برز تباين في الرؤية بين علي حاشد، مستشار وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي، الذي توقع تراجع الطلب على الغاز الطبيعي المسال، وبين رئيس قطاع الغاز في شركة «توتال» الفرنسية فيليب بواسو الذي توقع زيادة في الطلب على الغاز خصوصاً من آسيا بل رجح حصول بعض التوتر في اسواق الغاز العالمية لأن تأمين مزيد من العرض في مجال الغاز يحتاج الى مشاريع جديدة تستغرق 10 سنين. جاء ذلك في مؤتمر استضافته باريس حول اسواق الغاز ومستقبلها، نظمه بيار ترزيان، ناشر مجلة «بتروستراتيجي» وشركة «توتال» و «معهد النفط الفرنسي». وحضر وزير النفط الجزائري السابق نور الدين ايت الحسين رئيس شرف للمؤتمر. ورأى بواسو «ان السوق الاميركية تكتفي بانتاجها المحلي المطور في شكل كبير منذ سنوات في مجال الغاز الأحفوري، اما في اوروبا فبعدما كانت مشتريات الغاز قائمة تقليدياً على عقود طويلة الامد، تزداد العقود الفورية الآن». وأشار بواسو الى «ان 70 في المئة من الغاز الطبيعي المسال يباع في عقود طويلة الامد في حين ان العقود الفورية تزداد في اوروبا إذ تمثل 30 في المئة من عقود الغاز الى اوروبا». وتابع «ان السنتين الاخيرتين شهدتا كلاماً كثيراً عن وجود فائض في عرض الغاز الطبيعي المسال في حين برز تزايد في الطلب حتى ان اسواق الغاز الطبيعي المسال ستبقي اوروبا في حال من التوتر لأن الغاز المتوافر لن يكفي والكميات الجديدة المتوقعة من المشاريع الجديدة سيستغرق إنتاجها وقتاً وهذا يصح ايضاً في آسيا». أما حاشد فقال: «ان القدرات الانتاجية من الغاز في الجزائر ستزيد في شكل ملموس في السنوات الخمس المقبلة، فهناك مشاريع عديدة قيد التطوير ستؤمّن مزيداً من العرض في مجال الغاز، لكن ذلك لن يعني ان مستوى انتاجنا من الغاز سيكون اكثر مما هو الآن لآن الاسواق لا تشجعنا على تصدير مزيد من الغاز». وتابع: «نتطلع الى التزام افضل من زبائننا بالكميات التعاقدية لغازنا وألا يطلبوا مراجعة لتخفيضها». اما على المدى الطويل فقال ان احتياطات الجزائر من الغاز بالغ الاهمية، فالدراسات الاولى التي قمنا بها تظهر انها تقارب الف تريليون متر مكعب». وشارك في المؤتمر شريف سمير سوقي وهو رجل اعمال لبناني رئيس شركة «شينيير» للغاز. و «شانيير» التي تتخذ من هيوستن الأميركية مقراً، حصلت على اول عقد لتصدير غاز مسال طبيعي من الولاياتالمتحدة في 40 سنة، باعت بموجبه شركة «بريتيش غاز» (بي جي) 3.5 مليون طن من الغاز سنوياً. وقال سوقي ل «الحياة»: «اسسنا شركة شينيير في 1996 للتنقيب في الولاياتالمتحدة، وفي 2000 تحولنا الى بناء مرافئ لاعادة تسييل الغاز في الولاياتالمتحدة، وبنينا مرفأين لتسييل الغاز احدهما فريبورت الذي بعناه والثاني سابين الذي لا نزال نملكه». وللمرفأ الثاني زبونين يحق لهما ب 50 في المئة من قدرته وهما «توتال» الفرنسية و «شيفرون» الاميركية، وفق سوقي الذي أضاف: «قبل سنة ونصف سنة، قررنا اضافة تجهيزات تسييل لاستخدام البنية التحتية الموجودة والبدء بتصدير الغاز من الولاياتالمتحدة... وباستثناء مرفأ الاسكا الصغير لاعادة تسييل الغاز القائم منذ 40 سنة ويبيع الغاز الى اليابان، هي المرة الاولى في 40 سنة يحصل فيها مرفأ جديد لتصدير الغاز على اذن اميركي.