أكد ناشطون أمس أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تلقى مبايعات من جماعات إسلامية كانت معارضة له في محافظة دير الزور التي غيّر تنظيم «الخليفة أبو بكر البغدادي» اسمها إلى «ولاية الخير». وجاءت هذه المبايعات في وقت حقق هذا التنظيم تقدماً ميدانياً جديداً في ريف محافظة حلب بشمال سورية، لكن قيادياً في «جبهة النصرة» نفى اعتزامها مبايعة البغدادي، قائلاً إن أميرها «أبو محمد الجولاني» أعلن مبايعته لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري وليست هناك خطط للعدول عن ذلك على رغم التوسع الكبير لتنظيم البغدادي وإعلانه قيام «الخلافة» على أجزاء من العراق وسورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» في تقرير من دير الزور: «أعلن عناصر حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ببلدة الطيانة مبايعتهم للدولة الاسلامية وذلك في بلدة جديد عكيدات التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية». وأوضح «المرصد» أن هذه المبايعات المحلية جاءت في وقت «تم الاتفاق بين الدولة الإسلامية، من طرف، ووجهاء من مدينة الشحيل (المعقل السابق لجبهة النصرة في سورية)، من طرف آخر، على عودة أهالي الشحيل إلى المدينة مقابل أن يتعهد الوجهاء بتسليم كافة السلاح المتواجد بحوزة أهل المدينة وضمان أن لا يتعرض مقاتلو الدولة الإسلامية لأي أعتداء من قبل أهالي المدينة». ومعلوم أن «الدولة الإسلامية» كانت قد قامت بتهجير أهالي الشحيل منها ضمن اتفاق تم التوصل إليه في 2 تموز (يوليو) الجاري وقضى ب «توبة الأهالي، تسليم السلاح المتواجد لدى المقاتلين وأهالي المدينة ابتداء من البارودة الكلاشنيكوف وصولاً إلى السلاح الثقيل، ويخرج أهالي مدينة الشحيل من البلدة لنحو عشرة أيام من مدينتهم، ويبقون خارجها إلى أن تحس الدولة الإسلامية بالأمان في المدينة، ومن ثم تتم عودة الأهالي إلى المدينة». وأشار «المرصد»، في غضون ذلك، إلى قيام «كتيبة المجاهدين وكتيبة زيد بن حارثة في بلدة ذيبان (بدير الزور) بتسليم كمية من أسلحتهما الثقيلة والخفيفة للدولة الإسلامية». وفي محافظة الرقة المجاورة، أورد «المرصد» معلومات «عن إفراج الدولة الإسلامية عن مراسل محطة تلفزيونية عقب اعتقاله منذ عدة أشهر». لكنه لم يسمّ اسم المراسل المفرج عنه. وفي محافظة حلب، حقق تنظيم «الدولة» تقدماً ميدانياً جديداً لكن «جبهة النصرة» تمسكت برفضها تقديم الولاء له على رغم هزيمتها في دير الزور ومناطق أخرى على أيدي المقاتلين المؤيدين ل «الخليفة البغدادي». وفي هذا الإطار، أكد «مركز حلب الإعلامي» أن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على قرية عيطون قرب بلدة أخترين بريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع الثوار صباح الجمعة». ونقل المركز أيضاً عن مصدر في «مجلس شورى جبهة النصرة» نفيه «إشاعات تحدثت عن سحب الجبهة عناصرها من أماكن الرباط في مدينة حلب... وأكدّ أن جبهة النصرة ستبقى لتدافع عن المدينة حتى آخر جندي من جنودها». وتابع المصدر: «لم نأت إلى حلب لكي ننسحب منها، حيث إنّ وجودنا في مدينة حلب وفي كل بقعة على الأراضي السورية هو واجب شرعي في الدرجة الأولى قبل أن يكون واجباً أخلاقياً». وقال مصدر «جبهة النصرة» إن مقاتليها يقومون «مع الفصائل الأخرى بحشد الطاقات للتصدي لزحف قوات النظام المدعومة بالميليشيات العراقية واللبنانية والإيرانية». ورداً على سؤال عما إذا كانت «جبهة النصرة» تفكّر بإعطاء البيعة ل «الدولة الإسلامية»، أجاب: «لن نعطي البيعة للبغدادي، كنا قد أعلنا من قبل على لسان القائد العام للجبهة الشيخ أبو محمد الجولاني -حفظه الله- بيعتنا للشيخ أيمن الظواهري -حفظه الله- ونحن ملتزمون بهذه البيعة». لكن المصدر أقر بأنه «فعلاً حدثت انسحابات لحركة أحرار الشام الإسلامية من منطقة خان طومان في ريف حلب الجنوبي».