تشتهر السينما الهوليوودية بلجوئها الى بطلاتها لاداء شخصيات عاطفية او مساندة الادوار الرجالية القوية او كما هي الحال في الاونة الاخيرة للقيام بأدوار عنيفة وابراز عضلاتهن. وها هي الممثلة ليف تايلر، ابنة الفنان الموسيقي ستيف تايلر مؤسس فريق "اببروسميث" في السبعينات وعارضة الازياء بيبي بويل الخارقة الجمال، ليف تايلر اذن التي عرفها الجمهور العريض قبل خمس سنوات بفضل ظهورها في فيلم "الجمال المسروق" للسينمائي الايطالي الكبير برناردو برتولوتشي، تطلق صرعة جديدة في السينما الاميركية الحديثة بفيلمها الاخير "سيد الخواتم" LORD OF THE RINGS في جزئه الثاني النازل حديثاً الى صالات العرض العالمية. وتعود هذه الصرعة الى الشخصيات النسائية الاسطورية المثيرة للخيال والبعيدة عن الواقع، مثلما فعلت نجمات الخمسينات والستينات. واستخدم برتولوتشي ليف تايلر شكلاً ومضموناً في فيلم "الجمال المسروق" بمعنى انه طلب منها ابراز طاقتها التمثيلية بطريقة عميقة، اضافة الى اللعب بمفاتنها لاثارة خيال شريكها في الفيلم جيريمي ايرونز وبالتالي "المتفرج". فالتصقت صورة الاغراء بتايلر منذ فيلمها الاول الناجح، خصوصاً ان الجمهور العريض لم يشاهد الاعمال الاخرى التي انجزتها والتي اكتفت فيها بتمثيل شخصية مراهقة عادية خفيفة الظل وتحب الشبان في مثل عمرها. الا انها افلام لم تشق طريقها الى النجاح خارج حدودها الاميركية، ما جعل سمعة البطلة تظل مبنية على دور واحد فقط. وجاءت صورتها المغرية لتترنح بفضل مشاركتها في الفيلم الرومانسي البوليسي والفكاهي في آن "ليلة لدى ماكول" الى جوار مايكل دوغلاس حيث أدت دور فتاة فاتنة جداً لكن غير مثقفة اطلاقاً يقع الرجال في غرامها من النظرة الاولى وبشكل لا مفر منه. وفي الواقع من يجاور ليف ينسى تماماً حكاية الاغراء هذه ولا يرى غير امرأة شابة 25 سنة وجميلة، لكن بسيطة ترتدي زياً رياضياً وكأنها عائدة من تدريبها اليومي وتستقبل ضيفها الصحافي بكلمات عن باريس وأحلى المعارض الفنية الموجودة فيها مثل "ماتيس بيكاسو" و"موديغلياني فيلاسكيز" او ايضاً "بيكابيا"، فيتضح انها مولعة بالفن التشكيلي ومثقفة تقرأ للمؤلفين الكلاسيكيين والحديثين على السواء، وهذا غير معرفتها للموسيقى نظراً الى نشأتها في جو سادته الالحان الصاخبة بفضل مهنة والدها، لكن تايلر تستطيع التمتع بألحان شوبان وبيتهوفن وموزار حينما لا ترقص على انغام "الراب" و"السول ميوزيك" و"الارانبي" المعاصرة. فهذه امرأة شابة متفتحة الذهن والتطلعات تحب مهنتها كممثلة ولكنها لا تترك فن الدراما يلتهم حياتها ويمنعها من اكتشاف كل ما يحيط بها في الميادين الاخرى. زارت ليف تايلور باريس حيث التقتها "الوسط" وحادثتها. من الواضح انك قادرة الى اداء شخصيات جذابة ذات انوثة طاغية فوق الشاشة، وقد قدمت الدليل على ذلك في "الجمال المسروق" ثم في "ليلة لدى ماكول"، وها انت الآن في "سيد الخواتم" تتقمصين شخصية ساحرة اسطورية خيالية. فهل تختارين هذه الادوار ام انها تعرض عليك بكثرة؟ - انا احب اداء دور امرأة ذكية ونشيطة كلها حيوية من دون ان يكون الامر طبعاً على حساب انوثتها. وأديت في اكثر من فيلم شخصية مراهقة تعاني من مشاكل كبيرة وتحلها في النهاية بطريقة او بأخرى، حتى لو كان ذلك بشكل مأسوي. وانا ارفض الادوار المبنية على قوة الشخصية فقط أو على الجاذبية وحدها واكبر دليل على ذلك قبولي فيلم "ليلة لدى ماكول"، اذ مثلت دور فتاة غبية انما تجيد معاملة الرجال بشكل عفوي وغريزي وتعرف كيف تسخرهم في خدمة نزواتها، فالمزج بين العناصر المختلفة هو الذي يهمني لان المرأة الشابة في الحياة اليومية عبارة عن ذكاء وجمال وايضاً انوثة وثقافة محدودة في بعض الاحيان. وانا كممثلة متفتحة امام اي عرض يصور الحياة الحقيقية والصفات البشرية بمزياها وعيوبها. واتمادى في خياري الى درجة قبول الادوار الاسطورية التي لا علاقة لها بواقع الحياة مثلما في "سيد الخواتم"، وهو عمل اسطوري خيالي بحت يعجب الصغار والكبار. هل تشبهين بطلات ادوارك في حياتك الخاصة؟ - تضحك ببراءة لا، فليست هناك علاقة بين ما امثله والحقيقة. انا لا اتصرف مثل بطلات افلامي ولا ادمج بين الخيال والحياة الواقعية، ولا اعتمد ابداً على الاغراء في حياتي اليومية، فأنا امرأة تعيش حياتها بشكل عادي على رغم انني اطمع بحياة خيالية تشبه تلك التي اعيشها في "سيد الخواتم"، فالعصا السحرية التي تجلب لنا السعادة هي حلم كل انسان، أليس كذلك؟ شارك في بطولة فيلمك "ارماغيدون" بروس ويليس وهو ممثل متخصص في افلام المغامرات، فما رأيك في هذه الشخصيات السينمائية الاميركية خصوصاً التي تستخدم عضلاتها بمناسبة ومن دون مناسبة وتلجأ الى العنف من اجل حل كل المشاكل؟ - انا خضت هذه التجربة للمرة الاولى الى جوار بروس ويليس فعلا في فيلم "ارماغيدون"، واعترف بأن المسألة عبارة عن مساعدة للرجل حتى يتخلص من خوفه الرهيب من المرأة في ايامنا الحالية. لقد كنت اعتقد بأنها صفة يتميز بها الشبان فقط في عصرنا هذا، واتضح لي ان الكبار في العمر يتصرفون بالطريقة نفسها، والمتفرج بالتالي يشبه نفسه ببروس ويليس او ستالون او شوارزنيغر، وانا لا اعترض على هذا "العلاج" تضحك اذا افاد الرجل بشيء ما. مسألة ملامح وحظ كثيراً ما نسمع شكوى الممثلات ضد قلة توافر الادوار النسائية الشبيهة بتلك التي صنعت مجد نجمات زمان، وها أنت تقدمين الدليل على عكس هذه النظرية بفضل دورك العاطفي والقوي المثير للخيال في "سيد الخواتم". فما رأيك؟ - صحيح ان الادوار النسائية في السينما الاميركية غير جيدة عموماً ولا تتخذ الاهمية التي اتخذتها شخصيات من امثال بيتي ديفيز ومارلين ديتريش وغريتا غاربو وجون كروفورد وغيرهن. وتعاني الممثلة في هوليوود، بطبيعة الحال، من هذه الازمة، الا ان هناك في بعض الاحيان فرصاً هائلة عبر سيناريوهات مكتوبة تتضمن شخصيات نسائية جذابة وعميقة وجديرة بالاهتمام. ويتعلق الحصول عليها بمقومات عدة مثل الملامح والصوت والمظهر العام وايضاً الحظ. هل فكرت في احتراف عرض الازياء في يوم ما بفضل طولك الفارع؟ - الواقع انني عملت عارضة ازياء في بداية احترافي الفن وانا بعد في الرابعة عشرة من عمري، ولم اتردد في قبول عروض مادية ومغرية جداً تلقيتها في مجال الموضة. لكنني سرعان ما اعتزلت عرض الازياء لمصلحة التمثيل لأنني تعلمت الدراما والموسيقى والاستعراض منذ طفولتي طبقاً لنصائح والدي، فضلاً عن الموضة على رغم كون امي "توب موديل" معروفة عالمياً منذ السبعينات. انا وبروس وديمي هل صحيح، كما تردد في مهرجان "كان" سابقاً، ان بروس ويليس اختارك شخصياً لتشاركينه بطولة "ارماغيدون"؟ - نعم، فهو شهدني في "الجمال المسروق" ووقع في غرامي سينمائياً، حسب تعبيره الشخصي، وبقي طوال سنتين ينتظر الفرصة المناسبة كي يعرض علي احد ادوار البطولة الى جواره، وهو حاول اقناع السينمائي لوك بيسون حينذاك بمنحي الدور الاول في فيلمه "العنصر الخامس" لكن من دون جدوى، خصوصاً ان بيسون كان قد كتب الدور من اجل حبيبته في الحياة في ذلك الوقت ميلا يوفوفيتش. وانا تمتعت حينذاك بصداقة بروس وزوجته ديمي مور قبل انفصالهما وقضيت وقتاً طويلاً معهما. قدمت الدليل على قدراتك الفكاهية في "ليلة لدى ماكول" اضافة الى ان شخصيتك تميزت بناحية مغرية وجذابة، فكيف نجحت في المزج بين عنصرين عادة ما ينفرد كل منهما بمواصفات لدى الممثلة لا تقبل الثاني؟ - اعتقد بأنني من خلال هذا الفيلم اثبت للجمهور مدى قدراتي الفنية، فأنا اديت الدور معتمدة اولاً على الجانب الجذاب والمغري فيه، اي المبني على الانوثة الطاغية، ثم اضفت الى ذلك الغباء النسبي الذي تميزت به هذه الفتاة، والخليط اتى في النهاية بشيء مرح وفكاهي يسوده الاغراء في الوقت نفسه. انها طريقة تعلمتها من خلال تجربتي وفي معاهد الفن الدرامي ويبدو انها فعلاً مفيدة. على رغم ذلك لا يتضمن الفيلم اي لقطة جريئة او اباحي؟ - نعم مما يدل على انعدام ضرورة هذا الشيء من اجل ابراز الجاذبية الصارخة، فالتعبيرات والنظرات وحدها تكفي وتزيد في اغلب الحالات. من ناحية ثانية انت اديت لقطة جريئة نوعا ما في "الجمال المسروق"؟ - كنت مبتدئة ومنحت ثقتي التامة للمخرج برناردو برتولوتشي الذي يعتبر من عباقرة الفن السينمائي في الزمن الحالي، وكنت محقة فهو عرف كيف يصور المشهد الجريء وكأنه عبارة عن لوحة فنية جميلة وبعيدة عن أي ابتذال رخيص. ما هي مشاريعك؟ - التمتع بجمال باريس ومتاحفها ومكتباتها قبل العودة الى الولاياتالمتحدة مروراً اولاً بلندن من اجل ترويج "سيد الخواتم" هناك