قال دبلوماسيون غربيون إن القوى العالمية تحرز تقدما في تضييق الخلافات بينها حول كيفية التعامل مع تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أورد معلومات تشير إلى أن إيران عملت على تصميم سلاح نووي. وذكروا أن مسؤولين من الدول الست الكبرى وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا يجرون مفاوضات مكثفة لصياغة قرار بشأن إيران يصدر عن اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في 17 و18 من الشهر الجاري. لكنهم قالوا إنه ما زال من غير المؤكد ان تتمكن الدول الست من الموافقة على قرار يكون جاهزا في الوقت الملائم خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 عضوا في ظل الانقسامات المستمرة بين الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى. ورأى دبلوماسي غربي أن هناك "أكثر من مجرد فرصة متساوية" للتوصل إلى اتفاق. وكانت هناك مخاوف من أنه في حالة عجز القوى الكبرى عن إنهاء الخلافات حول عزل إيران بهدف دفعها إلى إجراء مفاوضات جادة فإن اسرائيل التي تشعر بخطر من الطموحات النووية لطهران- قد تهاجمها. وقدم تقرير وكالة الطاقة الذرية معلومات تشير إلى أن إيران تسعى لقدرات لتحويل المواد النووية إلى "أسلحة". وفي الوقت ذاته كشفت هذه الوثيقة غير المسبوقة انقسامات بين القوى الكبرى وانتقدت روسيا التقرير ووصفته بأن له دوافع سياسية في حين أن الدول الغربية استغلته لمحاولة تكثيف الضغوط على طهران في صورة عقوبات اقتصادية أشد. وتواجه دول غربية مأزقاً قبل اجتماع محافظي الوكالة فإما أن تضغط من أجل إصدار قرار بلهجة مشددة مما يعني بالتالي احتمال معارضة روسيا والصين أو تقبل نصاً أضعف للحفاظ على وحدة الصف. وقال دبلوماسيون إن أي قرار يلقى تأييدا واسعا من المرجح ألا يصل إلى حد اتخاذ إجراء ملموس مثل إحالة إيران مرة أخرى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ظل عزوف روسيا والصين. وقال دبلوماسي غربي إن من المتوقع أن يكشف الاجتماع عن مخاوف إزاء النشاط النووي الإيراني ويدعو طهران إلى الرد على المسائل التي أثيرت في تقرير الوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً لها والذي صدر الأسبوع الماضي. وأضاف الدبلوماسي "أعتقد أننا نصل إلى مرحلة يصبح فيها النص مقبولا للجميع." وتحدث مبعوث غربي آخر عن "فرص طيبة" في التوصل إلى اتفاق. وسيكون الهدف الرئيسي لمثل هذا القرار إظهار جبهة موحدة للقوى الكبرى وتنبيه إيران إلى الحاجة للانخراط في محادثات جادة حول برنامجها النووي. و كانت إيران قد انتقدت تقرير الوكالة ووصفته بأنه "غير متوازن" وله "دوافع سياسية" لكنها لم تقدم بعد ردوداً تفصيلية على المزاعم التي وردت به. وقالت موسكو إن تقرير الوكالة لا يحتوي على أدلة جديدة وإنه يستغل للإضرار بجهود التوصل إلى حل دبلوماسي لهذا النزاع النووي مع إيران. وأوضحت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها عزمهم على تشديد العقوبات على إيران بعد تقرير الوكالة. وعلى الرغم من تلك الخلافات قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أكدا مجدداً على "اعتزامنا العمل والتوصل إلى رد مشترك حتى ندفع إيران إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق ببرنامجها النووي."