في الوقت الذي ما زال واقع الأحياء العشوائية محصوراً في نظر البعض كشوكة أزلية في خاصرة تقدم المدينة الساحلية، لم يتردد عمدة أحدها في جنوبجدة من البوح ل«الحياة» بأن «حيه» بات مأوى لتجار المخدرات، فيما أصبحت منازله وطرقاته مستقراً للمتعاطين(وفق وصفه). ويشير عمدة حي المصفاة (بترومين، كما تعارف عليها شعبياً) منصور بكين إلى أن الحي يعد أكثر أحياء جنوب العروس فقراً وكثافة سكانية، إذ يبلغ تعداد سكانه حسب الإحصاءات 40 ألف نسمة لا تتجاوز نسبة السعوديين بينهم 30 في المئة من الإجمالي العام، بينما يسيطر على السواد الأعظم من مواقعه الأفارقة وبقية دول آسيا. وأبدى بكين تذمره من وضع الحي الحالي الذي يجد أن سكانه أضحوا في رحلة يومية بين مياه المجاري والمياه الجوفية وما خلفته من مستنقعات وواقع طرقاتهم المرير، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الشارع العام الذي أنقلب -بسبب ما يرى أنه إهمال- إلى مكب للنفايات بعد أن كان رسمياً ومسفلتاً، ليصبح الطريق الأول في الحي بالأمس هو الطريق الأبرز للأوبئة والأمراض اليوم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وفقاً لبكين، بل باتت طرقات وأزقة «بترومين» مأوى لتجار المخدرات، يضعون فيها بضاعتهم وينام فيها السكارى والمدمنون. وألمح إلى أن هناك منازل كثيرة في الحي أمست آيلة للسقوط على رؤوس السكان القابعين تحت أسقف تلك البنايات التي بلغت من العمر عتياً. ويؤكد أن ورش السيارات في الحي باتت الوجهة الأولى لتشليح السيارات المسروقة والتالفة وسمكرة السيارات المصدومة، مشدداً على أن ذلك يحدث من دون أي رقابة من الجهات الرسمية. وحول الواقع البيئي للحي، يوضح أن النفايات أصبحت هي العلامة البارزة، كما أنها تظل لأسابيع من دون إكتراث من أمانة جدة. ويصف الحال الصحية للحي بأنها مستقطبة للأمراض وتجمع الحشرات والجرذان المسببة ل «الطاعون»، وأن المجاري الطافحة تحولت إلى مجرى استحدث عدداً من المستنقعات، لذا كثرت حالات الإصابة بحمى الضنك بشكل ملاحظ. وشكا عمدة الحي من أن محال السكراب غير المرخصة وبناء بيارات أعلى من مستوى الأرض تسبب في ضيق الشوارع وخروج مياه المجاري من جوانبها مشكلة تجمعاً في غرف تصريف المياه في الطرقات تم طمرها، وما بذل من جهود في فتح بعضها تم بتعاون سكان الحي في محاولة منهم للحفاظ على ما تبقى منها خوفاً من اختفائها كغيرها على إمتداد الطرقات، وقال: «شوارع جمعت بين الأتربة والمستنقعات، فصنعت كارثة، لم تعد تجدي معها نفعاً جهود صهاريج الصرف الصحي». ودلف بكين إلى الأوضاع الغذائية، مطالباً الجهات الرقابية بمتابعة بيع المواد الغذائية والمنظفات منتهية الصلاحية التي تباع في العراء، فضلاً عن بيع اللحوم الفاسدة وكذلك المذبوحة بطريقة غير صحية، وتلقى رواجاً داخل أروقة الحي.