 بتمويل سعودي في عهد الرئيس الأرجنتيني الأسبق كارلوس منعم، هو وجهة للمسلمين والزوار على حد سواء.
ومن الأماكن الأخرى الجديرة بالزيارة في المدينة حديقة النباتات التي افتتحت عام 1898 وفيها 5500 نوع نباتات موزعة على مساحة 70 ألف متر مربع. كما يمكن زيارة حديقة الحيوانات والمتنزهات العديدة.
أما إذا أراد السائح الاستمتاع برحلة إلى مصيف أهل المدينة منذ أكثر من 150 عاماً فيجب عليه أن يزور جزيرة تيجري التي تقع شمال العاصمة على دلتا بارانا وفيها فنادق حديثة وأماكن للرياضات المائية التي تشتهر بها المنطقة وملعب للغولف قريب يسمح لبعض رواد الفنادق باستعماله.
ولا تكتمل الرحلة إلى الأرجنتين من دون حضور عرض لرقصة التانغو التي يشتهر بها البلد، ويقال إنها نشأت فيه. وفي العاصمة مسارح ومقاهٍ عدة تقدم حفلاً كاملاً مع عشاء تحضره العائلات والسياح على حد سواء.
الطعام في الأرجنتين لذيذ ويغلب عليه الطابع الإيطالي وتكثر فيه اللحوم. ويحب الأرجنتينيون الحلوى ويشتهرون بنوع مصنوع من الحليب والسكر يدهن مثل المربى، تراه على طاولة الإفطار وكحشوة للبسكوت الأرجنتيني الشهير الفوهورس. ويمتاز الأرجنتينيون بشرب شاي المتة ساخنة بعكس البرازيليين.
وفي العاصمة مجالات متنوعة للتسوق، فمن ساحة المسلة تتفرع شوارع عدة يمكن أن يتبعها السائح لزيارة أحد أهم مناطق التسوق المفضلة عند الزوار: شارع فلوريدا المليء بالمحلات الجلدية والفخاريات وغيرها من المنتوجات المحلية الجميلة. كما يمكن زيارة مجمعات تجارية تضم محلات عالمية مثل مجمع غاليري باسيفكو الواقع عند التقاء شارعي فلوريدا وكوردوبا، وهو تحفة معمارية بحد ذاته.
الخط الجديد
افتتحت «طيران الإمارات» في 3 كانون الثاني (يناير) الجاري رحلة يومية إلى ريو دي جانيرو وبوينس آيرس، تشغل عليها طائرات بوينغ من طراز 777- 300. كل طائرة مقسمة إلى 8 أجنحة خاصة في الدرجة الأولى، و42 مقعداً يتحول إلى سرير في درجة رجال الأعمال و 304 مقاعد مريحة في الدرجة السياحية.
وتطير هذه الرحلة اليومية من مدينة دبي إلى كارلوس جوبيم الدولي في ريو دي جانيرو، ثم بعد توقف قصير تكمل الرحلة إلى مطار مينيسترو الدولي في بوينس آيرس. الرحلة من دبي إلى ريو تنقل المسافر فوق أفريقيا وعبر المحيط الأطلسي خلال 13 ساعة تقريباً. وعلى رغم طول الرحلة لا يشعر المسافر بالضجر بسبب خدمة أيس للترفيه والاتصالات التي تحوي أكثر من 1200 قناة تعرض أحدث الأفلام العالمية وبرامج التلفزيون وقنوات الموسيقى، وفيها خدمة لجميع الاهتمامات من فن واقتصاد وكرة قدم وأخبار.
ويستطيع المسافر على «طيران الإمارات» إلى بوينس أيرس والريو أن يستعمل هاتفه الخاص على متن الطائرة من خلال نظام إيروموبايل إذا كانت عنده خدمة التجول على هاتفه. وتوفر الناقلة لركاب درجة الأعمال والدرجة الأولى خدمات خاصة أخرى منها قاعات خاصة بركابها موزعة حول العالم للراحة من عناء السفر والانتظار. كما تقدم خدمة التوصيل من والى المطار لبعض وجهاتها العالمية.
عناوين مفيدة
* في البرازيل:
موقع لمدينة ريو دي جانيرو http://www.riodejaneiro.com
حرم المسيح المخلص في ريو http://www.corcovado.com.br
جبل شوغار لوف في ريو http://www.bondinho.com.br
حديقة النباتات في ريو http://www.jbrj.gov.br
مطعم يقدم عرضاً لموسيقى برازيلية متنوعة
http://www.rioscenarium.com.br
شركة للرحلات السياحية تستعمل الجيب المفتوح
http://www.jeeptour.com.br
* في الأرجنتين
مدينة بوينس آيرس ومنها اختار جزء السياحة من الموقع
http://www.buenosaires.gov.ar/
منطقة تيجري شمال العاصمة www.vivitigre.gov.ar